بتنظيم من لجنة محمية أرز الشوف الطبيعية ونادي الصحافة لبّى إعلاميون من مختلف وسائل الإعلام الدعوة لتمضية يوم بيئي سياحي في ربوع منطقة الشوف بعيداً عن متاعب المهنة. وبعد التجمّع في ساحة الشهداء إنطلق الإعلاميون الى المحطة الاولى في قصر المير أمين حيث كانت في استقبالهم رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين السيدة نورا جنبلاط ومفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس ورئيس لجنة محمية أرز الشوف شارل نجيم ومدير المحمية نزار هاني على رأس فريق من المحمية.
وقد رحّبت السيدة جنبلاط بالوفد الاعلامي، وقالت: "إن منطقة الشوف عرفت كيف تحافظ على طبيعتها وتراثها وتاريخها "، وقدّمت شرحاً عن تاريخ قصر المير أمين وعن محترف عساف ومحمية أرز الشوف. وأكدت "الإستمرار في بذل الجهود اللازمة لحماية البيئة في المنطقة", مشددة على " أهمية دور الإعلام في الإضاءة على النجاحات التي تحققت في هذا المجال" قبل أن تدعو الاعلاميين الى تناول الفطور في القصر بمشاركتها.
وردّ رئيس نادي الصحافة بسام ابو زيد شاكراً السيدة نورا جنبلاط على استضافتها وعلى التعاون مع نادي الصحافة لاتمام هذه الخطوة البيئية في منطقة الشوف، وأعلن عن وضع امكانات نادي الصحافة بتصرّف لجنة محمية الشوف لابراز أهمية هذه المحمية والاضاءة على التراث في المنطقة ومن ضمنه قصر المير أمين.
ثم إنتقل الوفد الإعلامي إلى محترف عساف حيث اطلعوا من أصحابه على فن النحت وجالوا في أرجاء المتحف واطلعوا على عدد كبير من المنحوتات الصخرية لشخصيات لبنانية وعالمية كما تعرّفوا الى أنواع كثيرة من النباتات الطبيعية التي يتم الاعتناء بها في المحترف.
ثم كانت المحطة الثالثة في محمية أرز الشوف التي إستهلّت بزرع شجرة أرز باسم نادي الصحافة ومؤسسه الإعلامي يوسف الحويك الذي تصادف بعد أيام قليلة الذكرى السنوية الأولى لرحيله، تبعها جولة في أرجاء المحمية شارك فيها الى أعضاء نادي الصحافة والمحمية والريّس رؤساء بلديات الباروك ايلي نخلة والورهانية سمير غانم وبتلون مروان قيس قبل أن يختتم النهار بغداء قروي في cezar’s guesthouse في الباروك الذي قدّم صاحبه مجموعة من منتوجات المحمية للوفد الاعلامي.
وقد عبّر الإعلاميون عن إعجابهم بطبيعة الشوف وبيئته والحفاظ عليها واثنوا على الجهود المبذولة بهذا الإطار وعلى حسن الضيافة والكرم من اهل الجبل.
وفي ختام الجولة كانت كلمة مقتضبة لمفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس أعلن فيها " أن هذه الجولة هي رسالة لجميع المعنيين أنه متى توافرت الإرادة السياسية بالإمكان الحفاظ على البيئة والطبيعة وإبعاد التشوّه العمراني والتلوث عنها "، مؤكداً " أن سياسة الحفاظ على البيئة التي انتهجت في الشوف مستمرة وتحوّلت إلى رؤية مستدامة وسيتم الحفاظ عليها وذلك بتوجيه من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط".
وفي رسالة الى المشاركين في الرحلة البيئية السياحية أعدّها بشكل مشترك كل من مدير محمية أرز الشوف نزار هاني ومفوض نادي الصحافة لدى الحكومة سعد الياس تمّ الترحيب بالوفد الاعلامي في ربوع منطقة الشوف " هذه المنطقة التي تشكل قلب الجبل اللبناني ومقلع التاريخ القديم والحديث والتي تضمّ أبرز الصروح الرئاسية والتاريخية وأبرز الآثار والغابات والأنهر ".
وجاء في الرسالة: "لقد حافظت منطقة الشوف بنسبة كبيرة على تنوّعها البيولوجي وعلى بساطها الاخضر على الرغم من ألسنة الحرائق التي ضربت مساحات خضراء واسعة من منطقة الجبل وذلك بفضل سياسة رؤيوية بعيدة المدى عملت من اجل حماية البيئة والثروات الطبيعية والحفاظ على قمم الجبال والحد من الامتداد العمراني العشوائي الذي أتى على مساحات خضراء في عدد من المناطق اللبنانية.
وإن محمية أرز الشوف التي تزورونها اليوم تُعد من أكبر المحميات الطبيعية ال 15 الموجودة في لبنان، فهي تشكل 80% من المناطق المحمية فيها. مساحتها حوالي 550 كيلومتر مربع، بطول 50 كم وعرض 11 كم، ويتراوح ارتفاعها بين 1200 متر و1984 متراً. يقع 70% منها في منطقة الشوف و 30% في البقاع الغربي.
تشرف محمية أرز الشوف على سهل البقاع وبحيرة القرعون، وتتكوّن من ثلاث غابات من الأرز (معاصر الشوف والباروك وعين زحلتا- بمهريه)، تم زراعة جزء منها في الستينات في محاولة مكثفة لإعادة تشجيرها. وتعتبر هذه المحمية الواقعة على طريق هجرة الطيور العابرة للقارات، موقعاً ملائماً لحماية الثدييات الكبيرة مثل الذئب والوشق.
تُعد محمية أرز الشوف حالياً من أهم معالم السياحة البيئية والريفية نظراً لما تحتضنه من ثروات طبيعية متنوعة تشكّل مرتعاً سياحياً وعلمياً ورياضياً لجميع شرائح الزوّار والمهتمين بالسياحة والتوعية البيئية والتنمية الريفية والابحاث العلمية، وهي تستقبل سنوياً عشرات الآلاف من الزوار من محبي الطبيعة وممارسي النشاطات المتنوعة المتاحة كالمشي في الممرات داخل الغابات، والتعرف الى النباتات والاشجار ومراقبة الطيور والحيوانات أو مراقبة النجوم ليلاً، والتمتع بمنظر بانورامي للريف وللقرى الهانئة ولسهل البقاع ".