Advertisement

خاص

في مواجهة التهديدات النووية.. هل ستغير الصين مسارها وتتحد مع الولايات المتحدة؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
30-09-2022 | 05:30
A-
A+
Doc-P-995715-638001286668080423.jpg
Doc-P-995715-638001286668080423.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

الخطاب الأخير الذي قدمه الرئيس الروسي فلاديمير يوتين الأسبوع الماضي والذي دعا في خلاله إلى التجنيد الإجباري وتناول مسألة ضم الأراضي الأوكرانية المحتلة ، وهدد باستخدام الأسلحة النووية، يمثل اختبارًا حاسمًا لكل زعيم عالمي، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
Advertisement

وتابعت الصحيفة"الحاجة أصبحت ماسة للغضب العالمي، لكن الأضواء الآن تسلط على الرئيس الصيني شي جين بينغ. إنه بحاجة إلى المضي قدمًا في الضغط على بوتين لتهدئة هذه الحرب وإنهائها، خاصة وأن الحسابات الروسية الخاطئة تفرض قرارات جيوسياسية كبرى، وتحديداً التحديات الأمنية في آسيا. في خطابه يوم 21 أيلول، سعى بوتين بشدة إلى مواءمة الأهداف العسكرية والسياسية لروسيا في شكل كامل متماسك، وإن كان مضللاً. وأعلن في خلاله دعوة روسيا لجنود الاحتياط للسيطرة على منطقة دونباس في أوكرانيا، حيث انسحبت القوات الروسية إلى خطوط أكثر قابلية للدفاع بعد تعرضها للهجوم الأوكراني المضاد بالقرب من خاركيف. هدد بوتين مرة أخرى باستخدام الأسلحة النووية لحماية "وحدة أراضي روسيا"، بما في ذلك المطالبات الجديدة بأجزاء كبيرة من أوكرانيا. من الناحية السياسية، يواصل بوتين إجراء استفتاءات زائفة في أربع مناطق أوكرانية أصبحت الآن خاضعة للسيطرة الروسية، وهو تكرار لقواعد اللعبة غير القانونية التي استخدمها في شبه جزيرة القرم في عام 2014".

وتابعت الصحيفة، "ومن المفترض أن تندرج المنطقة التي تم "ضمّها" تحت المظلة النووية الروسية. عندما يكون المكونان العسكري والسياسي في مكانهما، فقد يعتقد بوتين حينها أنه سيكون في وضع أقوى عسكريًا ودبلوماسيًا. عوضاً عن ذلك، من المرجح أن تصعّد أوكرانيا عسكرياً بهدف استعادة الأراضي المفقودة، وسط تأجيل لأي حل دبلوماسي. قد يلزم ذلك استدعاء المزيد من جنود الاحتياط الروس، مما يؤدي إلى تفاقم المعارضة المحلية الروسية. كل ما سبق يثير الخطر الحقيقي المتمثل في أن بوتين سوف يتابع تهديده المضلل باستخدام الأسلحة النووية في محاولة لإنقاذ الموقف العسكري الروسي ومنصبه كرئيس. إن المسار الذي هدد باتباعه بوتين سيؤدي إلى كارثة عالمية، مع تداعيات فريدة على الصين. من المحتمل أن يكون هذا هو السبب وراء حث بكين الكرملين الآن على عدم التصعيد وذلك بعد أن وقع الطرفان صداقة "بلا حدود". هناك حاجة إلى المزيد للتأثير على بوتين".

وأضافت الصحيفة، "إذا استخدم بوتين الأسلحة النووية ضد أوكرانيا، فقد يقود ذلك الدول غير المسلحة نووياً في آسيا إلى استنتاج خطير مفاده أن امتلاكها للأسلحة النووية هو الطريقة الوحيدة لضمان أمنها ضد الصين المسلحة نوويًا. لا يتعين على أحد تذكير الصينيين بأن اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان لديها خبرة كبيرة في مجال التكنولوجيا النووية وقادرة تمامًا على تطوير وسائل الردع النووية الخاصة بها بسرعة، على وجه الخصوص، إذا تم أيضًا إضعاف الثقة في الولايات المتحدة. إن الخيار السياسي الأكثر عقلانية بالنسبة للصين هو ممارسة موقعها الفريد في التأثير لتشجيع بوتين على اتخاذ قرارات أكثر "عقلانية". على وجه الخصوص، يجب على شي أن يوضح لبوتين أن الاستخدام النووي هو خط يجب ألا يتخطاه، وأن التهديد باستخدام القوة النووية يهدد بدوره النظام النووي العالمي. بدا جلياً الأسبوع الماضي أن بوتين حساس تجاه موقف شي العلني بشأن الحرب، وقد بذل قصارى جهده ليقول إنه سيتعامل مع أسئلة الصين ومخاوفها. نظرًا لاعتماد روسيا الاقتصادي والجيوسياسي المتزايد على بكين، لا يستطيع بوتين تحمل خلاف لا يمكن إصلاحه مع شي. من شأن اصدار بيان عام من قبل شي بشأن عدم قبول الاستخدام النووي من قبل روسيا في أوكرانيا أن يكون له تأثير على بوتين بالتأكيد. يمكن أن يؤكد شي هذه النقطة من خلال تذكير بوتين بأهمية الصين المستمرة كوجهة أولى لصادراته من الطاقة، مشيرًا إلى أنه سيتعين إعادة تقييم ذلك إذا كان بوتين سيستخدم الأسلحة النووية".

وبحسب الصحيفة، "في بداية عام 2022، انضم بوتين إلى قادة الصين وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لإعلان أنه "لا يمكن الانتصار في حرب نووية ويجب عدم خوضها أبدًا". يتعين على شي الآن إلزام بوتين بهذا البيان والتوضيح أن أي استخدام للأسلحة النووية في صراع أوكرانيا أمر غير مقبول. يجب على الرئيس الأميركي جو بايدن أيضًا أن يحث شي على إعادة تقييم تحالفات القوى العظمى في الصين، بما في ذلك علاقة بكين بموسكو. إن الشركاء الأقل تهديدًا والأكثر قابلية للتنبؤ سيوفرون استقرارًا لآسيا أكبر من الرئيس الروسي الذي ينوي اتباع مسار غير عقلاني بشكل متزايد بينما يترأس دولة ضعيفة ومعزولة. من المؤكد أن الحرب النووية ليست حتمية ، لكن خطر التصعيد النووي الروسي حقيقي. هناك حكمة في ضبط النفس في مواجهة التهديدات النووية لبوتين. يجب على الصين والمجتمع الدولي، بما في ذلك الهند، استخدام كل الأدوات الدبلوماسية التي يمكنهم حشدها لتقليل مخاطر الصراع النووي وإثناء بوتين عن تفاقم الخطأ الجسيم المتمثل في بدء هذه الحرب من خلال تصعيدها".

وختمت الصحيفة، "يمكن للولايات المتحدة والصين - ويجب عليها - العمل الآن مع أوروبا والدول الأخرى للمساعدة في إنهاء هذه الحرب "بالشروط العادلة" التي دعا إليها بايدن في خطابه أمام الأمم المتحدة. إن التعاون ضروري للحد من خطر تهديد الأسلحة النووية أو استخدامها من قبل أي دولة. إن سيناريو الكابوس المتمثل في استخدام الأسلحة النووية في الحرب في أوكرانيا أصبح موضع تركيز أكبر بلا هوادة، ويجب أن يُنظر إلى قرار أي دولة بالوقوف على الهامش على أنه عمل من أعمال التواطؤ".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك