Advertisement

عربي-دولي

ما سر تحدث روسيا عن "حزب التحرير الإسلامي" في هذا التوقيت؟

Lebanon 24
17-08-2022 | 14:00
A-
A+
Doc-P-981740-637963682908540195.jpg
Doc-P-981740-637963682908540195.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت "الحرة": رغم مرور ثمانية أعوام على استيلائها على شبه جزيرة القرم، ونحو نصف عام من شنها حربا على أوكرانيا، لم تفلح روسيا في تبرير عدوانها على جارتها الشرقية، ولعل إعلانها القضاء على عناصر من تنظيم حزب التحرير الإسلامي، في شبه جزيرة القرم، الأربعاء، آخر تلك التبريرات، وفق محللين.
Advertisement

ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها في عام 2014 في أعقاب تظاهرات واسعة في أوكرانيا أدّت إلى الإطاحة برئيس البلدية الموالي للكرملين.

ومهّدت تلك الاحتجاجات لاشتباكات بين الجيش الأوكراني وانفصاليين مدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا، قبل أن تطلق روسيا هجومها العسكري الواسع في 24 شباط الماضي.

وخلال تلك الأحداث لم تثر موسكو قضية التطرف الإسلامي، لتبرير عدوانها، كما لم تتهم أوكرانيا بالتعامل مع من وصفتهم بـ"إرهابيين" كما فعلت الأربعاء.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن الجهاز الأمني الفيدرالي الروسي، الأربعاء، أنه قضى على خلية تابعة لحزب التحرير الإسلامي، المحظور في روسيا.

ولم تكشف الوكالة ولا الجهاز الأمني الروسي عن هوية الذين قضوا خلال هذه العملية واكتفت بذكر عددهم.

وجاء في البيان: " تمكن عناصر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي من تحييد خلية تآمرية في منطقة سفيردلوفسك، تتألف من خمسة مواطنين من بلدان منطقة آسيا الوسطى".

من جانبها نقلت وكالة "تاس" الروسية  عن مكتب الأمن الفيدرالي الروسي قوله: "لقد ثبت أن ممثلي حزب التحرير الموجودين في أوكرانيا، قاموا بتجنيد مواطنين روس مسلمين في صفوفهم في اجتماعات سرية".

وتابع بيان المكتب الأمني الروسي، "استولى عناصر الحزب على مواد دعائية، وأجهزة اتصال، وأجهزة تخزين رقمية استخدمت في عملياتهم الإرهابية"

وقال المكتب كذلك، إن إجراءات البحث والتحقيق مستمرة.

وحزب التحرير الإسلامي، تنظيم سياسي بأديووجية دينية، مصنف على قائمة التنظيمات السياسية المحظورة في أغلب الدول العربية بالإضافة إلى عدد من الدول وعلى رأسها روسيا والصين وبنغلاديش.

سابقة
وبحسب المحلل السياسي المهتم بالشأن الروسي، رائد جبر فإن هذا التنظيم ينشط في آسيا الوسطى، والقوقاز وحتى تاتارستان منذ سنوات.

رائد جبر المقيم في موسكو، قال لموقع الحرة إن روسيا كثيرا ما تحدثت عن تهديد هذا الحزب المصنف لديها منظمة إرهابية، لكنها المرة الأولى فعلا التي تثير وجوده في جزيرة القرم.

أما بالنسبة لمحاولة توظيفها لهذا المعطى، فيرى جبر بأن موسكو بالموازة مع حربها في أوكرانيا، تحاول التضييق على التتار المسلمين في القرم، خصوصا أولئك الذين يعترفون بسيادة أوكرانيا على الجزيرة.

وتتار القرم، هم مواطنون من منطقة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو عنوة في 2014.

وللتتار جذور في المنطقة تعود إلى القرن الثالث عشر على الأقل.

التتار مجموعة عرقية مسلمة سنية تتحدث لغة تنحدر من فرع كيبتشاك لعائلة اللغة التركية، مما يعني أنها قريبة من لهجات التتار المستخدمة في روسيا.

جبر قال كذلك، إن التضييق غير المعلن على التتار، يأتي بعد التفجيرات التي طالت مخزنا للأسلحة في شبه جزيرة القرم.

يذكر أن بيان الأمن الفدرالي لم ينشر أي صورة تؤكد عمليته التي قضت على المنتمين لحزب التحرير الإسلامي، ولا هوية من تم تحييدهم.

"موسكو لا تهتم بالترويج"
رغم ذلك، يرفض المحلل السياسي الروسي، فيتشيسلاف موتازوف،أن تكون موسكو بصدد التضييق على أي كان في جزيرة القرم أو غيرها مؤكدا أن روسيا كانت دائما تعتبر أن تنظيم حزب التحرير الإسلامي منظمة إرهابية.

وقال في حديث لموقع الحرة إن موسكو لا ترى أي داع لتبرير ضمها لشبه جزيرة القرم "على الإطلاق" وفق وصفه.

وتابع معللا الاعتداء الروسي على أوكرانيا بالقول إن موسكو تشن حربا بالوكالة في الأراضي الأوكرانية مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة "تماما كما تقول السلطات الرسمية" وفق تعبيره.

أما عن السر وراء عدم حديث موسكو عن هذا التنظيم قبل اليوم فقال: "هنا في موسكو لا يهتمون بالترويج لهذه القضية" ثم تابع "يتجنبون أي مناقشة عامة حول هذا الموضوع".

وفي إجابته عن سبب عدم التحدث في موسكو عن هذا الموضوع  اكتفى بالقول إن  "الأسباب واضحة تماما، إنها حالة الحرب".

والثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الحريق الذي تسبب بانفجار ذخائر في مخزن للأسلحة في شبه جزيرة القرم كان نتيجة عمل "تخريبي" دون اتهام أي طرف بما فيها التنظيم الذي قيل إنه تفكك اليوم بفعل تدخل الأمن الروسي.

وقبل ذلك بأيام، في التاسع من أغسطس، أبلغت موسكو عن انفجار ذخائر في قاعدة عكسرية جوية في القرم، ما أدّى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.

ولم تتبنّ أوكرانيا رسميا أي هجوم استهدف شبه جزيرة القرم، لكن مسؤولين أدلوا بتعليقات في أكثر من مناسبة تدفع إلى الظنّ أن القوّات الأوكرانية قد تكون منخرطة في هذه الهجمات.

أقلية التتار المسلمة هدف الكرملين؟

ولم يذكر بيان الأمن الفدرالي الروسي، أي صلة بين من قال إنه قضى عليهم، وأقلية التتار المسلمة في شبه جزيرة القرم، إلا كونهم مسلمين، مما يثير الشكوك حول محاولة موسكو الزج بالتتار في الصراع.

في هذا السياق، لفت رائد جبر إلى أن مجلس تتار القرم كان من بين المعترفين بسيادة أوكرانيا على جزيرة القرم، وهو ما جعله في مرمى الأهداف الروسية.

وقال متحدثا عن سر التوقيت: "بينما تشتد الحرب يمكن إلصاق تهم الإرهاب بأي كان، ولا سيما أولئك الذين يميلون إلى عدوك".

وفي 2014 عارض تتار القرم، الذين يمثلون الأقلية المسلمة، في شبه الجزيرة، الضم الروسي، ومنذ ذلك الحين، يتعرضون لضغوط شديدة من قبل السلطات الروسية. 

وبعد أن تم حظر مجلس تتار القرم، أغلقت روسيا قناته التلفزيونية المحلية، وأجبرت زعيمه الروحي، مصطفى جميليف، على مغادرة البلاد، وزادت من الاعتقالات بين التتار. 

وتنفي روسيا قيامها بأي قمع سياسي، لكنها تعلن بانتظام عن اعتقال من تصفهم بـ"إرهابيين" إسلاميين أو موالين لأوكرانيا في شبه جزيرة القرم.

والسنة الماضية، منعت السلطات الروسية زعماء عديدين للتتار من دخول القرم.

وتعرض 230 شخصا، بينهم حوالى 160 من التتار  لـ"الاضطهاد السياسي" الروسي في شبه جزيرة القرم منذ عام 2014، بحسب كييف.

وأشارت الخارجية الأوكرانية وقتها إلى أن أكثر من 50 شخصا، بينهم 25 من التتار لقوا مصرعهم "إثر أعمال المحتلين الروس"، لا سيما بعد تعرضهم للتعذيب ووقوع العشرات ضحية للاختفاء القسري. (الحرة)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك