أكّد وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن، خلال مشاركته في مؤتمر "آفاق الاستثمار في مرحلة إعادة إعمار سوريا" أنّ "مرحلة إعادة الإعمار في سوريا تزيد واقعية في ظلّ فرض الجيش السوري سيطرته على معظم الجغرافية السورية".
وتحدّث الوزير الحاج حسن خلال افتتاح المؤتمر الذي تنظّمه مؤسسة الباشق عن "آفاق الاستثمار بمرحلة اعادة الاعمار في سوريا" في فندق هيلتون الحبتور بمشاركة رجال أعمال وصناعين ومقاولين لبنانيين وتمثيل دبلوماسي واسع من لبنان، الأردن، اليمن، روسيا، إيران، إيطاليا، البرازيل، إندونيسيا، الباكستان، الفلبين، الهند، بلغاريا واليونان، تحدّث عن المؤامرة الدولية التي حيكت ضد لبنان وسوريا والعراق وفلسطين قبل سبع سنوات تحت عنوان الربيع العربي. وسأل:" وهل يمكن أن يأتي الربيع من الارهاب والتكفير؟". وكشف ما سخّر لهذه المؤامرة من امكانات مالية وعسكرية وسياسية وديبلوماسية بهدف ضرب ما تبقّى من امكانات وقدرات وتصميم للوقوف بوجه صفقة القرن التي لاحت منذ فترة. لكن سوريا والعراق وايران ولبنان صمدوا الى جانب دول حليفة في مقدّمها روسيا والصين. وكان لنا نحن المقاومة شرف المشاركة في الدفاع والقتال في سوريا عن ايمان وقناعة
وقال:" بعد سبع سنوات من الصمود، نشهد اليوم المزيد من الانتصارات واستعادة الارض الى كنف الدولة."
وأضاف:" وبتنا اليوم في مرحلة اعادة اعمار سوريا التي هي واقعة وضرورة وحاجة لسوريا ولنا ولدول المنطقة. فلبنان تأثّر كثيراً من الحرب التي وقعت في سوريا. وندعو جميع اللبنانيين ورجال الأعمال والتجار والصناعيين والمقاولين الى ادراك ان اعادة اعمار سوريا هي ضرورة قومية عربية والمشاركة فيها هي مصلحة لبنانية كما عملية اعادة النازحين الى بلدهم. وسيكون لبنان في قلب عملية اعادة اعمار سوريا.
نحن بلدان جاران وشقيقان وبيننا قواسم مشتركة كثيرة ومدعوون لكي نكون شركاء حقيقيين في المصالح المشتركة."
واكد الوزير الحاج حسن أن قرار اعمار سوريا هو قرار سيادي سوري بالدرجة الأولى، مشيراً الى الخبرات والقدرات اللبنانية التي تجلّت في اعمار لبنان بعد الدمار الذي ألحقه العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006.
وكشف عدم وجود رأي سياسي لبناني واحد وموحّد حول كيفية مقاربة قضية التعاطي مع سوريا. لا بل هناك انقسام حول هذه العلاقة. ولكن لا بدّ من القول إننا كلبنانيين نريد أفضل العلاقات مع سوريا. والفريق اللبناني غير المقتنع بذلك سيغيّر موقفه ويقتنع بذلك مع الوقت. وبالانتظار، يجب اقامة حوار اقتصادي على أسس عدّة منها تأمين التنافس التجاري والتبادلي المتكافىء ايماناً منا بحرصنا على العلاقات المتينة وبتفعيل الاتفاقات الاقتصادية بما يخدم مصلحة بلدينا."
الى ذلك، ألقى المدير العام لمؤسسة الباشق تامر ياغي كلمة جاء فيها:" إنها السنة الرابعة على تنظيم مؤتمر اعادة اعمار سوريا في لبنان. ونعتبره فرصة لاعادة تفعيل العلاقات الاقتصادية بين لبنان وسوريا ولاطلاع رجال الأعمال السوريين المقيمين في لبنان ورجال الأعمال اللبنانيين على التطوّرات والفرص الواعدة في سوريا، حيث يشارك في المؤتمرات والمعارض التي ستقام في سوريا في الفترة المقبلة رجال أعمال من روسيا والصين والعراق والاردن وغيرها من البلدان الآسيوية والاوروبية. لقد بسطت سوريا سيطرتها على نحو 70 الى 75% من مساحتها. ونعوّل على العلاقات المميّزة بين لبنان وسوريا ونسعى الى اعادة التواصل وربط هذا الشريان الحيوي. ونتطلع الى المشاركة اللبنانية الفعالة والقوية في اعادة اعمار سوريا. ونحن نحتاج الى خبرات لبنانية نفّذت مشاريع ضخمة في عدد من البلدان. ونؤكد ان اللبناني يعامل في سوريا كما يعامل المواطن السوري ويحق له الاستثمار والتملّك وغيرها من الحقوق."
بدوره، شدد الامين العام لجمعية الصناعيين اللبنانيين الدكتور خليل شري على ان دور لبنان في اعمار سوريا واجب وضروة، فضلاً عن اعادة اعمار الوطن العربي.
وقال:" لقد أثبت السوريون انهم على مستوى التحديات الكبيرة التي واجهتهم في السنوات الماضية. ويمكن للبنان ان يضطلع بدور مهم في الاعمار كونه صلة وصل كما يمكن الاتّكال على القدرات والمؤهلات البشرية اللبنانية التي تمتلك المواهب والخبرات والعلم والقدرة على التنفيذ."
هذا الحدث الذي تمت مواكبته بتغطية من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية تخللته ورشة عمل تناولت موضوع "التشريعات والقوانين السورية الخاصة بإعادة الإعمار" و"الدور المرتقب للبنان في مرحلة إعادة الإعمار لاسيما في القطاع الصناعي والمصرفي" و"الفرص الاستثمارية المتاحة بالتركيز على مشروع ماروتا ستي" العائد لشركة دمشق الشام القابضة لرجال الأعمال المغتربين السوريين واللبنانيين والأصدقاء.
وفي هذا الإطار أوضح المدير التنفيذي لشركة دمشق الشام القابضة نصوح النابلسي إلى أن الفرصة متاحة للمستثمرين اللبنانيين للإستثمار في مشروع ماروتا ستي الذي يحتوي الكثير من الاستثمارات الضخمة، وشدد على وجود تشجيعات خاصة تقدمها الحكومة السورية لتحريك عجلة اعادة الاستثمار في سوريا.
إشارة إلى أن وجود فريق مؤسسة الباشق في بيروت، يشكل محطة هامة جداً في إطار الحملة الترويجية والتسويقية لمعرض إعادة إعمار سوريا بنسخته الرابعة "عمّرها 4" لعام 2018 من 2 إلى 6 تشرين الأول على أرض مدينة المعارض والمؤتمرات الدولية على طريق مطار دمشق الدولي، برعاية رئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس.