كوريا الشمالية تنتهز العزلة الروسية "لتعميق العلاقات مع بوتين"

انتهزت كوريا الشمالية العزلة الدولية لروسيا في أعقاب غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا لتعزيز العلاقات، مما يهدد الجهود الدولية للضغط على بيونغ يانغ بشأن برنامجها النووي غير المشروع.
قال مسؤولون أميركيون يوم الثلاثاء ل"فايننشال تايمز" إن روسيا اشترت "ملايين الصواريخ وقذائف المدفعية" من كوريا الشمالية مع بدء العقوبات الغربية في خنق إمدادات موسكو من الأسلحة. الكشف عن هذا الأمر هو أحدث علامة على دفء العلاقات بين البلدين، بعد أن انفصلت بيونغ يانغ عن السياسة الصينية في تموز واعترفت بأراضي لوهانسك ودونيتسك الانفصالية في أوكرانيا التي تحتلها روسيا. وأعقب ذلك الشهر الماضي تبادل رسائل بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وبوتين يعدان بـ"توسيع العلاقات الثنائية الشاملة والبناءة بجهود مشتركة".
قال محللون ودبلوماسيون غربيون إن بيونغ يانغ تعرض على موسكو دعمها لتأمين الدعم المتبادل في حالة تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية".
وتابعت الصحيفة، "قال أنتوني رينا، المتخصص في العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا في مجموعة الأبحاث Sino-NK: "ترى بيونغ يانغ في عزلة روسيا المتزايدة عن الغرب فرصة لإيقاع بوتين في مأزق محرج". وتابع قائلاً: "إذا لم يتخذ كيم موقف روسيا صراحة الآن، فليس هناك ما يشير إلى متى قد تتاح له الفرصة للقيام بذلك في المستقبل". سارعت كوريا الشمالية في التعبير عن دعمها للغزو الروسي لأوكرانيا في شباط، وألقت باللوم في الحرب على "سياسة الهيمنة" الأميركية و"التعصّب". ردت موسكو الجميل بتكرار إدانة بيونغ يانغ للمناورات العسكرية الواسعة النطاق التي أجرتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في آب. في مقابلة حديثة مع وسائل الإعلام الروسية، بدا أن سفير موسكو في كوريا الشمالية يؤيد مزاعم بيونغ يانغ غير المؤيدة بأن البالونات التي تحمل فيروس كورونا والتي تم نقلها إلى البلاد من كوريا الجنوبية كانت مسؤولة عن تفشي الفيروس هذا العام".
وأضافت الصحيفة، "ناقش ممثلو "الجمهوريات الشعبية" الانفصالية في لوهانسك ودونيتسك مقترحات مع المسؤولين الكوريين الشماليين لبيونغ يانغ لإرسال عمال للمساعدة في إعادة بناء المدن في أوكرانيا التي تحتلها روسيا. قال آرون أرنولد، خبير مكافحة الانتشار في المعهد الملكي للخدمات المتحدة الذي عمل في لجنة تابعة للأمم المتحدة تراقب انتهاكات عقوبات كوريا الشمالية، إن حيازة المدفعية أو استخدام اليد العاملة يشكل "انتهاكات خطيرة" للعقوبات. لكنه أضاف أن روسيا لم تلتزم قط بشكل كامل بتطبيق هذه الإجراءات. قال أرنولد: "لقد انتهكت روسيا العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية منذ سنوات. هذه انتهاكات فظيعة تم توثيقها ونشرها على نطاق واسع". قال محللون إن العزلة الاقتصادية لروسيا قد تؤدي إلى تنسيق أوثق بين الشبكات الإجرامية المرتبطة بالبلدين. قال ألكسندر جابويف، الزميل الأول في مؤسسة كارنيغي إندومنت للسلام الدولي، مشيرًا إلى التجارة المحتملة في الأسلحة والمخدرات والعملات المشفرة، "التهريب جزء متزايد الأهمية من الاقتصاد الروسي. هذا هو الأساس لكيفية عمل كوريا الشمالية، لذلك من السهل أن نرى كيف سيتم تشكيل التحالفات".
وبحسب الصحيفة، "بينما اعترف بأن العلاقات بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"مقطوعة"، أعرب دبلوماسي غربي كبير عن أمله في عودة "درجة معينة من الوحدة" في حالة إجراء تجربة نووية لكوريا الشمالية. قال رينا: "الهدف سيكون ما إذا كانت روسيا تشعر بالغربة بما يكفي عما تسميه" الغرب الجماعي "لبدء الانخراط الحقيقي في سلوك شائن". وأضاف: "إذا وصلت روسيا إلى ما تعتبره نقطة اللاعودة، فلا حدود لكيفية تعاون كوريا الشمالية وروسيا". وأشارت يون صن، مديرة برنامج الصين في مركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن، إلى أن الشراكة الوثيقة بين كوريا الشمالية وروسيا قد تكون محرجة أيضًا لبكين، التي لم تعترف بالجمهوريات الانفصالية في شرق أوكرانيا. وقالت "الصين قلقة بشأن المواجهة في شبه الجزيرة الكورية بين "المثلث الشمالي" لكوريا الشمالية وروسيا والصين و "المثلث الجنوبي" لكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة". وأضاف صن: "من غير المعقول أن تستخدم روسيا والصين حق النقض ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد تجربة نووية لكوريا الشمالية". وختمت بالقول: "تريد كوريا الشمالية عودة المثلث الشمالي لأنها تريد من روسيا والصين تقديم دعم قوي دون تردد.لكن الصين لا تريد هذا لأن كل ما تفعله هو دفع كوريا الجنوبية واليابان إلى عمق المعسكر الأميركي"."