Advertisement

عربي-دولي

ماذا سيحدث إذا استمر الأوكرانيون في استعادة الأراضي؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
03-10-2022 | 03:30
A-
A+
Doc-P-996579-638003855362606599.jpg
Doc-P-996579-638003855362606599.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بالعودة إلى الحرب الباردة، كان هناك دائمًا سؤال يسيطر على دول الناتو، بينما كانت تواجه هذه الدول جيوشًا ضخمة من الدبابات السوفيتية في أوروبا. في حال اتخذت الحرب التقليدية منحاً سيئاً، في أي مرحلة يصبح بإمكاننا استخدام النووي؟ قد يكون الجواب: إلى حين دخول القوات السوفياتية فرنسا.
Advertisement
وبحسب صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية، "اليوم، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من يخوض حربًا تقليدية وأصبحت تأخذ منحى سيئاً. فهو لا يزال يسيطر على مناطق واسعة من الأراضي الأوكرانية، لكن قواته تتراجع. قد يكون بوتين قادرًا على حشد بعض الاحتياطيات الضخمة من القوى العاملة المتوفرة مع الدعوة إلى التعبئة، على الرغم من أنها لم تلق ترحيبا واسعاً حتى الآن. حتى إذا كان من الممكن إجراء تعبئة دون معارضة داخلية ساحقة، فسوف تكافح روسيا لتجهيز وتزويد قواتها لخوض حرب طويلة الأمد. سيواجه المجندون الجدد أوكرانيين مصممين يقاتلون لإنقاذ شعبهم من القتل والاغتصاب والتعذيب والاختفاء الجماعي في معسكرات الاعتقال. والأسوأ من ذلك، أنه طالما بقيت بعض الدول الغربية حازمة، فإن الأوكرانيين سيكونون مسلحين بشكل جيد وسيتم تزويدهم بالموارد التي لا تنضب فعليًا من المال والعتاد. لذا فإن بوتين يتعرض لضغوط. لكنه ليس في وضع مشابه لدول الناتو في حرب الثمانينيات الساخنة. ربما بوتين ليس في المقدمة، لكنه ما زال يحقق بعض التقدم".
وتابعت الصحيفة، "حتى الروس يجب أن يكونوا قادرين على رؤية أن الاستيلاء على الأراضي ثم التحول إلى الاستخدام النووي، إذا تمت استعادتها، ليس شيئًا يمكن لبقية العالم قبوله. ومن الواضح أن الاستفتاءات الزائفة تحت تهديد السلاح لا تجعل الأوكرانيين يصبحون مواطنين روس. إذن ماذا يحدث إذا استمر الأوكرانيون في استعادة الأراضي؟ دعونا نفكر في الخيار النووي الروسي. إذا كان هناك هدف عملي، فمن المحتمل أن يتمثل بتدمير أو شل القوات المقاتلة الأوكرانية بدلاً من مجرد تفجير المدن. لذا، المشكلة رقم واحد. إن حقيبة فلاديمير النووية، "Cheget"، ليست موصولة مباشرة بأي أسلحة نووية. وتتمثل مهمتها في تأكيد إصدار الرئيس أوامر الهجوم. ويحتاج بوتين إلى موافقة هيئة الأركان العامة للقيام بأي ضربة نووية. السؤال الذي سيطرحه بوتين قبل فتح حقيبة "Cheget" سيكون: هل سيتفق معي كل من رئيس الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف وأعضاء الهيئة على أن الوضع في أوكرانيا "حرج بالفعل للأمن القومي للاتحاد الروسي" أم أن "وجود الدولة ذاته في خطر"؟ من الواضح أن الأشخاص الذين يعارضون بوتين في روسيا اليوم عادة ما يعانون من مصائر مروعة. لكن غيراسيموف وهيئة الأركان العامة ليسوا أشخاص روسيين عاديين. يحتاج بوتين إلى التأكد من أنه سيتم إطاعة أوامره قبل أن يصدرها، أو قد يجد حياته في خطر".
وأضافت الصحيفة، "من المهم هنا أن نتذكر أن القصد من الأسلحة النووية التكتيكية هو أن يتم استخدامها عندما تكون القوات الصديقة حاضرة، لكسب معركة: وليس لجعل ساحة المعركة غير صالحة للسكن ولا يمكن عبورها. يمكن لبوتين أن يضبط أسلحته النووية للانفجار الأرضي، والذي من شأنه بالفعل أن يلقي بكميات كبيرة من المواد المشعة في السماء. هذا من شأنه أن يقلل الأثر المدمر للأسلحة، ويجعل احتلال البلاد وغزوها أكثر صعوبة. لذا فإن استخدام روسيا للأسلحة النووية التكتيكية من شأنه أن يغير الصورة العسكرية، ولكن ليس بالقدر الذي قد يعتقده المرء. فمقابل هذه المكافأة العسكرية التي قد تكون غير مؤثرة، هناك يقين من رد أميركي محتمل. قالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، دون االدخول في التفاصيل، إن استخدام الأسلحة النووية سيعني "عواقب وخيمة" بالنسبة لروسيا. لدى الولايات المتحدة العديد من الخيارات هنا. يمكن أن تكثف الإمدادات والتمويل والأسلحة للأوكرانيين. هناك أوراق اقتصادية ودبلوماسية لم يتم لعبها بعد. وتكهن البعض بأنه قد تكون هناك ضربات تقليدية في عمق روسيا قبل الحرب، لكن ذلك قد يصب في مصلحة بوتين. سيعطي صدقية لفكرة أن روسيا في خطر. ويتمثل أحد الأهداف الواضحة في الجسرين الممتدين من شبه جزيرة القرم إلى روسيا، اللذين بناهما الروس بعد أن استولوا على القرم قبل ثماني سنوات. كما ويمكن أن تضرب الولايات المتحدة أيضًا نقاط الاختناق الأخرى وأنظمة الأسلحة ومستودعات الإمداد وما شابه ذلك من الأهداف العسكرية الرئيسية - كل ذلك دون إرسال طيار واحد فوق أوكرانيا".
وبحسب الصحيفة، "مع حرية العمل فوق أوكرانيا، يمكن للقوات الجوية الغربية أن تستخدم الاستراتيجية عينها التي استخدمتها مع الجيشين العراقي والليبي: تدمير كل دبابة أو عربة مدرعة أو قطعة مدفعية تابعة للجيش الروسي. هذا العمل، بمجرد فتح المجال الجوي بواسطة أسلحة الرحلات البحرية المختلفة، يمكن أن يتم في الغالب بواسطة مسيرات رخيصة وبسيطة. عندها سيتم تدمير الجيش الروسي، وسيتقدم الأوكرانيون إلى أي خط قد ترسمه الولايات المتحدة: ربما حدود ما قبل عام 2014. ماذا يمكن أن يفعل بوتين بعد ذلك؟ التصعيد مرة أخرى، كما هدد هو والمتحدثون باسمه، واستخدام القنابل النووية ضد أهداف الناتو؟ ربما قد يسعى بوتين إلى ضرب دولة أخرى غير نووية في حلف شمال الأطلسي، ما سيستدعي أيضاً رداً من قبل الناتو. يعرف غيراسيموف وغيره من الرجال الأقوياء في موسكو كل هذا، وهم يعرفون أيضًا أنه في حال أمر بوتين ولم يتم تلبية ما أمر به، فعليهم قتله قبل أن يقتلهم. إنهم يعرفون، أيضًا، أن بوتين هو من سيتحمل عبء هزيمة روسيا في أوكرانيا، وليس هم".
وختمت الصحيفة، "قد يكون التحول إلى الاسلحة النووية أفضل بالنسبة لبوتين، خاصة إذا لم تتفاعل الولايات المتحدة بشكل فعال. ومع ذلك، فهي خطة تعرض بقاءه الشخصي لخطر شديد. إذا كان يفكر بشكل صحيح، فسوف يقوم بأي شيء آخر تقريبًا".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك