كيف يتصرّف مريض الوسواس القهري الجنسي؟

الوسواس القهري هو مرض عصبي، يؤدي إلى تغيرات في شبكة الأعصاب التي تسمح لخلايا المخ بالاتصال ببعضها البعض. ويتّصف بوجود فكرة متسلّطة وسلوك جبري يحاصر المريض ويلازمه. ويشعر المريض إزاءه أنّه لا يستطيع المقاومة ويُصاب بالقلق الشديد والتوتّر والالم بالرغم من إقتناعه أحياناً كثيرة بأنّ سلوكه خاطئ وغير طبيعي. ويمكن أن يظهر الوسواس القهري بأشكال مختلفة مثل التفكير الدائم بفكرة معيّنة أو الوسواس بالنظافة وغيرها من الاشكال. ولكن ماذا عن الجنس؟ وهل يمكن للوسواس القهري أن يطال هذه الناحية أيضاً؟ هل من رابط بين الوسواس القهري والجنس؟ كما يرتبط الوسواس القهري بالنظافة فانه يمكن ان يكون له رابط بالحياة الجنسية للفرد. فالوسواس القهري الجنسي هو أفكار وتصورات وتخيلات جنسية شاذة، غير مرغوبة، يرفضها الشخص ويقاومها ويحاول وقفها، وبسبب هذه الافكار تصبح لديه شكوك بأنه شاذ جنسياً. ويمكن للوسواس القهري أن يتجسّد بعدد من السلوكيات الجنسية ومنها: - الالم مصدر المتعة: الافكار العنفية تستحوذ على تفكير الفرد، وتنمه رغبة اثناء ممارسة الجنس في ان يشعر الآخر بالألم أو أن يتألم بنفسه. - الشك: ينتاب المريض شك غير طبيعي بخيانة الشريك، ما يدفعه الى الاذية أكثر اثناء ممارسة الجنس وكأنّه يعاقب الآخر على فعلته، في حين أنّ الشريك يمكن ألا يعلم أسباب هذا التعنيف. - وسواس النظافة: تنظيف النفس بشكل مبالغ به قبل ممارسة الجنس وبعدها، كما لو أنه اصبح متسخا. وهذا يعود الى نظرة الفرد للجنس والمعتقدات التي يحملها معه منذ طفولته. - الوسواس بالمرض: يعتقد مرضى الوسواس القهري الجنسي أنّهم يعانون من مرض جنسي معيّن، أو أنّه يمكن للشريك أن ينقل لهم عدوى معيّنة. وهذا ما يعتبر عائقا كبيرا أمام عفوية العلاقة، إذ يقوم المريض باستخدام اساليب الوقاية بشكل مبالغ به ليقوم بعدها بالاغتسال واعادة ذلك مرّات عدة، مما يحرج الشريك. - الشذوذ الجنسي: التفكير الدائم وبشكل مستمر بأفكار جنسية غريبة، غير مألوفة تخرج عن المنحى الطبيعي للعلاقة، ولكن قد لا يكون كلّ شخص ذات شذوذ جنسي مصابا بالوسواس القهري. إلا أنّ الشخص المريض لديه أفكار غريبة عن الجنس ويريد ممارسته بوضعيات لا يوافق عليها الشريك في الكثير من الاحيان ما يسبّب نزاعاً. (صحتي)