Advertisement

صحافة أجنبية

العراق يطلق «الفصل الأخير» من معركة طي صفحة «خلافة داعش»

Lebanon 24
19-02-2017 | 17:32
A-
A+
Doc-P-273592-6367055139364554241280x960.jpg
Doc-P-273592-6367055139364554241280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أطلقت القوات العراقية، أمس، المرحلة الثالثة من عملية تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، الهادفة للسيطرة على أحيائها الغربية (أو ما يعرف بالساحل الأيمن)، وسط توقعات بمواجهات شرسة ومعقدة تثير مخاوف على مصير نحو 750 ألف مدني بينهم 350 ألف طفل يقيمون في هذه الأحياء. وفيما ترجح مصادر استخباراتية أن عديد عناصر «داعش» في غرب الموصل يتراوح بين 3 آلاف و5 آلاف عنصر، فإن خسارتهم هذه المناطق تعني عملياً نهاية الشطر العراقي من خلافتهم المزعومة التي أعلنها زعيمهم أبو بكر البغدادي في يونيو 2014. وفي إعلان سبقه إلقاء ملايين المنشورات على الأحياء الغربية، ليل أول من أمس، تمهيداً للمعركة، قال رئيس الوزراء حيدر العبادي، في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، صباح أمس، «نعلن انطلاق صفحة جديدة من عمليات (قادمون يا نينوى) لتحرير الجانب الأيمن من الموصل»، بعد تحرير الجانب الأيسر في المرحلتين الأولى والثانية من المعركة الحاسمة التي انطلقت في 17 أكتوبر من العام الماضي. وأضاف العبادي «تنطلق قواتنا لتحرير المواطنين من إرهاب (داعش)، لأن مهمتنا تحرير الإنسان قبل الأرض»، داعياً إلى «الاهتمام بكرامة الإنسان واحترام حقوق الإنسان» خلال المعركة. وتأكيداً لدعمه القوات العراقية، أثنى التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، على دور جميع القوات المشاركة في المعركة، ومن ضمنها الفصائل العراقية التي يتلقى بعضهاً دعما من إيران. وأكد قائد التحالف الجنرال ستيفن تاونسند، في بيان، أن «التحالف بكامله يرحب ويدعو الله أن يحمي الجنود الشجعان والشرطيين وميليشيات العراق الذين يقاتلون اليوم من أجل تحرير بلادهم وجعل المنطقة والعالم أكثر أمنا». وأضاف «الموصل معركة صعبة لأي جيش كائناً من كان، والقوات العراقية على مستوى التحديات. لقد واجهت (القوات العراقية) العدو وضحت بدمائها من أجل الشعب العراقي وباقي العالم». من جهته، أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة أن العملية انطلقت من ثلاثة محاور، موضحاً أن الجيش يتقدم المحور الشمالي، والشرطة الاتحادية من المحور الجنوبي، و«الحشد الشعبي» من الغرب. وبعد ساعات، سيطرت القوات العراقية على خمس قرى تقع جنوب الموصل. وقال قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله، في بيان، إن «قطعات الشرطة الاتحادية تحرر قرية عذبة على طريق الموصل-بغداد وتحرر قرية اللزاكة على الطريق القديمة حمام العليل-الموصل». وأضاف البيان ان القوات «تسيطر على محطة الكهرباء الرئيسية في لزاكة وترفع العلم العراقي فوق المباني» عند الأطراف الجنوبية لثاني مدن العراق، وآخر معاقل «داعش» الكبيرة في البلد. ويقع المطار والقاعدة العسكرية الملاصقة له عند الأطراف الغربية للموصل، على الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يعبر المدينة. وفي بيان لاحق، أكد يار الله ان «قوات الشرطة الاتحادية، حررت قرى الكافور و الجماسة وقرية البجواري». وفي مؤشر على صعوبة مسك الأرض بعد التحرير، واصل تنظيم «داعش» الارهابي استهداف الأحياء المحررة في شرق الموصل ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في هجومين انتحاريين. واستهدف الهجوم الأول نقطة تفتيش للجيش ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود، فيما استهدف الهجوم الثاني تجمعا لمدنيين في ساحة «سيدتي الجميلة» ما أسفر عن سقوط قتيلين. وحسب حصيلة أخرى، قتل 14 شخصاً في التفجيرين، هم أربعة جنود وعنصران من «الحشد العشائري» في التفجير الأول، وثمانية مدنيين بينهم ثلاثة نساء في التفجير الثاني. ومن المتوقع أن تكون استعادة الشطر الغربي من المدينة أصعب من شطرها الشرقي رغم أن مساحته اصغر، وذلك لأن الكثافة السكانية فيه أكبر، ولوجود طرق ضيقة في بعض احيائه. ووفقاً للأمم المتحدة، ما زال نحو 750 ألف شخص يعيشون في الجانب الغربي من الموصل حيث تقع البلدة القديمة المؤلفة من مجموعة من الشوارع الضيقة المليئة بالمتاجر والمساجد والكنائس، ما يصعب دخول العربات العسكرية الكبيرة فيها. وتضم المنطقة أيضاً مسجد النوري الذي أعلن فيه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قيام «الخلافة» المزعومة في يونيو 2014 بعد سيطرة قواته على المدينة. وفي السياق، نبهت منظمة «سيف ذا تشيلدرن»، البريطانية غير الحكومية، إلى ان نحو 350 ألف طفل عالقون في غرب الموصل، داعية القوات العراقية وحلفاءها إلى «بذل كل ما بوسعهم لحمايتهم». وشدد مدير مكتب المنظمة في العراق ماوريتسيو كريفاليرو، في بيان، على «وجوب إقامة ممرات آمنة بأسرع ما يمكن لإجلاء المدنيين»، مضيفاً إن نحو 350 ألف طفل وفتى تقل أعمارهم عن 18 عاما «عالقون في القسم الغربي من الموصل، وعواقب عمليات القصف... في هذه الشوارع الضيقة والمكتظة بالسكان قد تكون أكثر دموية من كل ما عرفناه حتى الآن في هذا النزاع». وأوضحت عائلات اتصلت بها المنظمة أن «الفرار ليس خيارا مطروحا» بسبب تهديد مقاتلي «داعش» بتنفيذ عمليات إعدام سريعة، وبسبب رصاص القنص والألغام المضادة للأفراد. وقال كريفاليرو «الأطفال أمام خيار مروع في الشطر الغربي من الموصل: عليهم أن يختاروا بين القنابل والمعارك والجوع إن بقوا، والإعدامات ورصاص القناصة إن حاولوا الفرار». من جهته، حذر الباحث في مجموعة «صوفان غروب» باتريك سكينر من أن معركة استعادة غرب الموصل «قد تكون أصعب، وتشهد معارك من منزل إلى منزل، تكون أكثر دموية وعلى نطاق أوسع». وسبق انطلاق المعركة صدور تحذير من الأمم المتحدة، عبر مكتبها في العراق، من أن الوضع الإنساني في غرب المواصل «خطير»، حيث ان عشرات الأسر التي تقطن في هذه المناطق معرضة للخطر الشديد. وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي إن ما يصل إلى 400 ألف مدني قد ينزحون، هرباً من المعارك. وعلى جبهة أخرى غرب بغداد، بدأت القوات العراقية في محافظة الانبار، أمس، حفر خندق جنوب مدينة الرمادي لمنع تسلل عناصر «داعش». ويمتد الخندق مسافة 45 كيلومترا بعمق متر ونصف المتر الى جانب ساتر ترابي بارتفاع متر ونصف كذلك، ويطوق المدينة (100 كيلومتر غرب بغداد) من الجنوب والجنوب الغربي.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك