Advertisement

صحافة أجنبية

لندن ترفع مستوى التهديد بعد التفجير الإرهابي

Lebanon 24
23-05-2017 | 19:30
A-
A+
Doc-P-314856-6367055432505971361280x960.jpg
Doc-P-314856-6367055432505971361280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
فاجأ الإرهاب مدينة مانشستر الإنكليزية مفصحاً بوقاحة عن هويته الجبانة، من خلال استهدافه مراهقين وشباناً وشابات أرادوا الاستمتاع بحفل غنائي أحيته الفنانة الأميركية الشابة أريانا غراندي. الحدث، الذي سببه انتحاري داعشي مفجراً نفسه قرب أحد المداخل الرئيسية لقاعة «مانشستر أرينا»، كان أكثر من تراجيدي وسط جثث 22 شخصاً أغلبهم في سن المراهقة ممددة على الأرض من دون حراك و59 مصاباً آخرين غارقين في دمائهم. وفي ساعة متقدمة أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رفع مستوى التهديد من «خطير» إلى «حرج»، ما يعني أن اعتداء جديداً بات وشيكاً، مشيرة الى نشر جنود من الجيش دعماً للشرطة المسلحة. وبعد الاعتداء في مانشستر الذي اودى بحياة 22 شخصا، قالت ماي «لا يمكننا ان نتجاهل فرضية ان تكون هناك مجموعة اكبر من الافراد على ارتباط بهذا الاعتداء». وكشفت شرطة المدينة عصر أمس عن هوية الانتحاري بأنه يدعى سلمان عبيدي (أو عابدي) وهو من مواليد مدينة مانشستر، يبلغ من العمر 22 عاماً وأهله لاجئون من ليبيا. وقامت شعبة مكافحة الإرهاب بمداهمات في جنوب مانشستر (بينها مداهمة لمنزل الانتحاري)، وألقت القبض على شاب عمره 23 عاماً في تشورلتون يُعتقد أنه على صلة بالهجوم. ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كان الإرهابي قد خطط للهجوم ونفذه بمفرده أم أنه جزء من خلية إرهابية. ومن بين أسماء ضحايا الهجوم الذي استهدف حفل اريانا غراندي في مانشستر أرينا: سافي روز روسوس (8 أعوام) من ليلاند (لانكاشير)؛ جورجينا كالندر (18 عاماً) من تارليتون (لانكاشير)، جون أتكينسون (26 عاماً) من رادكليف. وبين الجرحى هناك 12 أعمارهم دون الـ16 عاماً. ويُعد هذا الهجوم الذى أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه، الأسوأ فى بريطانيا منذ تفجيرات السابع من تموز عام 2005 فى لندن. وهو أيضاً أول حادث إرهابي استخدمت فيه متفجرات منذ ذلك الحين. ووقع الاعتداء على بعد ياردات قليلة من موقع هجوم نفذته حركة «الجيش الجمهوري الإيرلندي» (ايرا) في مانشستر عام 1996. واستخدمت أسر رواد الحفل وسائل التواصل الاجتماعي لتعقب الأحباء المفقودين، بمن فيهم الأطفال الصغار. وقال إيان هوبكنز، قائد شرطة مانشستر الكبرى «لقد كان هذا الحادث الأكثر رعباً بين كل ما واجهناه في مانشستر الكبرى، وهو أمر كنا نأمل جميعاً ألا نراه مطلقاً». وقال مسعفون إنهم تعاملوا مع «إصابات بالشظايا»، وقال شهود عيان إن المكسرات والمسامير المعدنية كانت متناثرة عبر البهو حيث فجر المهاجم نفسه في نحو الساعة العاشرة والنصف ليلاً بعد دقائق من انتهاء أداء غراندي، أي في توقيت تعمد فيه أن يصيب أكبر عدد من الحضور عندما يبدأ الناس بمغادرة القاعة. ووجود الفستق والمسامير المعدنية يشير الى أن العبوة الناسفة التي فجّر الانتحاري نفسه بها هي عبوة يدوية الصنع. وقررت جميع القوى السياسة والأحزاب في بريطانيا حتى إشعار آخر تعليق حملاتها الانتخابية الخاصة بانتخابات الثامن من حزيران المقبل. ونددت رئيسة الوزراء وزعيم حزب العمال جيريمي كوربن وزعماء الأحزاب الأخرى بالاعتداء «البربري الجبان» الذي استهدف أطفالاً جاؤوا الى حفل للاستمتاع بوقتهم. وبعد عقدها اجتماع طوارئ (كوبرا) قبيل توجهها الى موقع الجريمة في مانشستر، ألقت ماي أمام 10 داوننغ ستريت خطاباً مقتضباً توجهت فيه الى الشعب البريطاني وأهالي الضحايا والمصابين، فقالت «نعم لقد تعرضت مدينة مانشستر لهجوم هو الأكثر جبناً. وبالرغم من أنه ستكون أمامنا أيام صعبة، إلا أن روح مانشستر وبريطانيا ستصمد». أضافت «إننا نكافح من أجل فهم العقل المشوه والملتوي الذى بدل أن يرى في صالة مليئة بالأطفال الصغار مشهداً مفرحاً يرى فيها فرصة لمذبحة». ووعدت ماي بهزيمة «الأيديولوجيا» التي أدت إلى الهجوم. وتابعت «لا شك الآن في أن شعب مانشستر قد وقع ضحية لهجوم إرهابي جبان وهو هجوم استهدف بعض أصغر الناس في مجتمعنا بدم بارد. إن هذا الاعتداء من بين أسوأ الحوادث الإرهابية التي شهدناها في المملكة المتحدة. وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي عانت مانشستر بهذه الطريقة، إلا أنه يُعد أسوأ هجوم تعرضت له المدينة وشمال إنكلترا». أضافت «أن جميع أعمال الإرهاب هجمات جبانة على أبرياء، ولكن هذا الهجوم جبنه بارز جداً لأنه استهدف عمداً الأبرياء والأطفال العزل الذين كانوا يتمتعون بواحدة من أكثر ليالي حياتهم تميزاً». وتعهدت ماي بـ«أن الإرهابيين لن يفوزوا أبداً وأن قيمنا ووطننا وطريقتنا فى الحياة سوف تفوز دائماً». واضافت «في اللحظات الرهيبة من هذا القبيل، من المعتاد أن نعلن أن الإرهابيين لن يفوزوا. وحقيقة أننا هنا مرة أخرى، وأننا قلنا هذا من قبل لا ينتقص من صحة ما قلناه»، أضافت «أن جبن المهاجم جوبه بشجاعة خدمات الطوارئ. إن الشرطة وخدمات الطوارئ تصرفت بشجاعة كبيرة. وبالنيابة عن البلاد أود أن أعرب عن امتناننا لهم. لقد تصرفوا وفقاً للخطط التي وضعوها والمناورات التي يقومون بها لاختبار تلك الخطط وقد أدوها بأقصى درجات الاحتراف». ووقفت الملكة اليزابيث الثانية وزوجها دوق ادنبره الأمير فيليب وعدد من أفراد الأسرة الملكية دقيقة صمت عند أعلى درج قصر باكنغهام حداداً على أرواح الضحايا وتضامناً مع أهالي المصابين. وأثنت الملكة في بيان على خدمات رجال الطوارئ والاسعاف فقالت «لقد صدمت الأمة بأسرها بسبب وفاة وإصابة الكثير من الناس والبالغين والأطفال الذين كانوا يتمتعون بمشاهدة حفل موسيقي في مانشستر الليلة الماضية. وأنا أعلم أنني أتكلم نيابة عن الجميع في الإعراب عن عميق تعاطفنا مع جميع المتضررين من هذا الحدث المروع، ولا سيما أسر وأصدقاء الذين لقوا حتفهم أو أصيبوا بجراح». وقال المدير العام لجهاز الاستخبارات المحلية (ام اي 5) أندرو باركر في بيان «كل شخص في ام اي 5 ثائر حالياً بسبب الهجوم الإرهابي المثير للاشمئزاز الذي وقع في مانشستر الليلة الماضية. وقلوبنا مع عائلات الضحايا والمصابين وجميع المتضررين». الفنانة غراندي ( 23 عاماً)، لم تصب بأذى في الاعتداء. وغردت على تويتر معربة عن أسفها لما جرى «أنا محطمة. من كل قلبي، أنا آسفة جداً. ليس لدي كلمات يمكن أن تعبّر عما أشعر به». وأعلن منظمو جولة غراندي الغنائية في بريطانيا وأوروبا تعليق الحفلات التي كان من المقرر إقامتها في الأيام المقبلة في لندن وعواصم أوروبية. كما ألغى فريق «تايك ذات» حفلاً غنائياً كان مجدولاً أمس في «مانشستر ارينا» (أضخم صالة عرض مقفلة في المدينة تتسع الى 21 ألف متفرج)، بعدما حولها المتخلف المتوحش عبيدي ليل أول من أمس الى مسرح لجريمته. وندد زعماء العالم وفنانوه بالهجوم البربري المريض الذي استهدف أطفالاً أبرياء في حفل غنائي، ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإرهابيين بـ«الخاسرين» وقال «لا ينبغي استخدام صفة وحوش معهم لأنه تشبيه يعشقونه». وأكد تضامن الولايات المتحدة التام مع المملكة المتحدة في مواجهة العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف «أطفالاً جميلين كانوا يستمتعون بوقتهم في حفل غنائي». وأعرب عدد من أبرز عواصم العالم عن التضامن مع مانشستر فأطفأت باريس برج ايفل، وكذلك فعلت روما في مبنى الكولوسيوم وأبرز معالمها السياحية الأخرى، فيما نكست بروكسل الأعلام المرفوعة على مؤسسات الاتحاد الأوروبي. واجتمع أهالي مانشستر مساء أمس في جلسة صلاة وسلام أضيئت فيها الشموع في ساحة البرت وسط المدينة الحزينة معربين عن تضامن جميع جاليات المدينة ووقوفهم صفاً واحداً في وجه الإرهاب والعنف. ووقفت شتى المدن البريطانية وقفات تضامنية مشابهة مع مانشستر. وعبر فريقا المدينة لكرة القدم مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد عن تضامنهما التام مع أهالي الضحايا، وأعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن المباراة النهائية لمسابقة «دوري أوروبا» (يوروبا ليغ) التي يواجه فيها مساء اليوم نادي مانشستر يونايتد الانكليزي نادي اياكس امستردام الهولندي ستبدأ بدقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء مانشستر ارينا. وفي المقابل احتفل أنصار داعش على وسائل التواصل الاجتماعي داعين الى مزيد من إسالة الدماء لكي يبرهن «الموحدون لله مدى حبهم له»، مستشهدين بآية قرآنية تقول «اقتلوهم حيث ثقفتموهم». واعتبر عدد من هؤلاء أن هجوم مانشستر هو «رد على الهجمات الصليبية التي تُشن على ما تسمى «الدولة الإسلامية» في الموصل والرقة». ويتوقع أن تشدد الشرطة البريطانية التدابير الأمنية الخاصة بنهائي مسابقة أبطال الأندية الأوروبية (تشامبينز ليغ) التي تستضيفها العاصمة الويلزية كارديف في الثالث من حزيران المقبل ويتواجه فيها ناديي يوفنتوس تورينو الايطالي وريال مدريد الإسباني. كما سيتم تشديد الحراسة على كافة المهرجانات الغنائية التي ستُقام على الأراضي البريطانية هذا الصيف. كما أعلنت شرطة المواصلات في مانشستر ليل أمس أن «محطة فيكتوريا للقطارات في المدينة ستبقى مغلقة لعدة أيام». يُشار الى أن هذه المحطة تقع قرب مسرح الجريمة.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك