Advertisement

خاص

"سلام يتم التوسط فيه" :هل يتوقف الغرب عن مساعدة أوكرانيا؟

ترجمة رنا قرعة Rana Karaa

|
Lebanon 24
05-08-2022 | 04:30
A-
A+
Doc-P-977844-637952884495330814.jpg
Doc-P-977844-637952884495330814.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
"هناك حجة مألوفة ولكن خطيرة ستفرض نفسها مرة أخرى، وستسمع بشكل متزايد في الأسابيع والأشهر المقبلة، مع استمرار الحرب في أوكرانيا"، بحسب صحيفة "ذا انديبندنت" البريطانية.
وقالت الصحيفة" في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفي مقابلة مع قناة "الميادين" ومقرها لبنان، قال رئيس حزب العمال البريطاني السابق جيريمي كوربين إن على الغرب التوقف عن تسليح أوكرانيا. وتابع كوربين قائلاً: "إن ضخ السلاح في أوكرانيا لن يؤدي إلى حل، إنما فقط إلى إطالة أمد هذه الحرب وتضخيمها... أعتقد أنه يجب على الأمم المتحدة أن تكون مركز الصدارة في هذا الأمر، وإذا لم تستطع التفاوض على وقف لإطلاق النار من نوع ما، فليحضروا أحداً آخر بإمكانه القيام بذلك، الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية...".
Advertisement
ودافع مساعد كوربين السابق مات زارب-كوزين الليلة الماضية عن هذا الموقف في إذاعة الـ "إل بي سي" البريطاينة، مضيفًا: "إنها ليست حربًا يمكن أن تفوز بها أوكرانيا، وفي هذه الحالة كلما زاد عدد الأسلحة التي يتم ارسالها كلما ساهمت في استمرار هذه الحرب... لا أعتقد أن هذه النقطة قد تمت مناقشتها حقًا - كيف يمكننا إنهاء الحرب...". الحجة بسيطة بشكل مخادع. من خلال إمداد أوكرانيا بالسلاح، يعمل الغرب على إطالة أمد الصراع، ويجب أن يدعو بدلاً من ذلك إلى السلام".

وتابعت الصحيفة، "لما لا نستعين بهذا التشبيه. لنفترض أن أحداً اقتحم منزل أحد الأشخاص وهدد بقتل شريكه. فهل كان هذا الشخص سيقاوم ويطلب المشاعدة أم سيترك من اقتحم منزله القيام بما يحلو له طالما أنه لم يُقتل أحد، وبذلك ينتهي الصراع على الفور؟ من المرجح أن أغلبية من سيطرح عليهم هذا السؤال سيختارون الإحتمال الأول. ولكن لنفترض أنهم اختاروا الخيار الثاني واستسلموا على الفور. عندها، هل سيكتفي من قام بعملية الغزو بالابتعاد والاحتفاظ بما تمكن من جنيه، أم أنه سيقرر الأستفادة من الوضع بما أنه أصبحت السلطة بيده؟ هل من سيقبل أن يكون تحت رحمته؟ هذه الأسئلة تفسر الوضع القائم في أوكرانيا اليوم. إن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا سوف يطيل أمد الصراع. على العالم بأسره الاعتراف بهذا الأمر. لكنه أيضًا الشيء الصحيح الذي يجب فعله - أخلاقيًا وعسكريًا. فلو سُئِل الأوكرانيين ما إن كانوا سيفضلون القتال من أجل حريتهم أم العيش في ظل حكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فمن الواضح أن الجميع يعرف الإجابة. فلو أرادوا العيش تحت حكم بوتين لكانوا استسلموا بالفعل عن طيب خاطر".
وأضافت الصحيفة، " تأتي فكرة "سلام يتم التوسط فيه" في أوكرانيا من الفكرة الخيالية القائلة بأن بوتين لا يريد هذه الحرب، ولم يدفعه إلى خوضها سوى الناتو. إن الفكرة محض خيال. فبوتين سبق وألقى خطاباً جاء فيه أن أوكرانيا كانت دوماً جزءاً من روسيا وأنه يريد استعادتها. لطالما أبدت النخب الروسية الرغبة في استعادة الأراضي التي كان يسيطر عليها الاتحاد السوفيتي القديم، بما في ذلك أوراسيا وأوروبا الشرقية. هذا التعطش للأراضي لم يبدأ الآن. فقد سبق لبوتين أن غزا أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. كما غزت روسيا أو فرضت سيطرتها العسكرية على جورجيا وبيلاروسيا وكازاخستان والشيشان والعديد من الأراضي الأخرى على مدى العقدين الماضيين. علاوة على ذلك، دأبت أوكرانيا على المطالبة بالسلام، وحتى الذهاب إلى المفاوضات، ولم يتمكنوا من التوصل إلى شيء. لماذا؟ المفاوضات الوحيدة التي سيقبل بها بوتين هي المفاوضات التي ستسمح له بالسيطرة على أوكرانيا. أي شيء آخر سيكون بمثابة انتكاسة كبيرة وسينظر إليه، من قبل شعبه، على نطاق واسع على أنه هزيمة محرجة. قد يؤدي ذلك إلى إطاحته من منصبه من قبل أعدائه".
وبحسب الصحيفة، "ماذا عن الفكرة القائلة بأنه بإنهاء هذه الحرب، حتى لو كان ذلك لصالح بوتين، قد ننقذ المزيد من الأرواح؟ هذه الفكرة أيضا تتجاهل الواقع والسياسة الواقعية. ستكون بمثابة منح تفويض مطلق للغزاة والسماح لهم بالقيام بما يشاؤون. ستنتقم روسيا أولاً من أوكرانيا، وتسحق أي معارضة، لعقود. بعد ذلك، سيتساءل بوتين الجريء عن المنطقة الأخرى التي يمكن أن يضربها بعد ذلك، ويجر الغرب إلى الموقف نفسه. على العالم أن يطالب بإنها هذا الصراع في أوكرانيا، لكن يجب الاستماع ايضاً إلى ما يريده الشعب الأوكراني. يريدون الحرية والديمقراطية وليس الاستعباد والديكتاتورية. أي فكرة عن "سلام يتم التوسط فيه" يحكم على الأوكرانيين بالاستبداد ستكون عديمة القيمة".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك