Advertisement

لبنان

"لقاء معراب": استعادة ناقصة لمشهدية "لقاء البريستول"

Lebanon 24
28-04-2024 | 22:55
A-
A+
Doc-P-1193146-638499670216758837.jpg
Doc-P-1193146-638499670216758837.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم تغب أصداء لقاء معراب السبت الماضي عن المشهد السياسي امس وكثرت التحليلات لتقييم ما حصل، خصوصا في ظل اعتبار بعض المؤيدين لـ"اللقاء" ان توصياته  بدت بمثابة رافعة داخلية لكسر أحادية التصرف والتفاوض والموقف من مجريات الوضع القائم في الجنوب ، في حين اعتبر البعض الاخر ان " اللقاء" بدا بمثابة استعادة ناقصة لمشهدية " لقاء البريستول" الذي جمع اطياف المعارضة عام 2005.
Advertisement
وكتب معروف الداعوق في" اللواء": لم يكن لقاء المعارضة التضامني الذي انعقد في معراب كما خطط له المنظمون، وانما أتى دون التوقعات.  عكس تدني مستوى التمثيل في هذا اللقاء، تباعد المعارضة في ما بينها.
تجنب مكونات المعارضة الاساسية الحضور او المشاركة بتمثيل وازن في اللقاء، واعطاء فرصة ثمينة لتزعم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للمعارضة، مايعني ان هؤلاء يرفضون زعامة الاخير للمعارضة،ويفضلون التعاطي معه على اساس انه احد قادة المعارضة، وليس زعيمها.
كما انكشف فشل جعجع في صياغة تحالفات سياسية مع أي من الاحزاب والتيارات الوازنة في البلد، جراء السياسات والاساليب الملتوية والفوقية التي اتبعها طوال السنوات الماضية، والابتعاد عن الحلفاء السابقين او الانقلاب عليهم لحسابات ومصالح ضيقة،كما حصل من خلال تفاهم معراب مع العماد ميشال عون، الذي كان هدفه الأساس قطع الطريق على وصول سليمان فرنجية للرئاسة.
وكتبت ندى ايوب في" الاخبار": شكّل اللقاء الذي بدأ أقرب إلى لقاء مسؤولين حزبيين من الصف الثالث اختباراً عملياً لعدم قدرة «الحكيم» على تزعّم المعارضة. فخطا خطوته الناقصة مغامراً ليس بصورة القوات فحسب، وإنّما بـ«قوى المعارضة» التي ستتحمل عبء تداعيات هذا اللقاء على جبهتها المزمع تشكيلها. كان جعجع وحيداً، محاطاً فقط بحزب «الأحرار» وشخصيات فاقدة للوزن والتأثير وممثلين عن المعتذرين من الصفين الثاني والثالث، ووجوه غير معروفة وأخرى مرّ عليها الزمن.
الغائب الأول كان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ونواب كتلته، وكذلك فعل الرئيس ميشال سليمان الذي أوفد الوزيرة السابقة أليس شبطيني، والنائبان الحليفان ميشال معوّض ونعمت أفرام اللذان تصرّفا كمرشحين لرئاسة الجمهورية، وأوفدا ممثلَين عنهما. أما فارس سعيد، صقر اللقاءات المُعارضة من «قرنة شهوان» إلى «البريستول» ولقاء «سيدة الجبل»، فمقاطعته كانت معروفة بسبب علاقته السيئة مع القوات نتيجة سلوك جعجع التفرّدي، منذ عام 2018، عندما وقّع «اتفاق معراب» مع التيار الوطني الحرّ، وقرأ فيه سعيد هيمنة ثنائية حزبية على الصوت المسيحي.
على ضفّة الحزب التقدّمي الاشتراكي، المُقاطعة تحصيل حاصل «رفضاً لهذا النوع من الاصطفافات، وكذلك للخطاب التحريضي الطابع». أما سنياً، فقد تجدّدت الخيبة، بغياب رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والنائبين السابقين مصطفى علوش وأحمد فتفت، فحاول جعجع الاستعاضة عن المقاطعة السنية بإحاطة نفسه بـ «تريو» أشرف ريفي ووضاح الصادق وفؤاد مخزومي، أما «التغييريون» فلم يحضر منهم سوى الصادق وحده.
وكتب جان فغالي في" نداء الوطن": انعقد لقاء معراب: تشتّتٌ سنيّ، غياب أو تغييب شيعي، وحسابات درزية فائقة الدقة. المعادلة واضحة، «حسبة» المشاركة أو عدم المشاركة، تأخذ في الاعتبار نظرة «حزب الله» إلى هذا اللقاء، فمَن فيه هو «ضدنا»، ومَن غاب هو «معنا» أو «نحن معه». بهذه «الحسبة»، يكون الذين غابوا يخدمون، موضوعياً، صف «حزب الله»، حتى ولو كان من بينهم أعتى خصوم الحزب. ففي السياسة ليس بالضرورة «البيان المشترك» أو «الصورة المشتركة» بل يكفي الالتقاء الموضوعي ليكون هناك «تحالف موضوعي»، فماذا يريد «حزب الله» من الرئيس فؤاد السنيورة أو الدكتور فارس سعيد أو الدكتور أحمد فتفت أو الدكتور مصطفى علوش، أكثر من أن يقاطعوا معراب؟ بماذا يتميّز موقف هؤلاء عن موقف ثنائي «حزب الله» –»أمل»، من هذه النقطة بالذات؟
أياً تكن مضامين المطوَّلات التي تفسِّر عدم الحضور، فإنّ غيابهم عن معراب، لا يمكن وضعه إلا في خانة « خدمة» حارة حريك، حتى ولو لم يتقصد هؤلاء أن يكون غيابهم يحقق هذه «الخدمة»، ولو موضوعياً.  
وكتب محمد علوش في " الديار": للقاء المعارضة يوم السبت الماضي في معراب أهداف أخرى، بعيدة كل البعد عن معالجة ملف النزوح السوري،  تقول مصادر متابعة، إذ حاول رئيس "القوات" سمير جعجع "التربّع" على عرش المعارضة في لبنان، ليسبق بذلك رئيس "الكتائب" سامي الجميل وآخرين كانوا يعملون على إنشاء جبهة سياسية معارضة بوجه حزب الله، ومن خلال النظر الى حجم الحضور وترتيبه الحزبي، يظهر بحسب المصادر ، أن اللقاء لم يرق الى مستوى ما كان يتمناه جعجع، فهو بالشق الحزبي تكوّن من قيادات ونواب "القوات" بشكل أساسي، وممثل عن "الكتائب" وبعض النواب، أما بقية الشخصيات فليس لها الوزن السياسي المؤثر في لبنان.
أهداف جعجع من اللقاء، كانت بحسب المصادر، متعلقة بالبحث عن "دور"، فهو  يريد القول للخارج بشكل أساسي ان المعارضة في لبنان موجودة ويمكن لـ "القوات" تمثيلها.
لم يتمكن لقاء معراب من إعادة مشهد "لقاء البريستول" عام 2005 ، فكان النسخة المقلدة المشوهة له، ففي ذلك الوقت كان اللقاء السياسي عابرا للطوائف والمذاهب والمناطق، ولقاء اليوم "تجمّع" من لون واحد، لأجل البحث عن دور.
وكتب رضوان عقيل في" النهار": لم يكن مشهد نواب المعارضة في معراب يحتاج الى تأكيد الفرز الحاصل في الخريطة النيابية. واذا كان عدد محدود من النواب السنّة قد لبّوا دعوة "القوات" إلا أنه سُجل غياب للتمثيل الدرزي، والشيعة ليسوا في وارد الحضور في الاصل، فضلاً عن ان عددا من النواب المسيحيين لا يلتقون مع اهداف هذا اللقاء. وكان واضحا عدم وجود تغطية سنية كبيرة للقاء معراب نظراً الى عدم تسوية العلاقات حتى الآن بين "القوات " و"تيار المستقبل". وفي معرض الحديث عن انزعاج جعجع مما يدور في أوساط الكتل التي يعمل على محاربتها والوقوف في وجه مشروعها، ترد مرجعية في 8 اذار عليه بان يستعد جيدا "لأمور كثيرة ستدهشه". ومرد هذا الكلام في وجه "القوات" ان التعاطي السياسي القائم بين الافرقاء لم يعد يحتمل المشهد الرمادي، وان الامور لم تعد مختلطة بين "الابيض والاسود" مع تحميل معارضي "القوات" مسؤولية استغلالها الظرف السياسي "حتى لو كان لا يصب في مصلحة البلد وتهديد سلمه الاهلي" .
 
وفي خضم الكباش المفتوح بين الافرقاء والكتل النيابية وفي توقيت امني وسياسي خطيرين يتداول متابعون في حلقات ضيقة استعداد نواب المعارضة (اكثر من ثلاثين) الى تقديم استقالاتهم اذا سُدت الآفاق امام انتخاب رئيس للجمهورية، الا ان "القوات" ليست في هذا الوارد. ولا ترى اي جدوى من هذه الخطوة التي لجأ اليها البعض في المجلس السابق، وهي تقول انها في صميم المواجهتين السياسية والدستورية لـ"حفظ الوطن ومؤسساته".
وكتبت روزانا ابو منصف في" النهار": الثغرة ان اجماع المعارضة في مشهد جامع لم يتوافر ايضا. هل نقز كلام احد مسؤولي القوات قبل ايام من المؤتمر عن انشاء جبهة سيادية لمواجهة "مشروع الدويلة" بعض قوى المعارضة او الرغبة في شمولية اكبر لمؤتمر المعارضة او عنوان " معراب " بالذات؟ لعل الشق الاول من السؤال كان جزءا من تراجع البعض او حذره علما ان مسؤولي القوات تولوا مجموعة اتصالات وتعميم توضيحات اعلامية على نحو غير مباشر تفيد بان انشاء جبهة سياسية او سيادية ليست موضوع المؤتمر لتطبيق 1701 وهي ليست مطروحة للبحث في هذا السياق. وتاليا فان عدم التجاوب مع الدعوة احدث خيبة من حلفاء مفترضين بعضهم لم يوضح سبب عدم استعداده للتجاوب مع الدعوة وخيبة اكبر من حلفاء مفترضين عملوا على نحو مباشر من اجل تقويض المؤتمر على نحو غير مفهوم او افقاده الاجماع المعارض المفترض. فيما ان الشق الاخر من السؤال قد يحظى بالحذر نفسه لاعتبارات وحسابات مختلفة سياسية وطائفية. وهو ما يضعف من قوة الرسالة للقاء من دون ان يلغي اهميتها ما يصب في مصلحة الحزب والمحور الذي يقوده في هذه النقطة. وذلك على رغم ان لا خلافات بين كل قوى المعارضة ازاء المطالبة بتطبيق القرار 1701 ولا في مقاربة ضرورة تطبيقه بجدية وعلى نحو كامل. ولكن البعض يقول ان البلد لا يحتاج الى موضوع توتير اخر راهنا ما يؤدي الى اتساع الصدع والانقسامات بين القوى السياسية فيما لا ينجح الجميع في التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك