Advertisement

خاص

الحرب الروسية على أوكرانيا: هذه هي مخاطر التصعيد الكارثي

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
18-08-2022 | 03:30
A-
A+
Doc-P-981891-637964143276921296.jpg
Doc-P-981891-637964143276921296.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger


يبدو أن صانعي السياسة الغربيين قد توصلوا إلى إجماع حول الحرب في أوكرانيا: سيصل الصراع إلى طريق مسدود طويل الأمد، وفي نهاية المطاف ستقبل روسيا الضعيفة اتفاقية سلام لصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، وكذلك أوكرانيا، بحسب ما كتبت مجلة "فورين أفيرز" الاميركية.
Advertisement
اضافت"على الرغم من أن المسؤولين يدركون أن كلاً من واشنطن وموسكو قد تستمران في التصعيد، إما لكسب بعض الميزات أو لمنع الهزيمة، إلا أنهم يفترضون أن تجنب التصعيد الكارثي بات ممكناً. قلة هم الذين يتصورون أن القوات الأميركية ستشارك بشكل مباشر في القتال أو أن روسيا ستجرؤ على استخدام الأسلحة النووية. وبالنظر إلى أن عواقب التصعيد يمكن أن تشمل حربًا كبرى في أوروبا وربما حتى إبادة نووية، فهناك سبب وجيه للشعور بالمزيد من القلق. لفهم ديناميات التصعيد في أوكرانيا، نبدأ بأهداف كل جانب. منذ بدء الحرب، رفعت كل من موسكو وواشنطن طموحاتهما بشكل كبير، وكلاهما الآن ملتزم بشدة بالفوز في الحرب وتحقيق أهداف سياسية هائلة. نتيجة لذلك، لدى كل جانب حوافز قوية لإيجاد طرق للفوز، والأهم من ذلك، تجنب الخسارة. من الناحية العملية، هذا يعني أن الولايات المتحدة قد تنضم إلى القتال إما إذا كانت يائسة للفوز أو لمنع أوكرانيا من الخسارة، بينما قد تستخدم روسيا الأسلحة النووية إذا كانت يائسة للفوز أو تواجه هزيمة وشيكة، وهو ما سيكون مرجحًا إذا انضمت القوات الأميركية إلى صفوف القتال. علاوة على ذلك، نظرًا لتصميم كل جانب على تحقيق أهدافه ، هناك فرصة ضئيلة للتوصل إلى حل وسط ذي مغزى".
وتابعت المجلة، "في البداية، دعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها أوكرانيا لمنع نصر روسي وللمساعدة في التفاوض على إنهاء إيجابي للقتال. ولكن بمجرد أن بدأ الجيش الأوكراني في ضرب القوات الروسية، خاصة حول كييف، غيرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مسارها والتزمت بمساعدة أوكرانيا على الفوز في الحرب ضد روسيا. ولكن يبدو أن أهداف روسيا الإقليمية قد توسعت بشكل ملحوظ منذ بدء الحرب. إن تهديد روسيا اليوم بات أكبر مما كان عليه قبل الحرب، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن إدارة بايدن مصممة الآن على دحر المكاسب الإقليمية لروسيا وإعاقة القوة الروسية بشكل دائم. إلا أن موسكو لا تستطيع تحمل الخسارة في أوكرانيا، وستستخدم كل الوسائل المتاحة لتجنب الهزيمة. أما أوكرانيا، من جانبها، فهي تتشارك الأهداف عينها مع إدارة بايدن. فالأوكرانيون عازمون على استعادة الأراضي التي فقدوها ، بما في ذلك جزيرة القرم. من حيث الجوهر، تلتزم كل من كييف وواشنطن وموسكو التزامًا عميقًا بالفوز ،الأمر الذي سيؤدي إلى عدم ترك أي مجال كبير للتسوية. هناك ثلاثة طرق أساسية للتصعيد متأصلة في سير الحرب: تصعيد أحد الطرفين أو كلاهما عمداً لتحقيق النصر، أو تصعيد أحد الطرفين أو كلاهما عمداً لمنع الهزيمة، أو تصاعد القتال ليس عن طريق الاختيار المتعمد ولكن عن غير قصد. يحمل كل مسار إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى القتال أو دفع روسيا إلى استخدام الأسلحة النووية، وربما كليهما".
وأضافت المجلة، "يمكن للجيش الأميركي أن يشارك في القتال بعدة طرق. إن السيناريو الأكثر احتمالا للتدخل الأميركي سيحدث إذا بدأ الجيش الأوكراني في الانهيار وبدأت علامات الانتصار الكبير لروسيا بالظهور. في هذه الحالة، نظرًا لالتزام إدارة بايدن العميق بمنع تلك النتيجة، يمكن للولايات المتحدة أن تحاول تغيير المسار من خلال الانخراط مباشرة في القتال. بالطبع، يمكن لموسكو أيضًا أن تباشر عملية التصعيد. لا يمكن استبعاد احتمال أن تضرب روسيا، اليائسة لوقف تدفق المساعدات العسكرية الغربية إلى أوكرانيا، البلدان التي يمر عبرها الجزء الأكبر منها: بولندا أو رومانيا، وكلاهما عضو في الناتو. هناك أيضًا احتمال أن تشن روسيا هجومًا إلكترونيًا هائلًا ضد دولة أوروبية واحدة أو أكثر تساعد أوكرانيا، مما يتسبب في أضرار جسيمة لبنيتها التحتية الحيوية. قد يدفع مثل هذا الهجوم الولايات المتحدة لشن هجوم إلكتروني انتقامي ضد روسيا".
وبحسب المجلة، "على الرغم من أن الجيش الروسي قد ألحق أضرارًا جسيمة بأوكرانيا، إلا أن موسكو، حتى الآن، كانت مترددة في التصعيد لكسب الحرب. ولكن ماذا عن الشكل النهائي للتصعيد؟ هناك ثلاثة ظروف قد يستخدم فيها بوتين الأسلحة النووية. الأول سيكون إذا دخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو المعركة. لن يؤدي هذا التطور فقط إلى تغيير التوازن العسكري بشكل ملحوظ ضد روسيا، مما يزيد بشكل كبير من احتمال هزيمتها، ولكنه سيعني أيضًا أن روسيا ستخوض حربًا بين القوى العظمى على أعتابها يمكن أن تمتد بسهولة إلى أراضيها. في السيناريو النووي الثاني، تقوم أوكرانيا بتغيير المسار في ساحة المعركة بنفسها، من دون تدخل مباشر من الولايات المتحدة. إذا كانت القوات الأوكرانية مستعدة لهزيمة الجيش الروسي واستعادة الأراضي المفقودة في بلادهم، فلا شك في أن موسكو يمكن أن تنظر بسهولة إلى هذه النتيجة على أنها تهديد وجودي يتطلب رداً نووياً. في السيناريو الثالث، تستقر الحرب في طريق مسدود طويل الأمد ليس له حل دبلوماسي ويصبح مكلفًا للغاية بالنسبة لموسكو. في محاولة يائسة لإنهاء الصراع بشروط مواتية، قد يسعى بوتين إلى التصعيد النووي للفوز".
وتابعت المجلة، "قد يسلم المرء بأنه على الرغم من أن أحد هذه السيناريوهات الكارثية يمكن أن يحدث نظريًا، إلا أن الفرص ضئيلة وبالتالي لا ينبغي أن تشكل مصدر قلق كبير. بعد كل شيء، لدى القادة على الجانبين حوافز قوية لإبعاد الأميركيين عن القتال وتجنب حتى الاستخدام النووي المحدود، ناهيك عن حرب نووية فعلية. ولكن للأسف، لا توجد تسوية سياسية في الأفق، في ظل التزام الطرفين بشدة بأهداف الحرب التي تجعل التسوية شبه مستحيلة. كان ينبغي لإدارة بايدن أن تعمل مع روسيا لتسوية الأزمة الأوكرانية قبل اندلاع الحرب في شباط. لقد فات الأوان الآن لعقد صفقة. روسيا وأوكرانيا والغرب عالقون في وضع رهيب لا يوجد مخرج واضح له. لا يسع المرء إلا أن يأمل في أن يدير القادة على الجانبين الحرب بطرق تتجنب التصعيد الكارثي".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك