عند استعمال طابعات الليزر الملونة في المنزل أو العمل، يتعين على المستخدم أن يعرف أن كل مطبوعة تتضمن بصمة رقمية يمكن من خلالها تحديد هوية الطابعة، وصاحبها في حالة الشك.
وطور الباحثون في جامعة دريسدن التقنية برنامجاً للعثور على مثل هذه البصمات الرقمية في المستندات المطبوعة تلقائياً، إضافةً إلى إمكانية فك شفرة المعلومات، التي كتبتها الطابعة في المستندات المطبوعة، وفحص الخبراء الألمان 1286 صفحة مطبوعة من 141 طابعة من 18 شركة مختلفة.
وتشتمل البصمة الرقمية على معلومات مثل الرقم المسلسل للطابعة وطرازها، وتاريخ الطباعة أو وقتها، وتضع طابعات الليزر الملونة هذه المعلومات وغيرها في كل مستند مطبوع بواسطة نماذج مكون من نقاط صفراء صغيرة (نقاط التتبع)، يصعب التعرف عليها بالعين المجردة، وعن طريق هذه المعلومات يمكن تتبع المطبوعات وتحديد هوية الشخص المعني في حالة الشك.
ولا توثق نقاط التتبع في أي دليل للطابعة، وتظل النقاط موجودة على المطبوعات لمدة لا تقل عن 15 عاماً، ولم تقدم الشركات المنتجة للطابعات أي معلومات للباحثين عن الهدف من نقاط التتبع أو الغرض من استعمالها، غير أن العلماء يعتقدون أن نقاط التتبع تساعد على كشف الجرائم مثل المستندات السرية المسروقة، أوالاحتيال في مجال التأمين، أو تزويد الشهادات أو حتى طباعة الأموال المزيفة.
ويهدف الباحثون الألمان من خلال عملهم إلى توضيح نقاط التتبع وعمليات المراقبة المحتملة، ولذلك فإن البرنامج، الذي طوره الخبراء الألمان، يمنح الشخص، الذي يرغب في التعبير عن نفسه بحرية، إمكانية تدمير نماذج التتبع في طابعات الليزر الملونة بإضافة نقاط، تجعل هذه النماذج غير قابلة للقراءة.
ويمكن للخبراء حالياً تنزيل البرنامج، الذي يُحلل المستندات الممسوحة ضوئياً من طابعات الليزر الملونة، وبالنسبة للمستخدم العادي فإنه من المقرر إطلاق واجهة مستخدم قريباً، إضافةً إلى التخطيط لتطوير تطبيق ويب، يُحمل المستخدم من خلاله المستندات الممسوحة ضوئياً في متصفح الويب، ويعالجها وينظفها وبعد ذلك إعادة تنزيلها مرة أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن اكتشاف نقاط التتبع بواسطة معهد الأبحاث الألماني للذكاء الاصطناعي يعود إلى 2005 في العاصمة الألمانية برلين، وفي تلك الفترة كان يتم التعرف على النماذج عن طريق مقارنات الصور يدوياً، وأكد الباحثون الألمان في جامعة دريسدن التقنية على أنه اكتشفوا نماذج تشفير جديدة.
(د.ب.أ)