Advertisement

لبنان

"قوم فوت نام وصير حلام"!!

Lebanon 24
15-10-2018 | 01:02
A-
A+
Doc-P-518990-636751874833817311.jpg
Doc-P-518990-636751874833817311.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تحت عنوان: "قوم فوت نام وصير حلام"!!، كتب عبد الفتاح خطاب في "سفير الشمال": (لديّ حلم) .. هي الجُملة التي ردّدها مراراً الزعيم مارتن لوثر كنج في الخطاب الذي ألقاه عند نُصب لنكولن التذكاري في العاصمة واشنطن بتاريخ 28 أب 1963 ضمن أكبر مظاهرة في حينها في تاريخ المطالبة بالحقوق المدنية، مطالباً بالحرّية وبمُستقبل يتعايش فيه السُود والبيض بمساواة. وكان للمسيرة والخطاب والشعار أثر كبير، غيّر فيما بعد مجرى تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
Advertisement

من الجلّي أنني لست في موقع مارتن لوثر كينغ، ولا حُلمي يٌشابه حلمه، أو يُقاربه، أو يُضاهيه، أنا حُلمي بكل بساطة أنْ أتمتع بخدمة الكهرباء والماء على مدار الساعة، أنْ أجد موقفاً لسيارتي على مقرُبة من المكان الذي أقصده، أنْ أصل إلى وجهتي بأقل من ساعة دون الوقوع في فخّ زحمة السير الخانقة، أنْ أخرج من منزلي وأعود سالماً، أنْ أتابع معاملاتي في الدوائر الحكوميّة وأجد من يُصغي إلي ويُرشدني دون أن يبتزّني، أنْ تكون القوى الأمنيّة في خدمتي وخدمة الشعب وتُعاملني باحترام وأدب، أنْ تبُتّ المحكمة قضيتي بأقل من خمس سنوات من دون افتعال العراقيل وامتهان التأجيل واختفاء الملفات، أنْ تصل فضائح وملفات الفساد إلى خواتيمها ويُعاقب المُفسدون ويُشهّر بهم، أنْ أعيش شيخوختي بكرامة وهدوء وأمان وأنْ تهتمّ الدولة بصحتي واستشفائي، أنْ أستطيع النوم دون التيقظ بين الفينة والأخرى على أصوات «تشفيط» السيّارات وأصوات مكبّرات صوتها والأغاني الهابطة التي تبثّها، أنْ يتوقف الناس عن عادة إطلاق النار الكريهة في مناسبات الأفراح والأحزان وللتعبير عن الرأي والموقف، أنْ أعيش في بيئة صُحيّة نظيفة وسليمة وليس في «مكبّ» للنفايات، أنْ تختفي الدراجات الناريّة من الوجود ونتخلّص من هذا الوباء الذي استفحل واستشرى ...
لديّ حلم بأن يجد أحفادي عملاً كريماً في لبنان، وأنْ يتمكّنوا من السكن في مسقط رأسهم  بيروت، وأنْ يُصبح لبنان دولة مؤسسات وعدالة إجتماعيّة ولامركزية إدارية وتنمية شاملة مستدامة، وأنْ يتحوّل اللبناني إلى مُواطن بدلاً من أنْ يكون تابعاً مُصنفاً على خانة مذهبيّة أو مناطقيّة أوعشائريّة، وأن يُصبح ولاء «الزعماء» خالصاً لبلدهم لبنان بدلاً من أنْ يكونوا مُلحقين سياسيين ومُجرّد أبواق للقوى الخارجية وإملاءاتها.

لكن يبدو من مجريات الأمور والأحداث، وتتابعها، أنّني سألقى خالقي، مقهوراً خائباً حسير النفس، قبل أنْ يتحقّق ولو جزء يسير، أو واحد فقط من هذه الأحلام (وربما الأوهام) الصغيرة!
المصدر: عبد الفتاح خطاب - سفير الشمال
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك