على مدى اعوام طوال احتشدت المطاعم بافطارات مؤسسات طرابلس والشمال الخيرية والكشفية والمياتم والمؤسسات ذات الطابع التطوعي ، ومع بداية التسعينات اشتهرت مطاعم منتجعي الناعورة والبالما ، وذلك قبل ان يصبح ل"ابو النواس" قاعة رحبة ، الى ان لجأت جميعات ذات انتماء سياسي كمستوصفات الكرامة ومؤسسات العزم ( منتدى المعلمين ومنتديات الموظين والعمال وغيرهم) الى اقامة افطاراتها السنوية في قاعات معرض رشيد كرامي الدولي مستعينة بفرق مطاعم معروفة في طرابلس كالبقار ابو فيصل وابو علي وقصر الحلو والشاطر حسن.
ونتطرق الى هذا الامر للدلالة على ان مطاعم طرابلس لعبت دورا مهما في يوميات المدينة وفي اقامة افطاراتها الرمضانية وإحياء مناسباتها اذ انها، إما استضافت الاحتفالات واللقاءات ، او انها ساهمت فيها اذا ما اقيمت في منازل اصحاب الدعوة او في ساحات عامة او خاصة ، وقد جاء ذلك استمرارا لتقليد سياسي قديم يعود لايام الرئيس رشيد كرامي الذي اعتاد على رعاية لقاءات واحتفالات وافطارات في مطعم الشاطيء الفضي عند شاطيء الميناء لجهة جزيرة عبد الوهاب وكان الموج يفقش عند حافة المطعم قبل ان يحدث عبد القادر بيك علم الدين الطريق الدائري التاريخي في الميناء ويصبح حديث الناس من اقصى لبنان الى اقصاه ويتحول الى مقصد الناس ومضرب المثل.
وقف رشيد كرامي مرارا في تلك القاعة موجها رسائله وحكمته السياسية ولم يساجل احدا قط الا في اخر حياته حيث كانت التباينات بينه وبين بعض الجبهات السياسية اللبنانية مشتعلة. وكان رمضان يستهوي رشيد افندي فيحضر ليحيط به في خلال اللقاءات وصورها دلالة عليها رئيس بلدية طرابلس عشير افندي الداية والمفتي الشيخ نديم الجسر فالمفتي الشيخ طه الصابونجي والراحل الكبير الشيخ صبحي الصالح والرئيس الشيخ ناصر الصالح .
تلك قاعة لها ميزات سياسية طبعت طرابلس وجزءا من تاريخها.