Advertisement

مقالات لبنان24

عاصفة السوخوي.. وبوادر النصر الروسيّ الأكيد في سوريا (2)

جمال دملج

|
Lebanon 24
13-09-2017 | 06:31
A-
A+
Doc-P-365511-6367055821539377741280x960.jpg
Doc-P-365511-6367055821539377741280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أمّا وقد أصبح في حكم المؤكَّد أنّ القبطان الروسيّ حصل على اعترافٍ دوليٍّ وإقليميٍّ بجدارته في إيصال سفينة الأزمة السوريّة إلى برّ الأمان بعدما كادت تغرق بمن على متنها في خضمّ تداعيات هبّة "الربيع العربيّ" المشؤوم ونوبات جنونه الهستيريّة الطائشة، فإنّ الأنظار لا بدّ من أن تتركَّز اعتبارًا من الآن وحتّى إشعارٍ آخر على مدى جهوزيّة "مَن يهمُّهم الأمر" للإمساك بطوقِ نجاةٍ موسومٍ بعبارةِ "صُنِع في موسكو"، سواءٌ داخل سوريا نفسها أم في بقيّة دول الإقليم المجاورة، الأمر الذي ينطبق بكلِّ تأكيدٍ على الساحة اللبنانيّة التي بقيت حتّى الأمس القريب مسرحًا للتجاذب السياسيّ والأمنيّ بين مختلف مكوِّناتها التوافقيّة والكيديّة والمصلحيّة، وهو التجاذب الذي غالبًا ما أدّى طيلة السنوات السبع الماضية إلى وضع البلد بأكمله في مواجهة شتّى أنواع الاحتمالات والتحدّيات الصعبة، بما عرَّضه مرارًا لمخاطر الاحتراق بلهيب صراعات المنطقة، لولا نجاح المؤسّسة العسكريّة الباهر بامتيازٍ في وضع الأمور تحت السيطرة، وبالتالي، في قلب المعادلة التي كانت تقوم على اعتبار الخاصرة اللبنانيّة رخوةً أمام الإرهابيّين عند تخوم المناطق الحدوديّة مع سوريا رأسًا على عقب، ولا سيّما أنّ تمايز الأجهزة الأمنيّة المحلّيّة في مجال الحرب على الإرهاب، بدءًا من تفكيك الخلايا الصاحية والنائمة في الداخل، مرورًا باستباق مواعيد عمليّات التفجير للالتفاف عليها والحيلولة دون تنفيذها، ووصولًا إلى النصر الذي تحقَّق مؤخَّرًا في معارك تحرير جرود القاع ورأس بعلبك من سطوة الدواعش وعبثهم، ظلّ على الدوام موضِع إعجابٍ وتقديرٍ واحترامٍ في الأوساط المعنيّة بملفّ مكافحة الإرهاب على طول خارطة العالم وعرضها، سواءٌ من الأقربين أم من الأبعدين، وخصوصًا من حيث المناقبيّة وسرعة البديهة وحُسن التصرُّف والأداء. وإذا كانت فرحة تحقيق النصر الأخير في معارك جرود القاع ورأس بعلبك قد استعصت على الاكتمال بعدما تمّ الكشف عن النهاية المأساويّة للعسكريّين اللبنانيّين الذين اختُطِفوا قبل ثلاثة أعوامٍ على يد الدواعش وأُدرِجوا الأسبوع الماضي في عداد الشهداء، فإنّ الدعواتِ الملحّةَ التي لا تكفّ عن المطالبة في الوقت الحاليّ بوجوب فتحِ تحقيقٍ شفَّافٍ لمعرفة هويّة المسؤولين عن إيصال أولئك العسكريّين الشهداء إلى مصيرهم، وكذلك عن تضليل أهاليهم داخل خيام اعتصامهم في ساحة رياض الصلح عن طريق تزويدهم بمعلوماتٍ غير صحيحة، لا بدّ من أن تطال في نهاية المطاف العديد من الشخصيّات المتورِّطة أصلًا في تأجيج نار التجاذبات السياسيّة والأمنيّة الآنفة الذكر، وذلك بعدما رفض أصحابها منذ عام 2011 التجاوب بعقلانيّةٍ مع شعار النأي بالنفس عن الأزمة السوريّة، وفضَّلوا خيار الرمي بالنفس في أتونها، سواءٌ عن سابقِ عزمٍ وتصميمٍ أم عن جهلٍ وقصرٍ نظرٍ أم خدمةً لأجنداتِ دولٍ أجنبيّةٍ، وهي الشخصيّات التي باتت هويّتها معروفةً للجميع. على هذا الأساس، واستكمالًا لمقال الأمس حول وقائع ومجريات الحرب الروسيّة على الإرهاب في سوريا خلال العاميْن الماضييْن، يُصبح في الإمكان القول إنّ الزيارة الرسميّة التي بدأها رئيس الوزراء سعد الحريري لموسكو نهار أوّل من أمس الاثنين، إنّما تأتي هذه المرّة في لحظةٍ إقليميّةٍ ودوليّةٍ بالغة الأهمّيّة والدقّة من حيث دلالاتها المتعلِّقة بالتطوّرات المتسارعة على الساحة السوريّة، ولا سيّما في ظلّ استمرار ظهور المؤشِّر تلو الآخَر على أنّ شهر تشرين الأوّل المقبل سيشهد على بداية النهاية للحرب الدائرة هناك لصالح مؤسّسات الدولة متمثِّلة بنظام الرئيس بشّار الأسد، الأمر الذي يفرض على لبنان واجب التأهُّب للتعاطي بمسؤوليّةٍ مع واقع الحال الجديد الذي سينجم عن نتائج التسوية المرتقَبة إذا ما أراد القيّمون عليه أن يمرّ قطوع تلك التسوية بسلاسةٍ وسلامٍ، وخصوصًا من جهة ما يتعلَّق بملفّ إعادة النازحين السوريّين إلى ديارهم، وهو الملفّ الذي لا يختلف اثنان من العاقلين على وجوب إقفاله في القريب العاجل، وبعيدًا عن أيّ شكلٍ من أشكال التجاذبات الكيديّة المحلّيّة، وذلك لكي لا يبقى بمثابة القنبلة الموقوتة والقابلة للانفجار في أيّ لحظة. وإذا كانت هناك من نصيحةٍ سوف يقدِّمها المسؤولون الروس للوفد اللبنانيّ الزائر، فأغلب الظنّ أنّها ستتمثَّل في حثِّهم على التمسُّك بوحدتهم الوطنيّة والنظر بواقعيّةٍ إلى ما يجري حولهم في دول الإقليم، بما يؤهِّلهم لركوب السفينة المتّجهة حتمًا إلى برّ الأمان، وبالتالي للمضيّ قدُمًا على طريق الارتقاء بالعلاقات الثنائيّة بين البلدين إلى مستوياتٍ تليق بمكانتهما على الساحتين الدوليّة والإقليميّة، ولا سيّما إذا أخذنا في الاعتبار أنّ القيادة الروسيّة ظلّت تقف في الحسابات الداخليّة اللبنانيّة على مسافةٍ واحدةٍ من الجميع. من هنا، وعلى رغم التسريبات التي استهدفت الترويج خلال اليوميْن الماضييْن لحملةٍ مفادها أنّ حسم الحرب السوريّة لصالح الرئيس الأسد سيحمل معه نذائرَ بعودة النظام الأمنيّ السوريّ إلى الساحة اللبنانيّة، فإنّ أفضل ما يمكن أن يفعله اللبنانيّون للردّ على هذه الحملة هو الاكتفاء بالاستماع إلى الصوت الرسميّ الروسيّ حول هذا الموضوع، ولا سيّما إذا أخذنا في الاعتبار أنّ وسائل الإعلام التي يموِّلها اللوبي اليهوديّ الروسيّ غالبًا ما تسعى إلى إطلاق تسريباتٍ من هذا النوع خدمةً لاعتباراتٍ إسرائيليّةٍ محلّيّةٍ، وخصوصًا في الوقت الراهن الذي تكاد تفقد فيه الدولة العبريّة ميزة الأفضليّة في المعادلة الشرق أوسطيّة الجديدة.. وهذا إنجازٌ آخَرُ لا بدّ من أن يُسجَّل للروس في سياق وقائع ومجريات حربهم على الإرهاب في سوريا.. وما على اللبنانيّين سوى الاستثمار فيه واليقين.. وغدًا سأتحدَّث عن المزيد من تلك الوقائع والمجريات.. والخير دائمًا من وراء القصد! يمكنكم الإطلاع على الجزء الأول: عاصفة السوخوي.. وبوادر النصر الروسيّ الأكيد في سوريا (1)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك