كل طفل لديه موهبة يمكن استكشافها بالأشياء التي تلفت انتباهه، وتلك التي لا تعجبه، وكلّما زادت ملاحظتك لطفلك أثناء لعبه، زادت فرصة تقييم وتشخيص موهبته بصورة أكثر فاعليّة.
الخبيرة التربوية وكاتبة قصص الأطفال ضحى خصاونة توضّح لكِ: كيف تكتشفين موهبة طفلكِ منذ الصغر؟ وكيف تعملين على تنميتها وصقلها؟
بدايةً، تذكر التربوية ضحى المواهب التي يمكن اكتشافها في الطفل، وهي: "الرسم، الغناء، القدرة على المناظرة، الرياضة بأنواعها"، أو يمكن تصنيفها وفقًا لأنواع الذكاء، كما جاءت وفق فلسفة غاردنر وهي:
"الذّكاء اللّغوي، الذّكاء الحسابي المنطقي، الذكاء الإدراكي المحيطي،الاجتماعي، الحركي والجسدي، التحليلي النفسي، والذّكاء الموسيقي".
ميل الطفل لإحدى المواهب
تلاحظ الأم عن طريق الأسئلة التي يوجهها الطّفل أين تتركّز اهتماماته أكثر، كذلك الأنشطة التي يُبدي الطّفل الميل نحوها، والنّشاط الذي يرتاح عند عمله و تطبيقه، وكذلك الأنشطة الني تُثير استكشافه أكثر، فهذه كلها إشارات تستطيع الأمّ ملاحظتها والسّير نحوها لصقل مواهب طفلها، وبالطّبع لن ننكر ملاحظة الآباء لهم أيضًا على الصّعيد الآخر.
صقل وتنمية موهبة الطفل
عملية صقل الموهبة تعدّ المرحلة الثالثة، بعد عمليتي الملاحظة والتقييم التّشخيصي للموهبة، فإذا كانت متعلّقة بالرسّم، على الأم توفير الأدوات من ألوان وأوراق وأقلام، ودمج طفلها مع الآخرين في دروس الرّسم، لتصقل الموهبة مع المبادئ الصّحيحة.
أما إذا كانت لغويّة يتمّ صقلها عن طريقة قراءة القصص بصوت عالٍ، وكذلك بتوفير مجموعات قصصيّة، وعلى هذا المنوال فكلّ موهبة تحتاج إلى توفير الأدوات المناسبة لصقلها.
المرحلة العمرية التي يتم خلالها اكتشاف الموهبة
من عمر سنة، وأحياناً عند دخول المدرسة، أو الجامعة، أو بعد ذلك، وهذا يعود إلى عدّة عوامل من أهمّها: البيئة الأسريّة، وكذلك العوامل الوراثيّة، ولكن كما ذكرنا سابقًا المهم دور الآباء والأمهات لملاحظة أطفالهم من أجل معرفة ذلك، وأيضًا قضاء الوقت النوعي للاستكشاف وإثارة فضول الأطفال.
لذا لا يوجد عمر محدّد، لأن الطّفل حينما يكبر ربما يكون هو مكتشف موهبته في حال انخراطه بمن حوله في المجتمع.
أهمية التعاون بين الأم والمدرسة
يتمّ التّعاون بين الآباء والأمهات، عن طريق الاستفادة من الأنشطة اللّامنهجيّة لدمج الطّفل وصقل موهبته، أو اكتشافها وتمييزها عن طريق المعلمين والمعلمات في حال واجه الآباء والأمهات الصعوبة في اكتشافها.
وكذلك ممكن عمل اختبارات ذكاء بالتعاون مع المدرسة، وأيضًا الاستفادة من المرشدة المدرسيّة لعمل خطط لتطوير وبناء شخصيّة الطفل.
تأثير الموهبة في بناء شخصية الطفل
نعم، تؤثّر الموهبة في بناء شخصية الطفل، والعلاقة طردية، فكلما عرف الآباء والأمهات اتجاه بوصلة موهبة أطفالهم، زاد ذلك من بناء شخصيّتهم وثقتهم بذاتهم أكثر، للقدرة على التّعامل مع الآخرين بالصّورة الصحيحة، وكذلك القدرة على مواجهة مصاعب الحياة.
نصيحة للأم
يجب أن تقضي الأم الوقت النوعيّ لمعرفة مفتاح طفلها، واحذري من مقارنته بالآخرين، فما عليكِ سوى فهمه والاستماع إليه.
(فوشيا)