ثورة على التقليد والتصاميم المتشابهة الى حدّ كبير أعلنها المصمم اللبناني كريستيان معوض، عائداً بالتاريخ الى حقبة العثمانيين ومستخرجاً منها الكثير من الاناقة والابداع.
هو ابن عائلة طرابلسية عشقت تصميم الأزياء، على ما يقول لموقع "لبنان 24"، والده احترف المهنة، وهو تربى بين الابرة والخيط والمقص، ورسم طريقه في عالم الموضة مستمزجاً حضارات كثيرة وابداعات خلاقة في هذا المجال، ليكون متميزاً ويعطي المرأة حقها ويبرز جمالها.
دراسته الباريسية في عالم الموضة، دفعته باتجاه الابتعاد عن التصاميم الراقية (haute couture) والتوجه الى تصميم القفطان ليرسم بذلك خطاً مميزاً له في لبنان، في مسعى لكي يعطي للمرأة اللبنانية اسلوبها الخاص لتكون مميزة في اطلالتها.
معوض الذي يضع جملة المصمم العالمي ايف سان لوران "سموم الموضة تقتل المرأة" نصب أعينه في العمل الذي يقوم به، أشار الى الساحة اللبنانية كانت تفتقد في كثير من الأحيان الى التنوع ومن هنا كان لجوءه الى تصميم الاثاث المنزلي لا سيّما الكراسي، والتي كان تصميمها يرتكز على الموضة، وقد لاقت رواجاً كبيراً في العالم والعالم العربي، وفي لبنان أيضاً.
هذا الرواج الكبير دفعني الى الاستفادة من هذه الاقمشة في تصميم الملابس، ومن هنا كان اللجوء الى تصميم القفطان، التراث المتحضر، الذي ورثناه عن الحقبة العثمانية، والذي بات في أيامنا هذه نوعاً من الموضة، التي تجذب العديد من النساء المتميزات والذي يون مناسباً لأي مناسبة قد تكون السيدة مدعوة اليها.
معوض الذي لم يستغرب عدم انجذاب الشابات الى هذا النوع من الملابس، اعتبر أن هذا الأمر يعود الى أنهن يتمسكن بالنظرة السلبية الى هذه القطعة التقليدية الشرقية، الاّ أنه أشار الى ان تصميمه للقفطان جاء بطريقة مميزة، مختلفة عن الطريقة السابقة، ما أعطى نوعاً من الثورة في هذا المجال، وهذه الثورة نالت اعجاب الفئة الشابة، لأنها نوعاً من التحدي التي أعادت موضة القفطان الى الساحة اللبنانية.
ورداً على سؤال حول الالوان والاقمشة والتطريزات المستعملة، لفت الى أن الاقمشة، ذات الطابع التراثي، تحتوي على الالوان المطلوبة، وفيها الكثير من الجمالية والتطريز، الاّ أنه أضاف تطريز البريم ليعطي لكل قطعة شيئاً منه، ويضع امضاءه الخاص عليها، بعيداً عن الأسلوب التقليدي في تطريز القفطان.
وعن أبرز خطوط الموضة لصيف الـ2018، لفت معوض الى أننا في العالم العربي، نتقيد الى حدّ كبير بخطوط الموضة المستوردة من الغرب، الاّ أن الموضة بالنسبة لمعوض هي أبعد من ذلك بكثير، فهي تعود الى المرأة وما يليق بها ويظهرها أنيقة ومختلة عن غيرها من حيث اطلالتها بشكل عام، مع مراعاة بعض الاقمشة والقصات التي تكون معتمدة في أوروبا.
وأكد ضرورة ان تكون المرأة متحررة دوماً في اختيارها لملابسها بعيداً عن الطرق التقليدية في اختيار ملابسها، بل اللجوء الى اعتماد بصمة خاصة فيها في اطلالتها وطريقة ارتدائها لملابسها حتى لو لم تكن على الموضة.
وتوجه معوض الى المرأة قائلا: يجب أن تكوني دوماً متميزة، وأن تختاري ما يليق بك ويعطيك اطلالة رائعة، من الشعر الى الملابس والاكسسوارات، والابتعاد عن الموضة اذا كانت لا تليق بك.