Advertisement

خاص

إذا فشلت صفقة "أف-16" الأميركية.. ما هي وجهة تركيا الجديدة لشراء طائرات مقاتلة؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
01-10-2022 | 03:30
A-
A+
Doc-P-996010-638002149946206115.jpg
Doc-P-996010-638002149946206115.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

لا تزال المفاوضات جارية بين كل من تركيا والولايات المتحدة بشأن صفقة بيع طائرات مقاتلة من طراز "أف - 16 فايبر" والتي تساوي مليارات الدولارات، وإن الصفقة هذه تُعتبر مهمة جداً بالنسبة لتركيا بهدف تحديث قوتها الجوية. وفي حين أن الرئيس الأميركي جو بايدن من مؤيدي هذه الصفقة، إلا أنها لا تزال تواجه معارضة شرسة في واشنطن.

وبحسب موقع "ميدل ايست أي" البريطاني، "في تموز، وافق مجلس النواب على تشريع يحظر على الإدارة الأميركية بيع طائرات "أف - 16"، ما لم تتمكن أنقرة من إثبات أن الصفقة حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة. ومما يزيد الأمور تعقيدًا أن تركيا يجب ألا تستخدمها في التحليق غير المصرح به فوق أجواء اليونان - لكن المسؤولين أعلنوا أنهم لن يلتزموا بأي قيود من هذا القبيل. إذا تم إلغاء الصفقة في نهاية المطاف، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واثق من أن بلاده لديها خيارات أخرى. وقال في 9 أيلول "الولايات المتحدة ليست الوحيدة التي تبيع طائرات حربية في العالم. فالمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا تبيع هذا النوع من الطائرات أيضاً".

وأضاف: "من الممكن الحصول عليها من أماكن أخرى، وقد بدأ البعض بإرسال الإشارات". في مقابلة أخرى في 19 أيلول، تطرق أردوغان إلى هذه القضية مرة أخرى. وقال دون الخوض في التفاصيل: "إذا لم نتمكن من الوصول إلى نتيجة مع الولايات المتحدة بشأن طائرات "أف - 16"، فماذا سنفعل؟ بالطبع، سنتمكن من تدبير أمورنا". ثم في 23 أيلول، أكد المتحدث باسم أردوغان، إبراهيم كالين، أن تركيا تتفاوض مع أوروبا بشأن طائرتها "يوروفايتر تايفون"، مضيفًا أن "تركيا لن تخلو أبداُ من البدائل". في اليوم التالي، اقترح رئيس رئاسة الصناعات الدفاعية التركية (SSB)، إسماعيل دمير، أن أنقرة يمكن أن تحصل على مقاتلات "سوخوي إس يو-35 فلانكير-إي" من روسيا. في عام 2019، أشارت التقارير إلى أن روسيا كانت تعرض على تركيا 36 طائرة من طراز "إس يو-35". وأشار دمير إلى أنه حينها كانت تركيا تقوم بدراسة العرض".

وتابع الموقع، "في عام 2019، منعت الولايات المتحدة تركيا من شراء مقاتلة الشبح من الجيل الخامس من طراز "أف-35 لايتنينغ 2" بعد فترة وجيزة من استلام أنقرة أول شحنة من أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة "إس-400". كانت خطة تركيا تتمثل بشراء ما يصل إلى 100 طائرة من طراز "أف-35" لتحديث قوتها الجوية. قال سليمان أوزيرين، المحاضر في الجامعة الأميركية والزميل الأول في معهد أوريون بوليسي، للموقع: "أنقرة في أمس الحاجة إلى تحديث وتعزيز قدرات سلاحها الجوي". وقال "على سبيل المثال، بينما تم إخراج تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة "أف-35"، طلبت اليونان شراء العديد من هذه الطائرات". وتابع قائلاً: "كما اشترت اليونان طائرات "رافال" الفرنسية، مما أدى إلى تحسين قدرات القوات الجوية اليونانية بشكل كبير". يتكون الجزء الأكبر من أسطول المقاتلات التركي من طائرات "أف-16"، ومع ذلك، فإن العديد منها من الطرازات القديمة وتحتاج إلى تحسينات كثيرة".

وتابع الموقع، "بدون الحصول على مقاتلات "أف-16" حديثة، أو مقاتلة أخرى من الجيل 4.5، يمكن أن تصبح القوات الجوية التركية قديمة الطراز بشكل خطير بحلول نهاية هذا العقد. تقوم شركة "لوكهيد مارتين"، الشركة المصنعة لطائرات "أف-16"، بالفعل بإجراء التحسينات لـ83 طائرة من من طائرات "أف-16" اليونانية، مما يجعلها أكثر الطائرات تطوراً في أوروبا من هذا النوع. واستلمت أثينا أول طائرتين من هذه الطائرات المطورة في 12 أيلول. إذا لم تتم الموافقة على صفقة تركيا، فسيكون لدى اليونان أسطول أكثر تقدمًا من طائرات "أف-16" وعدد كبير من طائرات "أف-35" و"رافاليس" المتطورة بحلول النصف الثاني من العقد الحالي. في تصريحاته الأخيرة، أشار أردوغان إلى أن تركيا لديها خيارات بديلة قابلة للتطبيق لمقاتلات من روسيا وأوروبا، ولكن هل هذا هو الحال حقًا؟"

بحسب الموقع، "وقال أوزيرين "في ظل الظروف الحالية، فإن ادعاء أردوغان بأن تركيا ستشتري طائرات "سوخوي" الروسية هو غير فعّال، وهذا الأمر سيؤدي إلى فرض عقوبات شديدة من قبل الولايات المتحدة وربما دول غربية أخرى ضد تركيا". وأضاف: "والأهم من ذلك، أن هذا الخيار لن يساهم في تلبية احتياجات تركيا الفورية". كررت إميلي هوثورن، محللة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة استخبارات المخاطر RANE، الفكرة القائلة بأن الحصول على طائرات من روسيا هو حقل ألغام دبلوماسي، وقالت في حديث للموقع: "سيؤدي ذلك فقط إلى زيادة ضغط العقوبات الذي تواجهه تركيا بالفعل من الولايات المتحدة والضجة الدبلوماسية التي ستواجهها من دول الناتو الأخرى". وأضافت هوثورن أنه طالما استمرت الحرب في أوكرانيا، فمن المرجح أن تتجنب تركيا متابعة عمليات شراء عسكرية كبيرة من روسيا".

وتابع الموقع، "قال آرون شتاين، الزميل البارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية، لموقع "ميدل إيست آي": "لم يتغير البائعون المحتملون لتركيا. إنهم روسيا وأوروبا". إذا تم حظر بيع طائرات "أف-16"، يعتقد شتاين أن أنقرة ستختار على الأرجح شراء طائرة "يوروفايتر"، كما أشارت بالفعل الصحافة التركية التي تديرها الدولة. في حزيران، كشف موقع "ميدل إيست آي" أيضًا أن تركيا قد تكون مهتمة بطائرة "يوروفايتر" إذا لم تحرز صفقة "أف-16" أي تقدم. وقال شتاين: "ومع ذلك، فإن شراء "يوروفايتر" سيتطلب تحولًا كبيرًا في عمليات الخدمات اللوجستية والصيانة، وأنا أزعم، زيادة التأثير الإجمالي للميزانية على المدى القريب إلى المتوسط". وتابع قائلاً: "في حين أن تركيا تتحلى دائماً بنوع من الغموض ولا نعرف الكثير عن كيفية إنفاق الأموال، فمن الواضح أن هناك نوعًا من الحدود، وسيتعين عليهم تحديد كيفية تخصيص كمية محدودة من الموارد". يعتقد أوزيرين أن "يوروفايتر" و"غريبن" هما أفضل خيارين لتركيا، من حيث قابلية التشغيل والجدوى. وقال "مع ذلك، يمكن أن تعزز طائرات "رافال" أيضا قدرات القوات الجوية التركية". وأضاف: "المشكلة مع خيار "رافال" هي أن اليونان قد اشترت بالفعل هذه الطائرات المقاتلة، وبالنظر إلى التوترات الحالية بين تركيا واليونان وموقف فرنسا، فإن "رافال" لن تكون خيارًا ممكنًا"."

وأضاف الموقع، "في حين أن المقاتلة السويدية "غريبن" يمكن أن تزود تركيا بقدرات مماثلة لطائرات "رافال"، قال أوزيرين إن "موقف أنقرة تجاه عملية عضوية الناتو السويدية يمكن أن يضع كلا البلدين في وضع غريب". وبالتالي، قال إن "يوروفايتر" سيكون الأفضل من بين الخيارات الأوروبية الثلاثة، "بالنظر إلى رغبة بريطانيا في تعميق تعاونها العسكري مع تركيا". وقال: "يمكن للمملكة المتحدة تسهيل عملية البيع وتجاوز الاعتراضات الألمانية". وتتوقع هوثورن أن التوترات بين تركيا ودول من بينها ألمانيا وفرنسا ستستمر بغض النظر عن الوضع في أوكرانيا، الأمر الذي سيستمر في تعقيد قدرة تركيا على شراء كل ما تريد. وقالت: "كانت تركيا تتحدث مؤخرًا عن خيارات أوروبية، بما في ذلك "يوروفايتر تايفون"، الذي تستخدمه القوات الجوية البريطانية والألمانية والإسبانية والإيطالية، ولا يزال خيارًا متاحًا". وأضافت: "من المرجح أن يساعد التحول الحكومي المقبل في السويد في تخفيف التوتر بين ستوكهولم وأنقرة، مما قد يساعد في نشر نبرة أكثر ليونة تجاه جهود المشتريات التركية في كل أنحاء أوروبا". يعتقد أوزيرين أن البيع المقترح لطائرة "أف-16" يبقى الخيار الأكثر واقعية والأكثر عملية لأنقرة في الوقت الحالي. وقال "المشكلة في هذا الخيار أنه يتعين على تركيا إجراء تغييرات جذرية في السياسة في عدة مجالات، مثل التوترات مع اليونان، والعملية العسكرية في سوريا، والتهرب من العقوبات ضد روسيا، والعضوية السويدية والفنلندية في الناتو".

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك