مشعل قلب مريم الطاهر.. هدية لبنان إلى فاطيما!

بأعداد غفيرة وبقلوب مليئة بالإيمان والمحبّة والرجاء، توافد اللبنانيّون، مقيمون ومغتربون، في رحلة حجّ نظّمتها "اللجنة البطريركية لتكريس لبنان والشرق لقلب مريم الطاهر" إلى مزار "سيّدة فاطيما" في البرتغال، وذلك احتفالاً بمئوية ظهورات السيّدة العذراء على ثلاثة رعاة، هم لوسيا دوس سانتوس التي أصبحت راهبة كرملية فيما بعد، والطفلان فرانشيسكو وجاسينتا مارتو في العام 1917، اللّذان أعلنهما البابا فرنسيس قدّيسين يوم 13 أيار 2017. وكانت رحلة الحجّ مناسبة لتجديد تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر في قدّاس رأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الـ25 من حزيران العام 2017. وفي المناسبة، قدّم لبنان إلى المزار قطعة فنية ثمينة هي عبارة عن مِشعَلٍ مُغطّى بالذهب، من تصميم الفنّان التشكيلي والنحّات اللبناني – الأرمني رافي يداليان، الذي روى لـ"لبنان 24" تفاصيل تصميم هذا المشعل ورمزيّته، إذ أنّ لكلّ جزء فيه رمزية ومعنى. وعن اختياره لتصميم هذا المشعل، أوضح يداليان أنّ "المنسّقة العامّة للجنة البطريركية لتكريس لبنان والشرق لقلب مريم الطاهر سوزي الحاج، كانت صاحبة الفكرة لناحية تقديم هذا المشعل الذي طلبت أن يتضمّن قلب مريم، ومن ثمّ تركوا لي حرية الخروج بفكرة إبداعية تنطلق من قلب مريم في الأساس لأنّ لبنان مكرّس لقلب مريم الطاهر". وقام يداليان بأبحاث عدّة عن سيّدة فاطيما في البرتغال من جهة، وسيدة لبنان في حريصا من جهة ثانية، "لأنّ عنوان رحلة الحجّ هو "لبنان في فاطيما"، وهي مناسبة لتجديد تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر، إضافةً إلى كونها تأتي في مئوية ظهورات سيدة فاطيما (1917)"، وفق يداليان. وتتميزّ هذه الشعلة، بحسب يداليان بـ"عناصرها الرمزية والدينية"، وصمّمها خصيصاً بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية لظهورات سيدة فاطيما وبمناسبة تكريس لبنان والشرق إلى قلب مريم الطاهر، واستوحى تصميم المشعل من تاج سيدة لبنان – حريصا وتاج سيّدة فاطيما وجمعهما حول قلب السيدة العذراء ملكة الأرض والكون"، إذ أنّه حاول إيجاد صلة ما بين سيدة لبنان – حريصا وسيّدة فاطيما في البرتغال، وأردف بالقول: "هكذا جمع قلب مريم لبنان وفاطيما". ويشرح يداليان أنّ تاج سيّدة فاطيما مكوّن من 7 قطع، في إشارة إلى أنّ السيدة العذراء ظهرت 7 مرّات في فاطيما، وعلى كلّ قطعة منها يوجد صليب، وفي وسط المشعل يظهر شجر الأرز الذي يرمز إلى لبنان، وقام يداليان بحفر 100 صليب على المشعل في إشارة إلى مئوية ظهورات فاطيما. ويوضح أنّه اختار "طول المشعل أن يكون 85 سنتمتراً لأنّ طول تمثال سيدة لبنان – حريصا 8.5 أمتار، كما أنّ المشعل صُمّم من النحاس وقد تمّ تلبيسه بالذهب الخالص". ولم يخل المشعل من اللّمسة الأرمنية، إذ وضع يداليان داخل المشعل الحرف السابع من الأبجدية الأرمنية وهو حرف الـ (Է) وهو موجود على مذبح مختلف الكنائس الأرمنية الأورثوذكسية والكاثوليكية، وهو يرمز إلى "الله الكامل". ختاماً يلفت يداليان إلى أنّه نفّذ نسختين من هذا المشعل، الأولى قدّمها البطريرك الراعي بالنيابة عن الكنيسة الكاثوليكية في لبنان لمزار سيّدة فاطيما في البرتغال، فيما الثانية تمّ إشعالها خلال التكريس في مزار سيدة فاطيما، ومن ثمّ عادت إلى لبنان ليتمّ وضعها في مزار سيّدة لبنان في حريصا. وأنهى يداليان تنفيذ المشعل يوم 13 حزيران، وهو اليوم الذي يصادف اليوم نفسه للظهور الثاني للسيدة العذراء في فاطيما.