Advertisement

لبنان

آخر 3 دقائق قبل الانتحار.. عندما وصلوا الى نقطة اللاعودة

جويل تامر Joelle Tamer

|
Lebanon 24
31-01-2017 | 08:05
A-
A+
Doc-P-264845-6367055077604087411280x960.jpg
Doc-P-264845-6367055077604087411280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
" أنا قررت وضع حد لحياتي.. أنا تعبت تعبت تعبت".. هذه كانت آخر كلمات نجاة لطيف التي أنهت حياتها منتحرة ورحلت من دنيا أتعبتها وأوجعتها. نجاة كانت آخر المستسلمين اليائسين، لكن هل تذكرون نورهان حمود.. شيرين عساكر.. كريستال أبو شقرا.. أحمد منير عبدالله.. وغيرهم من الأسماء التي تصدرت الصفحات الأولى للصحف وعناوين النشرات الاخبارية ليس لتحقيقهم ألقابا عالمية بل لتسجيل "انتصار" مدّوٍ على واقعهم المرير وذلك بوضع حدّ لمعاناتهم على طريقتهم اذ تختلف الطرق والموت واحد. الانتحار أو "لحظة التخلي" كما يصفها المجتمع رغبة منه بتلطيف هذا الفعل المشؤوم الذي يخطف أرواح الزوجات والأمهات والابناء والأصدقاء والأحباء من دون سابق انذار، فرض نفسه ضيفا ثقيلا على لبنان الى حدّ أصبح كلّ شخص منا يفكر ضمنيا كيف يمكنه أن يبعد هذه الكأس المرة عنه! بالأرقام! وفق البيانات التي أعدتها قوى الأمن الداخلي لضحايا الانتحار من اللبنانيين والجنسيات الأخرى على رأسهم الجنسيتان البنغالية والأثيوبية، ظهر أنه في العام 2004 بلغ عدد المنتحرين 60 شخصا وعاد وانخفض في العام 2005 الى 54. وفي العام 2008 ارتفع عدد المنتحرين بشكل ملحوظ ليصل الى 130 شخصا والأعداد بقيت متقاربة في 2009 – 2010 و2011 . أما في العام 2012 فوصل عدد المنتحرين الى 108 أشخاص. في 2013 ارتفع الرقم الى 111 شخصا، أما في العام 2014 فسجل أعلى نسبة ضحايا انتحار 143 شخصا. وفي العام 2015 سجل 141 حالة انتحار ليعود وينخفض الرقم الى 92 حالة العام 2016. أرقام صادمة وقاسية فهل دخل الاكتئاب واليأس الى بيوتنا لدرجة لم نعهدها سابقا؟ وهل أصبح الموضوع بهذه السهولة؟ 3 لبنانيين انتحروا خلال العشرة الأيام الأولى من العام الجديد، موضوع دفعنا الى طرح تساؤلات أجاب عنها الدكتور نبيل خوري الاختصاصي في علم النفس العيادي في مقابلة لـ"لبنان 24". اكتئاب ويأس.. ثمّ انتحار بحسب علم النفس، ترتفع نسبة الاقدام على الانتحار بعد الأعياد، يصف د. خوري هذه الحالة بـ Christmas Blues أو الاكتئاب المرتبط بعيديّ الميلاد ورأس السنة حيث يتعرض الانسان فجأة الى ركود على المستوى العاطفي ويعتريه الحزن لعدم تمكنه من الوصول الى السعادة التي يريدها وعدم قرب الأشخاص منه أو تقصيره مع أولاده على مستوى الهدايا مثلاً. ويقول د. خوري: "لا صدفة في علم النفس، لكن هذا لا يعني أنهم قرروا الانتحار خلال الأعياد ونفذوا الأمر بعدها لأن هناك مسببات أخرى". ومن أبرز أسباب الانتحار التراكمات والمشاكل العائلية الكبيرة، العنف العائلي، ضعف الايرادات المادية، ضعف الطموحات، شق عاطفي غير مغطى، الضغوطات على مستويات عدة منها أكاديمي ومنها التعب على مستوى المنزل وتربية الأطفال... كلها أمور تلعب دورها لبلورة حالة معينة من الاكتئاب أو القلق الذي يحفز أن تسقط كل الممنوعات والمحظورات أمام الانسان ويفقد بالتالي أمله بكل شيء ويشعر باليأس الذي يؤدي الى الانتحار. الوقاية من الانتحار ويشدد د. خوري على أن "النظام العصبي عند كل انسان بحاجة الى "وقائيات" لأننا نتعرض لضغوطات وخيبات وصدمات وتراكمات تؤدي الى ضغط قوي على النظام العصبي"، لافتا الى أن "الوقائيات" ليست بالمستوى المطلوب في المجتمع اللبناني المتأرجح بين حالات الخوف والقلق والمصير غير المكفول على المستويات كافة". وعن الاشارات السلبية التي يرسلها المنتحر الى المحيطين به، والتي تساعدهم على اكتشاف نواياه يعتبر أننا نلاحظ عليه حالة من الحزن، بالاضافة الى التخطيط عبر البحث عن معلومات عن وسائل الانتحار، لأن الانسان يخاف من الألم لذلك فإن أعلى نسبة من الانتحار عند النساء هي من خلال الحبوب المنومة أو كثافة الأدوية أو السموم". ويتابع: "من ابرز الاشارات أيضا الانعزال والتقوقع، تكثيف التساؤلات، البكاء الصامت، عزل النفس عن المحيط الاجتماعي والعائلي، والأهم التحدث عن النية بالانتحار والتهديدات بالاقدام على الأمر، وهي مسسبات يجب أن تؤخذ على محمل الجدّ". ويعتبر د. خوري أن "لا مجال للتردد قبل 3 دقائق من الانتحار حيث يصل الشخص الى نقطة اللارجوع ويصبح في مرحلة تنفيذ القرار. المرحلة الوحيدة التي يمكننا التدخل خلالها لانقاذ الشخص وفق علم النفس هي المرحلة الزمنية الضيقة التي تفصل بين la portée à l’acte أي التفكير بالمفهوم وle passage à l’acte أي التنفيذ". الإنسان يواجه صعوبات وتحديات متعددة، ولكن أحياناً تتكاثر هذه الصعوبات وفي وقت معين، بحيث يقع تحت عبئها، وحتى لا يكون مصير من نحّب مثل نورهان وشيرين وكريستال علينا بالوقاية والوعي.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك