Advertisement

خاص

بعد لقاء بوتين وأردوغان: هل بدأ قلق العواصم الغربية يتصاعد؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
08-08-2022 | 03:30
A-
A+
Doc-P-978811-637955510279918627.jpg
Doc-P-978811-637955510279918627.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger


تشعر العواصم الغربية بقلق متزايد بشأن التعاون الاقتصادي المتعمق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، محذرة من الخطر المتزايد من أن الدولة العضو في الناتو قد تتعرض لضربة انتقامية عقابية إذا ساعدت روسيا على تجنب العقوبات.
Advertisement
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، "قال ستة مسؤولين غربيين للصحيفة إنهم قلقون بشأن التعهد الذي قطعه الزعيمان التركي والروسي يوم الجمعة بتوسيع تعاونهما في التجارة والطاقة بعد اجتماع استمر أربع ساعات في سوتشي. قال أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي إن الكتلة المكونة من 27 دولة تراقب التعاون التركي الروسي "عن كثب"، معربًا عن قلقه من أن تصبح تركيا "بشكل متزايد" منصة للتجارة مع روسيا. ووصف مسؤول آخر سلوك تركيا تجاه روسيا بأنه "انتهازي للغاية"، مضيفًا: "نحاول أن نجعل الأتراك ينتبهون إلى مخاوفنا". وحذرت واشنطن مرارًا وتكرارًا من أنها ستضرب الدول التي تساعد روسيا على التهرب من العقوبات بـ"عقوبات ثانوية" تستهدف الانتهاكات خارج نطاق الولاية القضائية الأميركية، لكن الاتحاد الأوروبي كان أكثر تحفظًا بشأن القيام بذلك. والتقى نائب وزير الخزانة الأميركي والي أديمو بمسؤولين أتراك ومصرفيين في اسطنبول في حزيران لتحذيرهم من أن يصبحوا قناة للأموال الروسية غير المشروعة".
وتابعت الصحيفة، "اقترح أحد كبار المسؤولين الغربيين أنه يمكن للدول دعوة شركاتها ومصارفها للانسحاب من تركيا إذا نفذ أردوغان الالتزامات التي حددها يوم الجمعة، وهو تهديد غير عادي للغاية ضد دولة زميلة في الناتو يمكن أن يساهم في شل اقتصاد البلاد البالغ 800 مليار دولار إذا وافقت الشركات الأجنبية على الامتثال. وقال المسؤول إن الدول التي فرضت عقوبات على روسيا يمكن أن تتخذ إجراءات ضد أنقرة من خلال "دعوة الشركات الغربية، إما إلى الانسحاب من العلاقات في تركيا، وإما إلى تقليص علاقاتها مع تركيا، في ضوء الخطر الذي قد ينجم عن توسيع تركيا لعلاقتها مع روسيا". ومع ذلك، تم رفض هذا الاقتراح من قبل العديد من المسؤولين الغربيين الآخرين، الذين تساءلوا عن كيفية عملها من الناحية العملية والقانونية وما إذا كانت ستكون فكرة جيدة. تم دمج تركيا بعمق في النظام المالي الغربي، ولدى العلامات التجارية من Coca-Cola وFord إلى Bosch وBP عمليات طويلة الأمد ومربحة للغاية في البلاد. قال مسؤول أوروبي: "هناك مصالح اقتصادية مهمة للغاية من المحتمل أن تكافح بقوة ضد مثل هذه الإجراءات السلبية". لكن المسؤول أضاف أنه "لن يستبعد أي أعمال سلبية إذا اقتربت تركيا أكثر من اللازم من روسيا". وبينما أقر بأن قرارًا رسميًا للاتحاد الأوروبي بشأن فرض عقوبات على تركيا سوف يمثل تحديًا بسبب الانقسامات داخل الكتلة، أشار إلى أن بعض الدول الأعضاء يمكن أن تتخذ بعض الإجراءات. وقال "على سبيل المثال يمكنهم طلب قيود على تمويل التجارة أو مطالبة الشركات المالية الكبرى بخفض التمويل للشركات التركية"."
وأضافت الصحيفة، "قال ثلاثة مسؤولين أوروبيين إنه لم تجر حتى الآن أي مناقشات رسمية في بروكسل حول التداعيات المحتملة على تركيا. وحذر العديد منهم من أن التفاصيل الكاملة وتداعيات المناقشات في سوتشي لم تتضح بعد. وتأتي التحذيرات بعد يوم من عقد بوتين وأردوغان، هو الذي اتبع ما يسميه نهجًا "متوازنًا" تجاه كييف وموسكو منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في شباط، لقاءً طويلاً بلغ ذروته في تعهد مشترك لزيادة حجم التجارة الثنائية وتعميق العلاقات الاقتصادية والطاقة. وصرح نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، كبير مسؤولي الطاقة في موسكو، للصحفيين بأن تركيا وافقت على البدء في دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، وفقًا لوكالة إنترفاكس. وأضاف أن بوتين وأردوغان ناقشا تطوير العلاقات المصرفية والتسويات بالروبل والليرة. في حديث له من على متن الطائرة العائدة من روسيا، قال أردوغان للصحفيين إنه كانت هناك أيضًا "تطورات خطيرة للغاية" بشأن استخدام نظام بطاقات الدفع MIR الروسي، والذي يسمح للروس في تركيا بالدفع بالبطاقة في الوقت الذي أوقفت فيه Visa وMastercard العمليات في بلدهم الأم. وأضاف أردوغان إن بطاقات MIR ستساعد السياح الروس على دفع تكاليف التسوق والفنادق. ويخشى المسؤولون الغربيون من إمكانية استخدامها أيضًا للمساعدة في تجاوز العقوبات".
ورأت الصحيفة أن "العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والغرب متوترة بالفعل. فقد فرضت واشنطن عقوبات على أنقرة في عام 2020 ردا على شراء نظام دفاع جوي من طراز S-400 من موسكو، على الرغم من أن الإجراءات استهدفت صناعة الدفاع في البلاد وليس الاقتصاد الأوسع. يُنظر إلى أردوغان، الذي هدد مرارًا باستخدام حق النقض ضد انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، في العديد من العواصم الغربية على أنه حليف غير موثوق به بشكل متزايد. ومع ذلك، تُعد تركيا شريكًا حيويًا لأوروبا في مكافحة الإرهاب واللاجئين. وتستضيف البلاد حوالي 3.7 مليون سوري كجزء من صفقة أبرمت مع الاتحاد الأوروبي في عام 2016 والتي ساعدت على وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا. أبرز الصراع بين روسيا وأوكرانيا موقع تركيا المهم استراتيجيًا، حيث تتحكم في الوصول إلى المضائق التي تربط البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط. كما لعب أردوغان دورًا رئيسيًا في تأمين صفقة الحبوب التي وقعتها روسيا وأوكرانيا الشهر الماضي والتي تهدف إلى تجنب أزمة الغذاء العالمية".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك