Advertisement

عربي-دولي

تركيا تتذكر عدنان مندريس

Lebanon 24
28-05-2015 | 02:29
A-
A+
Doc-P-18017-6367052947285650841280x960.jpg
Doc-P-18017-6367052947285650841280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
الأتراك لم ينسوا كما يبدو الحادثة التي وقعت بعد الإنقلاب العسكري في 27 أيار 1960 الذي يعتبر أحد أهم الانقلابات العسكرية الثلاثة للقوات المسلحة التركية في تاريخ الجمهورية، والذي أغضب المؤسسة العسكرية العلمانية والمحسوبة على "حزب الشعب الجمهوري" وقتها هو انشقاق مندريس عام 1945 عن حزب "الشعب الجمهوري" بسبب اختلافه مع عصمت إينونو، المؤسس وأقرب أعوان اتاتورك حول قانون الإصلاح الزراعي، حيث تم اعتبار ذلك معارضة داخلية للحزب. وقام مندريس مع أصدقائه "جلال بايار" و"فؤاد كوبرولي" و"رفيق كورالتان" الذين تم فصلهم أيضاً من "حزب الشعب الجمهوري" في 7 كانون الأول من عام 1945 بتأسيس الحزب الديمقراطي ليسجل انتصارات سياسية وانتخابية طيلة عقد كامل بين عامي 1950 و1960 الى أن انقلب العسكر على مندريس وأسقطه بالقوة. يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تاريخ 27 أيار عام 1960 هو أحد الأيام السوداء في تاريخ تركيا، وهو الذكرى الخامسة والخمسين لإعدام رئيس الوزراء التركي السابق عدنان مندريس وأصدقائه، من قبل الانقلابيين في المؤسسة العسكرية التركية، مؤكداً أن "لا أحد الآن في البلاد يتذكر اسماء الانقلابيين الذين أعدموا الديمقراطية بل الجميع يتذكر مندريس ورفاقه". وتابع الرئيس التركي الذي كان يتحدث في الذكرى الـ54 لإعدام رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس الذي انتخب عام 1950 رئيساً للوزراء في تركيا بنسبة 52.7% من أصوات الشعب، والذي بقي في منصبه 10 أعوام قبل أن ينقلب عليه العسكر في تركيا في 27 أيار عام 1960 ويسقطوا الحزب الديمقراطي ويعدموه في 17 أيلول عام 1961 أن "أصوات في أحزاب المعارضة "الشعب الجمهوري" و"الحركة القومية" و"الشعوب الديمقراطي"، والإعلام المقرب من المعارضة يهددني بالإعدام، نشر خبر قرار إعدام الرئيس المصري محمد مرسي ووضع صورتي بجانبه في إشارة بأن مصيري سيكون مثل مرسي، أي بقرار إعدامي". أتمنى أن أموت شهيداً وما يقولونه لا يخيفني ولن يدفعني للتراجع عن المبادىء التي أدافع عنها". وأكد الرئيس التركي في كلمة ألقاها أمام حشد كبير في مدينة أيدن التركية التي ينتسب مندريس اليها وخلال افتتاحه بعض المشاريع، أن "رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس ورفاقه قدموا خدمات كبيرة للشعب التركي وكافحوا من أجل مستقبله، ولم ينظروا يوماً إلى الأمة التركية باستعلاء، ولم يتخلوا عن طريقهم وضحوا بحياتهم من أجل الأمة". كما دافع أردوغان عن مدارس الأئمة التركية التي لعب مندريس دوراً كبيراً في رفع عددها والتشجيع على الالتحاق بها قائلاً إن "أكبر أحزاب المعارضة يقول أنه سيغلق مدارس الأئمة والخطباء، وأنه سيغير نظام التعليم في تركيا"، مضيفاً: "جميع أبنائي الأربعة تخرجوا من مدارس الأئمة والخطباء، يسعون لإغلاق تلك المدارس، لكن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، لن نسمح لهم بذلك". وكان مندريس شكل حكومته الأولى بعد فوزه في انتخابات عام 1950 بأغلبية ساحقة، حيث وعد خلال حملته الإنتخابية بعدم تدخل الحكومة في شؤون القطاعات الخاصة، إضافة لتعهده بتخفيف الإجراءات العلمانية الصارمة، وإتاحة المزيد من حرية الإعتقاد والديمقراطية. ليعود ويحقق فوزا ساحقا آخرا في انتخابات عام 1954، وليستمر بذلك في رئاسة الحكومة. ومندريس هو الذي امر باعادة قراءة الأذان باللغة العربية بعد أن اصدر اينونو اوامره الحكومية في مطلع الثلاثينيات بقراءته بالتركية. وكانت قيادات عسكرية تركية تحركت لتنفيذ أول إنقلاب عسكري في تاريخ الجمهورية التركية صبيحة 27 أيار من عام 1960، حيث سيطر على الحكم 38 ضابطاً بقيادة الجنرال جمال جورسيل، وأحال الانقلابيون 235 جنرالاً وخمسة آلاف ضابط بينهم رئيس هيئة الأركان إلى التقاعد، وتم وقف نشاط "الحزب الديمقراطي" واعتقل رئيس الوزراء عدنان مندريس ورئيس الجمهورية جلال بايار مع عدد من الوزراء وأرسلوا إلى سجن في جزيرة "يصي أدا"، كما تم اعتقال عدد كبير من أعضاء "الحزب الديمقراطي". ووجه العسكر إلى مندريس العديد من التهم أهمها، إهتمامه بإرضاء مشاعر الفلاحين الدينية، ما أدى إلى ظهور تيار دينى مطالب بخلط الدين بالسياسة وعودة الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية، بالرغم من تصريحات مندريس المتكررة بالالتزام بالنظام العلماني وعدم قبوله لإلغائه أو إستبداله. وصدرت الأحكام بعد محاكمات شكلية بالسجن على رئيس الجمهورية جلال بايار مدى الحياة، فيما حكم بالإعدام على مندريس ووزير الخارجية فطين رشدي زورلو، ووزير المالية حسن بولاطكان. وجرى تنفيذ الحكم بحق "عدنان مندريس" في 17 أيلول في جزيرة " يصي اضه عام 1961. وفي التسعينيات تم نقل رفاتهم إلى إسطنبول، حيث دفنت هناك في مقابر خاصة وأعيد الإعتبار لهم في عهد الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال. كما وقع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو منتصف شهر أيار الحالي على بروتوكول من أجل تغيير اسم جزيرة "يصي أدا"، لتصبح جزيرة "الحرية والدّيمقراطية". إحياء لذكرى عدنان مندريس وتحويلها الى متحف مفتوح الديمقراطية وتذكر ما جرى في مطلع الستينيات. وزار رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الصالة التي تمّ فيها إعدام كل من رئيس الوزراء التركي السابق مندريس ووزير خارجيته زورلو، بالإضافة إلى وزير المالية حسن بولاتقان، وتجوّل في المكان داود أوغلو، حيث اطلع على تفاصيل الحادثة قام بالتوقيع على بروتوكول من أجل تغيير اسم الجزيرة وتحويله إلى جزيرة الحرية والدّيمقراطية. وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الذي زار جزيرة "يصي اضه" قال في انتقاده لزعماء المعارضة: "إنهم لا يجرؤن على إطلاق مثل هذه التصريحات، وهذا هو الفرق بيننا. وهم مقتنعين بهزيمتهم في الإنتخابات لأنهم لا يثقون بالشعب التركي، وجل إهتمامهم ينصب في وضع العصي في عجلة العدالة والتنمية". وأضاف داود أوغلو، أنهم "عندما تصدوا لمحاولة الإنقلاب التي أقدم عليها تنظيم الكيان الموازي، ظهرت بعض الأطراف وقالت بإن "مصيرنا سيكون مشابها لمصير عدنان مندريس"، لافتاً إلى أنه "لو كانت الشهادة بإنتظارنا، فإننا مستعدون لذلك في سبيل الأمة والوطن والله، ونرد السلام على تحية ملك الموت بدون تردد". (أنقرة – خاص "لبنان 24")
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك