Advertisement

إقتصاد

مئوية الليرة العثمانية الورقية: استعادة لحقبة تخلو من الحنين

Lebanon 24
24-11-2015 | 23:57
A-
A+
Doc-P-86131-6367053353125050541280x960.jpg
Doc-P-86131-6367053353125050541280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
قبيل انسحاب القوات العثمانية من المنطقة العربية في العام 1918، كان النظام النقدي المعمول به يتألف من مجموعة من النقود المعدنية المصنوعة من النحاس والفضة والذهب ضربتها السلطنة العثمانية، إضافة إلى أوراق مالية يصدرها المصرف الامبراطوري العثماني، وهو عبارة عن شركة خاصة برأسمال انكليزي ـ فرنسي حصل من السلطان في العام 1863 على امتياز إصدار النقد الورقي للدولة. ونتيجة للأعباء المالية الكبيرة المترتبة جراء دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية في العام 1915، اضطرت هذه الأخيرة إلى إصدار النقد الورقي، محاولة فرضه على السكان الذين اعتادوا تداول القطع الذهبية والفضية. فقبيل الحرب، رفض المصرف الامبراطوري العثماني طلب الحكومة العثمانية الحصول على قرض، ما دفع هذه الأخيرة الى الاستدانة من الدول الحليفة. ووافقت كل من ألمانيا وامبراطورية النمسا - المجر على فتح حساب لمصلحة إدارة "الديون العثمانية العمومية"، كي يشكل التغطية القانونية للأوراق النقدية الجديدة. توالت إصدارات الخزينة كي ترتفع بشكل كبير من حوالي خمسة ملايين ليرة تاريخ الإصدار الأول في أذار 1915، إلى حوالي 159 مليون ليرة تاريخ الاصدار الأخير في آذار 1917. وأدى هذا التضخم في الكميات المصدرة إلى تدهور قيمة الأوراق المالية العثمانية بشكل كبير، فهبطت من مئة قرش ذهبي (قيمتها الاسمية القانونية) إلى تسعة قروش ذهبية فقط في كانون الأول من العام 1918، ما جعل الجمهور يفقد ثقته بها. لذلك، لجأ جمال باشا إلى إصدار إنذار هدد فيه بنفي عشرة أشخاص من التجار يُختارون بالقرعة في حال استمر الرفض للنقد الورقي. وقد جاء في الإنذار أنه "إذا لم تقبل الليرة الورقية بسعر معادل للعملة الذهبية، فسأنفي إلى الأناضول والرومللي عشرة من الأغنياء والشخصيات البارزة والتجار والصناعيين يُختارون بالقرعة. بعد ستة أسابيع من نفي الدفعة الأولى، ستأخذ دفعة ثانية الطريق ذاتها الى الأناضول والرومللي، ثم دفعة ثالثة، وهكذا بانتظام حسابي، إلى أن تصبح الليرة الورقية عملة التداول الطبيعية في المنطقة". وتعتبر الأوراق المالية العثمانية أول تجربة للسكان المحليين مع النقد الورقي الذي ارتبط في الذاكرة الجماعية بحقبة من الحرب ومأساة المجاعة التي ضربت جبل لبنان وأودت بحياة العديد من اللبنانيين. وقد أصبحت هذه الأوراق بعد مرور مئة عام على إصدارها هدفاً للهواة، لما تمثله من شهادة على مرحلة تاريخية مهمة في تاريخ لبنان. (وسام اللحام- السفير)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك