كشف علماء في جامعة كاليفورنيا في بيركلي عن أداة الحمض النووي الثورية التي يمكنها أن تساعد في جعل الإنسانية أقرب إلى الحياة الأبدية.
ويقدم الجهاز المطور تقنية جديدة، تجعل من الأرخص والأسهل تركيب الجينات بين عشية وضحاها، وهي عملية تستغرق عادة عدة أيام.
ويقول العلماء إن النظام الجديد أكثر دقة من الطرق الحالية، ما يسمح للباحثين ببناء خيوط الحمض النووي حتى 10 مرات أطول من التكنولوجيا الحالية. كما يمكن لهذه التقنية أن تساعد العلماء الذين يعملون على إبطاء عملية الشيخوخة، عن طريق التلاعب في جزيء رئيسي يسمى "تيلوميراز"، يُعتقد أنه يصلح الأخطاء في الحمض النووي.
وأوضحوا أيضا أن ابتكارهم يمكن أن يؤدي إلى تطوير "طابعات الحمض النووي" في مختبرات الأبحاث التي تعمل مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد في العديد من ورش العمل الحديثة.
وقال دان أرلو، طالب الدراسات العليا بجامعة كاليفورنيا: "إذا كنت مهندسا ميكانيكا، فمن الجيد أن يكون لديك طابعة ثلاثية الأبعاد في متجرك يمكنها طباعة جزء معين خلال الليل، حتى تتمكن من اختباره في صباح اليوم التالي. وإذا كنت باحثا أو مهندسا بيولوجيا ولديك أداة تعمل على تبسيط توليفة الحمض النووي (طابعة DNA)، يمكنك اختبار أفكارك بسرعة وتجربة المزيد من الأفكار الجديدة. أعتقد أنه سيؤدي إلى الكثير من الابتكار".
وتعتمد الطريقة الجديدة على "نهج القوة الشديدة" الذي يستخدم الجزيئات التي تتشكل بشكل طبيعي في الجسم. كما تستند إلى الأنزيمات، وهي بروتينات صغيرة تستخدمها أجسادنا لتسريع التفاعلات الكيميائية، لربط كل قطعة جديدة من الحمض النووي فعليا بالتسلسل. ثم يتم قطع كل إنزيم من التسلسل والتخلص منه في عملية تسمح للباحثين بإنشاء فروع مفردة من الحمض النووي تصل إلى 2000 قاعدة طويلة.
وعادة، يجب على العلماء أن يطلبوا جينات من مختبر خاص يتقاضى ما يزيد عن 300 دولار لكل جين، في عملية تستغرق أسبوعين للوصول إلى المتلقين.
وقال فريق بيركلي إن التقنية المطورة يمكن أن تركب يوما ما جينات جديدة كاملة طوال الليل، مقابل تكلفة قليلة.
ويعتقد العلماء أن الإنزيمات مفتاح تحسين دقة التقنيات الحالية لأن الجسم يستخدمها لبناء الشيفرة الوراثية الخاصة. كما يمكن لهذه الطريقة، التي تم تفصيلها في مجلة Nature Biotechnology، أن تجعل من الأرخص والأسهل على البيولوجيين اكتشاف علاجات جديدة للأمراض.
(ديلي ميل)