تمتاز المرأة بالقدرة على التأقلم مع مختلف الظروف مهما بلغت صعوبتها، وذلك نظراً لطبيعة شخصيتها.
ولا بد أن العمل قد يشكل أحد أقسى الظروف التي على المرأة مواجهتها، خصوصاً إن كانت الوظيفة لا تتناسب مع مؤهلاتها وخبراتها، وعليها تحمُّلها نتيجة التزامات معينة.
الكاتب الصحفي والأكاديمي الدكتور بلال السكارنة تحدث عن قدرة المرأة على التأقلم مع ظروف عملها وبيتها، بصورة تثبت مدى نجاحها في رعاية زوجها وأسرتها وأولادها في آنٍ واحد، وبقدرات تفوق قدراتها الذاتية؛ ما يجعلها أكثر ذكاءً في التأقلم مع أي أجواء، وإن كانت غير مناسبة.
لماذا عليك القبول بظرف العمل؟
إن سعي المرأة لإثبات وجودها في سوق العمل، بغرض الكسب المالي الذي يمكّنها من الإنفاق على نفسها، وتمكينها بدلاً من الجلوس بلا عمل وهدف، يضطرها للتأقلم والتعايش مع ظرف وظيفتها لكونها المتاحة أمامها، كما رأى السكارنة.
ونصح المرأة القادرة على العمل بأن تعمل مهما كانت الأجواء؛ لأن تحقيق الهدف يمرّ دائماً بمراحل عديدة من الصبر والمثابرة والوقت الطويل، بدلاً من التقوقع على نفسها والهروب؛ فالعمل في وظيفة تتوافق مع خبراتها ومؤهلاتها، يتطلب منها الانتظار مدة طويلة، وقد لا تأتي.
ظروف عملها فاقت الحدّ.. ما الحل؟
حلول عديدة ومتنوعة ذكرها السكارنة، تعتمد على نوع الإحراجات التي تتعرض لها في وظيفتها، كالمبادرة بتقديم شكوى للمسؤول بحق المسيء لها، وهذا أحد الحلول.
ولكونها الأقدر على تقدير الظرف الذي تمر به، لها مثلاً طلب نقلها من مكانها، إذا كان الإحراج عادياً وغير مؤذٍ، وإن لم يتحقق ذلك، لها التغاضي عن سلوكيات زملائها بما لا يؤثر على نفسيتها وينعكس على أدائها كحل آخر.
وختم حديثه بالقول إن "القاعدة الثابتة في العديد من الوظائف تطلب من المرؤوس أن يمتص غضب رئيسه، لطالما لا يقصد الإحراج والمساس به وبتصرفاته الشخصية".
وطالبها السكارنة بضرورة استيعاب الموقف والتعامل معه بإيجابية انطلاقاً من الحرص على وظيفتها والإبقاء عليها على أن لا يمسّها بشكل شخصي.
(فوشيا)