Advertisement

عربي-دولي

ما الذي تسبّب في اندلاع حرب أوكرانيا؟

Lebanon 24
06-10-2022 | 18:25
A-
A+
Doc-P-997881-638006993255441679.jpg
Doc-P-997881-638006993255441679.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت "بروجيكت سنديكيت": لا شك أن الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا هي بلا منازع الصراع الأشد تخريبا الذي تشهده أوروبا منذ عام 1945، ولكن في حين يرى كثيرون في الغرب حربا من اختيار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإنه يقول إن القرار الذي اتخذه حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عام 2008 لصالح عضوية أوكرانيا المحتملة جَـلَـبَ إلى حدود روسيا تهديدا وجوديا، بينما يتتبع آخرون منشأ الصراع إلى نهاية الحرب الباردة وفشل الغرب في دعم روسيا بالقدر الكافي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، كيف لنا إذاً أن نميز أصول حرب قد تدوم لسنوات؟
Advertisement
نشبت الحرب العالمية الأولى قبل أكثر من قرن من الزمن، ومع ذلك لا يزال المؤرخون يؤلفون كتبا تناقش الأسباب التي أدت إلى اندلاعها، فهل بدأت الحرب لأن إرهابيا صربيا اغتال أرشيدوقا نمساويا في عام 1914، أم أن السبب كان أكثر ارتباطا بالقوة الألمانية الصاعدة التي تحدت بريطانيا، أو النزعة القومية المتصاعدة في مختلف أرجاء أوروبا؟ الإجابة هي «كل ما سبق، بالإضافة إلى أسباب أخرى»، لكن الحرب لم تكن حتمية إلى أن اندلعت بالفعل في أغسطس من عام 1914؛ وحتى في ذلك الحين، لم يكن من المحتم أن يتبع اندلاعها أربع سنوات من المجازر.

أسباب عميقة ووسيطة ومباشرة
لترتيب أفكارنا، من المفيد أن نميز بين الأسباب العميقة، والوسيطة، والمباشرة، وعلين التفكير هنا في إشعال نار في الخلاء: تكديس جذوع الأشجار هو السبب العميق؛ ويتمثل السبب الوسيط في إضافة مادة ملتهبة وأوراق؛ ثم يأتي إشعال عود ثقاب كسبب مباشر، ولكن حتى برغم ذلك، ليس من المحتم أن تشتعل النار، فقد تطفئ ريح قوية عود الثقاب، أو قد تتـبَـلّـل الأخشاب بفعل عاصفة مطيرة مفاجئة، كما يلاحظ المؤرخ كريستوفر كلارك في كتابه عن أصول الحرب العالمية الأولى بعنوان "السائرون نياما" (Sleepwalkers)، في عام 1914، "كان المستقبل لا يزال مفتوحا- بالكاد". كانت الاختيارات السياسية الرديئة من الأسباب الحاسمة وراء الكارثة.
في أوكرانيا، لا شك أن بوتين أشعل عود الثقاب عندما أمر القوات الروسية بالغزو في الرابع والعشرين من فبراير، ومثله كمثل قادة القوى العظمى في عام 1914، ربما تصور أنها ستكون حربا قصيرة قاطعة تنتهي إلى انتصار سريع، مثل استيلاء الاتحاد السوفياتي على بودابست في عام 1956 أو براغ في عام 1968، فقد كان المفترض أن تستولي القوات المحمولة جوا على المطار وتستولي الدبابات الزاحفة على كييف، ثُـم يزاح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتُـنَـصَّـب حكومة صورية.
قال بوتين للشعب الروسي إنه كان يدير "عملية عسكرية خاصة" هدفها "اجتثاث النازية" في أوكرانيا ومنع الناتو من التوسع إلى حدود روسيا، ولكن نظرا لجسامة سوء التقدير من جانبه، يجب أن نتساءل: في أي شيء كان يفكر؟ عَـلِـمنا من كتابات بوتين ذاته، ومن كُـتّـاب سيرة متباينين مثل فيليب شورت، أن السبب الوسيط كان رفضه رؤية أوكرانيا كدولة مشروعة.
أعرب بوتين عن أسفه لتفكك الاتحاد السوفياتي، الذي خدمه كضابط في الاستخبارات السوفياتية (KGB)، ونظرا للتقارب الثقافي الوثيق بين أوكرانيا وروسيا، فقد اعتبر أوكرانيا دولة زائفة، فضلا عن ذلك، كانت أوكرانيا جاحدة للجميل، فأساءت إلى روسيا بانتفاضة "الميدان" في عام 2014، التي أطاحت بالحكومة الموالية لروسيا، وبتعميق علاقاتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك