على الرغم من الجودة التي تتميز بها البضائع الصينية في الأسواق العالمية، غير أن رواج المُقلّدين في سوق التجارة الإلكترونية جعل من عبارة "صنع في الصين" دليلاً على عدم جودة المنتج، أو عدم مطابقته للمواصفات المعروضة على أقل تقدير.
هذه الأسباب وغيرها دفعت الحكومة الصينية إلى شن حملة كبيرة بدأتها منذ مطلع العام الجاري، ضد جميع البضائع المقلدة، وغير الخاضعة للمواصفات القياسية الصينية، ولاسيما المعروض منها على أسواق التجارة الإلكترونية.
ولم تتوقع السلطات الصينية أن يكون أحد أكبر متاجرها الإلكترونية المعروف باسم بيندودو "pinduoduo"، هو أكبر المروجين لهذه البضائع على المستوى العالمي وفي الصين، وهو ما دفعها إلى التحفظ على مخازن الموقع في الصين.
ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن سلسلة تقاريرها الاستقصائية التي قدمتها الصحيفة للسلطات الصينية، في تموز الجاري، ساهمت بشكل فاعل في الحملة التي تجريها الحكومة الصينية ضد البضائع المُقلّدة والرديئة غير الخاضعة للمواصفات، التي رصدت الصحيفة العديد منها داخل الولايات المتحدة وخارجها.
ووجد فريق "نيويورك تايمز" الاستقصائي عيوباً في الأجهزة والألعاب الإلكترونية التي طلبها من موقع "بيندودو"، تمثلت برداءة المواد التصنيعية، والمدة التشغيلية لهذه الأجهزة.
في حين لفت الفريق النظر إلى أن هذه البضائع تم عرضها بأسعار مساوية لسعر إرسالها، وبعد وصولها تواصل الفريق مع خدمة الزبائن لإعادتها، لتعرض عليهم بدورها إعادة المنتج مع كتابة العنوان باللغة الصينية، وتحمل تكاليف إعادة المنتج، وهو ما حدا بالمستخدمين إلى رمي البضائع في سلة المهملات.
وأدى ورود اسم "بيندودو" في تحقيقات مكافحة البضائع المُقلدة، إلى رفع عدد الدعاوى القضائية ضد الشركة، وكشف العديد من السلبيات التي رصدها مستخدمو الموقع بآسيا، ولاسيما فيما يتعلق بقسم المواد الغذائية والفواكه والخضار الخاص بالموقع، حيث أكد عدد كبير من المستخدمين وصولها تالفة إلى منازلهم، على الرغم من وصولها بعد ساعات من طلبها.
من جهتها ردت الشركة على هذه المزاعم بأنها أخطاء عمل تخالف سياستها، وهو ما خالفها فيه سوق الأسهم الذي شهد انخفاضاً كبيراً، بعد الإعلان عن وجود نسب كبيرة من البضائع المقلدة والرديئة في مخازن "بيندودو".
وجدير بالذكر أن "بيندودو" من الشركات الناشئة التي تم تأسيسها عام 2015 على يد رجل الاعمال الصيني "كولن هوانغ" أحد مؤسسي "غوغل"، حيث تمكنت الشركة من تحقيق تفاعل كبير وصل إلى 55 مليون مستخدم في اليوم الواحد، لتصل قيمتها حالياً إلى 24 مليار دولار اميركي.
(الخليج أونلاين)