Advertisement

صحافة أجنبية

استفتاء كردستان: البارزاني يتحدّى وأنقرة تخشى حرباً عالمية

Lebanon 24
19-09-2017 | 18:36
A-
A+
Doc-P-368649-6367055846732506271280x960.jpg
Doc-P-368649-6367055846732506271280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ما زالت بغداد تراهن على الحوار لنزع فتيل الأزمة مع حكومة إقليم كردستان برغم اقتراب موعد إجراء استفتاء انفصال الإقليم عن العراق يوم الإثنين المقبل، في ظل إشارات توحي بأن رئيس الإقليم مسعود البارزاني ترك الباب موارباً أمام إمكانية تراجع حكومة الإقليم عن المضي بخطوة الاستفتاء التي ولدت احتقاناً داخلياً لدى الأوساط الشعبية والطبقة السياسية العراقية، وقلقاً إقليمياً واضحاً في ظل توعّد أنقرة بأن «انتهاك وحدة الأراضي العراقية.. قد يشعل شرارة صراع عالمي أكبر» حسب وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي. ومنذ إعلان رئاسة الإقليم موعد إجراء استفتاء الانفصال يقف العراق والمنطقة على شفا السقوط بحرب ذات أبعاد عرقية بين العرب والأكراد في ظل عدم استجابة البارزاني  للمطالبات المحلية والإقليمية والدولية لإلغاء أو تأجيل الاستفتاء، حيث يبدو متمسكاً بإجرائه في حال عدم تقديم بديل مقبول يضمن للأكراد حقوقهم. ففي بغداد، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رفضه التام لأي شكل من أشكال الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، وقال خلال لقاء مع صحافيين إن «الاستفتاء مرفوض، سواء حصل الآن أم في المستقبل. ومرفوض سواء حصل في الإقليم (...) أو في المناطق المُتنازع عليها». وترك العبادي الاحتمالات مفتوحة حيال مسألة التدخل العسكري في كركوك التي يسكنها أكراد وعرب وتركمان، قائلاً «إذا تعرض المواطن في كركوك للخطر، فواجبنا الشرعي فرض الأمن». وأضاف «وجهت كلاماً واضحاً لشرطة كركوك بأداء واجبهم في حفط الأمن وألا يتحولوا إلى أداة (سياسية)». وتابع قائلاً «دعونا ألا ندخل كركوك في النزاع»، والأمن في كركوك منوط بقوات الأسايش (الأمن الكردي) والشرطة العراقية التابعة لبغداد. واعتبر سعد الحديثي الناطق باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي أن «الحوار مع الأكراد قبل الاستفتاء أفضل للجميع». وقال الحديثي في تصريح صحافي أمس إن «موضوع سفر ومشاركة رئيس الوزراء حيدر العبادي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لم تُحسم لحد الآن»، مبيّناً أن «بعض مسؤولي إقليم كردستان وعلى رأسهم البارزاني أكدوا ولمرات أنهم يذهبون للحوار مع بغداد بعد الاستفتاء. ونحن نقول إن كانت الغاية من الاستفتاء محاولة امتلاك ورقة ضغط للحوار، فإننا ندعو إلى حوار جدي قبل إجراء الاستفتاء لأن إجراءه قد يولّد مشكلة وحالة من الاحتقان والتصعيد قد تُعقّد المشهد وتجعل البدء بحوار بناء وإيجابي أمراً صعباً». وأضاف الحديثي أن «هناك إمكانية للتراجع عن إجراء الاستفتاء الذي بات مرفوضاً داخلياً وشعبياً ومن السلطات الثلاث، إضافة للرفض الإقليمي والدولي ولن يكون السير فيه مجدياً»، مبيّناً أن المسؤولين «في الإقليم يسيرون إلى طريق مسدود ونهايته مغلقة». وأوضح المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي أن «الإصرار على الاستفتاء لن يقود الى نتيجة وهو يؤثر سلبياً على أجواء تعزيز الثقة مع الحكومة الاتحادية لتوفير مناخات إيجابية للحوار الذي يجب أن يُبنى بثقة متبادلة وليس على لغة تهديد وتصعيد للمواقف غير محسوب العواقب وفيه مجازفة بمصير العراقيين جميعاً وأولهم الكرد ومكتساباتهم المتحققة»، داعياً الأكراد إلى «العودة من جديد إلى طاولة الحوار ووقف إجراءات الاستفتاء من أجل أجواء إيجابية تعطي وتضمن حقوق جميع العراقيين». ويواصل القادة الشيعة الضغط سياسياً على إقليم كردستان، المتمسك برأيه حتى الآن، لإجهاض خطوة الاستفتاء عن الانفصال بعد أن أعلن قادة التحالف الشيعي الحاكم عدم اعترافهم بنتائج الاستفتاء الكردي لعدم دستوريته. وأكدت الهيئة القيادية للتحالف الشيعي بعد اجتماع عقد مساء أول من أمس على «الرفض القاطع لإجراء الاستفتاء وعدم الاعتراف بنتائجه باعتباره خطوة غير دستورية ولا تستند إلى القانون»، مشددين على أهمية «اعتماد الدستوربكل مواده أساساً للحوار من دون انتقائية»، داعين الحكومتين في بغداد وأربيل إلى «حوار وطني جدي عميق ومتوازن لحل المشاكل العالقة». في المقابل أعلن البارزاني رفضه لتهديدات عسكرية تطلقها الدول المجاورة للإقليم، وبخاصة إيران وتركيا، في حال إجراء الاستفتاء يوم 25 من شهر أيلول الجاري. وقال البارزاني في كلمة له خلال مهرجان أقيم بمنطقة سوران أمس إن «مجلس النواب العراقي والمحكمة الاتحادية العليا اتخذا قرارات ضد الكرد»، مبيّناً أن «هذه القرارات لن تصل إلى حدود كردستان». وخاطب البارزاني الدول المجاورة للإقليم بالقول «لا تتحدثوا معنا بلغة التهديد ولا نقبل هذه اللغة من أحد»، مشدداً بالقول إن «من يتعدى علينا سندافع عن أنفسنا». وجدد رئيس الإقليم موقفه من تأجيل الاستفتاء بتقديم بديل جدي بضمانات دولية، مشيراً إلى أنه «نريد أن نوصل صوتنا إلى العالم عبر الاستفتاء بأننا نريد الاستقلال»، مؤكداً على أن «أربيل تسلمت مقترحات جديدة بديلة للاستفتاء من المجتمع الدولي تختلف عن سابقاتها». ولفت البارزاني الى أن «لغة المجتمع الدولي والأمم المتحدة قد تغيرت وهم يتحدثون بكل احترام مع شعب كردستان، وخاطبونا لمرات عدة بتأجيل الاستفتاء»، مشدداً أنه «إذا لم يقع بأيدينا البديل، فإننا ماضون بالاستقلال ولن نقبل بوعود شفهية واتفاقات مطاطية، وأولئك الذين يريدون تأجيل الاستفتاء حالياً كيف لهم أن يقبلوا بموعد آخر بدلاً منه». ورفض البارزاني العودة إلى حدود ما قبل 2003 بالقول إنه «لن نعود الى خط الأخضر (خط التماس بين البيشمركة والقوات العراقية إبان عهد نظام صدام حسين آنذاك)، إذ إن العودة الى ذلك الخط تعني قصف أربيل ودهوك بالهاونات»، مؤكداً على أن «الاستفتاء لن يرسم الحدود مع العراق وأن الحوار سيؤدي الى ذلك». وفي السياق ذاته صوّت مجلس محافظة أربيل بإجماع الحاضرين أمس على تبني قرار بالتصويت بـ«نعم» في استفتاء كردستان المقرر في 25 من الشهر الجاري وسط مقاطعة كتلتي التغيير والجماعة الإسلامية، مطالباً «سكان المدينة بالتصويت بنعم من أجل كردستان مستقل». سياسياً كذلك، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من منبر الجمعية العامة الـ72 للأمم المتحدة، حكومة كردستان العراق بتجنب إجراء الاستفتاء، محذراً من أن ذلك قد يطلق شرارة صراعات جديدة في المنطقة. أما وزير الدفاع التركي، فقال إن الاستفتاء المزمع الإثنين المقبل يُشكل خطراً داهماً ويتعين على تركيا أن تتخذ «كل الإجراءات» اللازمة لإحباط أي خطوات مماثلة قد تحدث في جنوبها الشرقي ذي الأغلبية الكردية. وقال جانيكلي «التغيير الذي يعني انتهاك وحدة الأراضي العراقية يفرض خطراً كبيراً على تركيا... انتهاك وحدة أراضي سوريا والعراق قد يشعل شرارة صراع عالمي أكبر لا نهاية له». وتمركز الجنود الأتراك عند الحدود الجنوبية لبلادهم مع العراق، موجهين أسلحتهم باتجاه كردستان بشمال العراق. ويتوقع أن تستمر المناورات العسكرية التركية المفاجئة حتى 26 من الشهر الجاري وفقاً لما قالته مصادر عسكرية أي بعد يوم على الاستفتاء. وقال مراسل لـ«رويترز» إنه شاهد مدرعات تنقل أسلحة ثقيلة وجنوداً يتمركزون في مواقع حفرت خصيصاً لذلك، مشيراً إلى أن فوهات الأسلحة موجهة نحو الحدود العراقية. وفي الجنوب من أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، تصاعدت حدة التوتر في كركوك (شمال شرق العراق) المُتنازع عليها بين الأكراد من جهة والعرب والتركمان من جهة أخرى، بعدما أقر مجلسها المحلي الذي يقوده الكرد هذا الشهر إدراجها ضمن استفتاء تنوي حكومة إقليم كردستان العراق إجراءه هذا الشهر، وهو ما أدى أول من أمس الى صدامات بين الأكراد والتركمان أوقعت قتلى وجرحى. وقال العميد خطاب عمر قائد شرطة كركوك في تصريح صحافي أمس إن «قيادة الشرطة وجهت المراكز بنصب سيطرات مكثفة ثابتة وراجلة في جميع أنحاء المدينة»، مؤكداً على أن «الأوضاع الأمنية مستقرة داخل المدينة». وكانت قيادة الشرطة أعلنت أمس إغلاق مداخل ومخارج المدينة على خلفية قيام مجموعة مسلحة مجهولة باستهداف دورية لشرطة طوارئ كركوك، في منطقة «المصلى» بمدينة كركوك أسفر عن إصابة منتسبي الشرطة بجروح. وتعرض مقرين للجبهة التركمانية داخل مدينة كركوك الى الهجوم أول من أمس، أثناء مرور ثلاثة دراجات نارية ومركبة بالقرب منهما، ما أدى الى مصادمات بالأسلحة أسفرت عن مقتل أحد الراكبين داخل العجلة وجرح ثلاثة مدنيين. وسيطرت قوات البشمركة الكردية على كركوك ومناطق أخرى مُتنازع عليها بعد انسحاب الجيش العراقي منها، بعد هجوم تنظيم داعش على الموصل وأطرافها إضافة الى جنوب غرب كركوك في 2014. وفي التطورات الميدانية أطلقت القوات العراقية عملية عسكرية لطرد داعش من قضاء عنة ومنطقة الريحانية ( غرب الأنبار) بمشاركة الجيش والحشد العشائري، بحسب الفريق عبد الأمير يار الله نائب قائد العمليات المشتركة. كما أفاد مصدر عسكري عراقي أن القوات الأمنية دخلت منطقة الريحانة شرق قضاء عنة غرب محافظة الأنبار. وتمكنت القوات الأمنية العراقية قبل يومين من استعادة منطقة عكاشات الواقعة غرب الأنبار بعد انسحاب تنظيم «داعش» منها. وفي حادث دموي منفصل أعلنت وزارة الداخلية العراقية مقتل ثلاثة عراقيين وإصابة 34 آخرين في هجوم انتحاري على مطعم القلعة السياحي على الطريق الخارجي بين تكريت وبيجي في منطقة الحجاج التابعة للقضاء الواقع بمحافظة صلاح الدين (شمال بغداد)، مبيّنة أن «الهجوم نفذه انتحاريان فيما تم قتل ثالث عند بوابة المطعم».
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك