Advertisement

لبنان

لا للمعاناة بصمت... اتصل على هذا الرقم في لبنان!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
09-06-2018 | 10:00
A-
A+
Doc-P-481846-6367056618433521565b1bc110ba81d.jpeg
Doc-P-481846-6367056618433521565b1bc110ba81d.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

"لا يجب أن يعاني أحد بصمت". لكن ثمة 100 شخص في لبنان قد عانوا بصمت في أول 5 أشهر من العام 2018. عانوا بصمت، وماتوا. الأصحّ: انتحروا. في خلال الأسبوع الماضي وحده، سُجلّت أكثر من عملية انتحار. خمس أو ست، ربما. لا رقم حاسماً ومؤكداً بعد. أمرٌ دفع بالبعض إلى طرح السؤال: هل يجب أن ندق ناقوس الخطر ونعلن حالة طوارئ لوقف هذه الظاهرة؟!

أولى الإجابات التي تدعو إلى الاطمئنان هي أنّنا، في لبنان، لسنا على حافة الخطر، ولا في الهاوية. بحسب المعالجة النفسية والعضو المؤسس في جمعية "امبرايس" (Embrace) ميا عطوي، فإن نسبة الانتحار الراهنة في لبنان ليست مرتفعة، بل إنها تُعدّ منخفضة مقارنة مع بعض دول الخارج التي قد تتخطى معدلات الانتحار فيها الـ 7%! وتعقب قائلة:" إنّ تركيبة المجتمع اللبناني وطبيعته (بحيث يعرف الناس بعضهم) تساهم في تسليط الضوء على عملية الانتحار متى حصلت إذ سرعان ما ينتشر الخبر ويتداوله الجميع، ما قد يوحي بأن نسبة الانتحار كبيرة وخطيرة".

لا تنفي عطوي، في حديث لـ "لبنان24" أنّ الأرقام المتداولة اليوم (100 حالة انتحار حتى شهر أيار 2018) ليست رسمية ذلك أنها لم تصدر بعد عن وزارة الداخلية، بيد أنها تشير إلى أنّ لبنان لم يُسجّل في السنوات الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الانتحار، علماً أنّ العام 2014 كان قد سجّل ارتفاعاً بمعدل 29% مقارنة مع العام الذي سبقه، وأنّ إحصاءات قوى الأمن الداخلي تشير إلى حالة انتحار كل يومين ونصف يوم.

 

ومع هذا، تعتقد عطوي أنّ عدد المنتحرين في لبنان قد يكون أكبر لكنه يبقى غير محدد بسبب عوامل عديدة منها تسجيل بعض حالات الوفاة الناجمة من الانتحار على أنها "وفاة طبيعية، أو نتيجة مرض ما"، وذلك طبعاً بسبب اعتبار الانتحار وصمة عار أو خروجاً عن الدين والأخلاقيات.

 

لكن هذا لا يدحض واقع أنّ الوعي حيال هذا الموضوع بات أكبر. لم يعد الانتحار ذاك "التابو" المخزي، وذلك بفضل التوعية والعمل الذي تقوم به الدولة والجمعيات المعنية على حدّ سواء.

لقد أطلقت وزارة الصحة اللبنانية البرنامج الوطني للصحة النفسية في أيار 2015 الذي يهدف إلى تطوير نظام مستدام للصحة النفسية يضمن توفير وإمكانية الوصول الشامل إلى الخدمات العلاجية والوقائية العالية الجودة في مجال الصحة النفسية.

من جهتها، عملت جمعية "إمبرايس" التي تأسست عام ٢٠١٣ بالتعاون الوثيق مع قسم الطب النفسي في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على إعطاء موضوع الانتحار حيّزاً مهماً من جهودها، فأطلقت في أيلول ٢٠١٧  الخط الساخن الوطني للوقاية من الانتحار و الدعم النفسي والذي يُعدّ الأول من نوعه في لبنان والعالم العربي.

أربعة أرقام قد تنقذ حياتك: اتصل على الرقم 1564!

وتتحدث عطوي عن الرقم الساخن أو "خطّ الحياة" (Embrace LifeLine) كما أطلق عليه، فتشير إلى أنه يهدف الى دعم الأفراد الذين يعانون من أفكار انتحارية وأهالي ضحايا الانتحار، ويوّفر شبكة لإحالة الأفراد إلى موارد اجتماعية محلية للتدخل والعلاج، منوّهة إلى أنّ "الدراسات أظهرت أن الخط الساخن يمكن أن يخقّض معدلات الانتحار بنسبة تترواح بين ٣٦% و ٥٧%."

وتضيف شارحة:" يمكن أي شخص بدأت تراوده أفكار تحضّه على الانتحار أن يتصلّ على الرقم 1564 من الساعة 12 ظهراً ولغاية 2 ليلاً (على أمل أن يصبح متوفراً على مدار الساعة قريباً)، وسوف يتلقى المساعدة اللازمة من العاملين في الجمعية. إنّ هذا الخطّ يشكل مساحة تخوّل المتصل الذي يحق له عدم الكشف عن هويته، التكلّم مع أفراد قادرين أن يفهموه من دون أحكام مسبقة ومن دون أن يزيدوا عليه أعباء إضافية (كالطلب منه مثلاً أن "يشدّ حاله" مثلما قد يفعل الأهل والأصدقاء)، ذلك أنهم مدربون على كيفية التعامل مع هذه الحالات، وومن مهمتهم تقييم المخاطر وإحالة المتصل على موارد قريبة منه كالمستشفى أو طبيب نفسي لتلقي المساعدة والعلاج".

وإذا كان الخطّ الساخن قادراً على إنقاذ حياة شخص بمجرد الاصغاء إليه في لحظة عصيبة يمرّ بها، سيّما وأنّه من المعروف والثابت علمياً أن الذي يفكر بالانتحار هو شخص يريد عملياً إنهاء الألم الذي يشعر به وليس إنهاء حياته، فإنه يبقى بمثابة خدمة آنية وظرفية، وعليه أن يُستكمل بخدمات أساسية أخرى تحدّ بشكل كبير من فعل الانتحار، مثل توفير تغطية صحية للعلاج النفسي مثلاً!

فمن المعروف أن الانتحار لا تسببه أزمة ضاغطة وحدها علماً أنها تكون حافزاً إضافياً، لكن وجود مرض نفسي هو المسبب الرئيسي. وعليه، ألا يجب أن تؤمن الدولة اللبنانية ممثلة بوزارة الصحة تكاليف العلاج النفسي كنوع من الوقاية من الانتحار، بخاصة وأن الأمراض النفسية التي تؤدي إلى الانتحار هي أمراض قابلة للعلاج والتخلص منها؟!

توافق عطوي. هذا برأيها تحد على الصعيد الوطني ويجب العمل على حلّ هذه المشكلة، كون تلقي العلاج النفسي حق، تماما مثل العلاج الجسدي.

ورداً على سؤال عمّا إذا كان ما يرزح تحته المجتمع اللبناني من مشاكل اجتماعية واقتصادية وأمنية وسياسية ومعيشية ضاغطة له علاقة بحالات الانتحار التي تُسجّل في لبنان، فقد كررّت عطوي أنّ الضغوطات النفسية قد تشكل حافزاً لكنها ليست السبب المباشر بل إن الانتحار له علاقة بعوامل بيولوجية ووراثية أو خلل في كيماويات معينة في الدماغ، كما يمكن لأي احد ان يصاب باضطرابات نفسية أو أن تراوده أفكار انتحارية، بغض النظر عن العمر، العرق، الإثنية أو الوضع الإقتصادي والإجتماعي.

وغالباً ما يرتبط الانتحار بواحد او أكثر من الإضطرابات النفسية القابلة للعلاج، كالاكتئاب، اضطراب ثنائي القطب، إدمان الكحول أو المخدرات، والفصام.

أذاً، الانتحار، ورغم انتشاره في كلّ المجتمعات والبلدان (يموت شخص كل 40 ثانية حول العالم انتحاراً)، إلا أنه يمكن الحدّ منه وذلك بجهود رسمية (تقوم بها الدولة والجمعيات والمؤسسات المعنية) وفردية (كالعائلة والمجتمع).

ومن المهم أن يتعرّف كل إنسان على عوامل الخطر والإشارات التي يرسلها الفرد الذي قد يقدم على الانتحار بغية مساعدته وإنقاذ حياته، ومنها:

التفكير بإيذاء النفس

التعبير عن رغبة في الموت مثلاً القول أنه لا يوجد سبب للعيش

الشعور باليأس وفقدان الأمل

الشعور بعدم وجود أي شخص للتحدث معه مما يؤدي الى مشاعر الوحدة

زيادة استخدام الكحول والمخدرات

التعامل مع ضغط أو حدث معين بطريقة مختلفة أو مبالغ بردة الفعل

المعاناة من جراء خسارة (خسارة شخص عزيز أو عمل…)

فقدان الاهتمام في معظم الأنشطة أو الانسحاب من الأنشطة اليومية

تغييرات في النوم

كتابة وصية أو التخلي عن ممتلكات مهمة

تقلبات مزاجية حادّة

 

 

 

فما هي إذاً أفضل التصرفات لمساعدة الآخرين، وكيف نتجنب الوقوع في الأخطاء الشائعة و"القاتلة"؟!

 

إن ملاحظة الأفكار الانتحارية في وقت مبكر مهمة للوقاية والعلاج.

 

إن أي تفكير انتحاري أو إشارة إلى الانتحار يجب أن يؤخذ على محمل الجد.

 

عليك أن تقيم مدى خطورة الوضع لمعرفة كيفية التعامل معه. ان كان الشخص يشاركك أفكاره الانتحارية أو يشاركك مصاعبه في العيش مع الاكتئاب، عليك أن تنتبه الى الاشارات التي قد يرسلها إليك بطريقة غير مباشرة. يمكنك المساعدة في نشر التوعية حول الصحة النفسية والوقاية للحد من الانتحار، ولوعن طريق الإصغاء فقط.

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك