Advertisement

Lebanon 24
A-
A+
عدّل هذا الخبر
Messenger
A+
A-
Messenger

كتب رئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان، سماحة الدكتور سالم الرافعي، لـ "لبنان 24":
 

   قال تعالى يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"

Advertisement
فالآية الكريمة بينت أن الغاية المنشودة من وراء الصيام هي تربية الناس على تقوى الله تعالى.
ولكن كيف يكون الصيام وسيلة لتربية الناس على التقوى؟

  والجواب أن أكثر ما يصرف الناس عن طريق التقوى هو اتباعهم لشهوات النفس، فإذا استطاع الانسان أن يكبح جماح نفسه عن شهواتها صار في عداد الأتقياء. والصوم أعظم وسيلة لكبح جماح النفس عن الاسترسال وراء شهواتها، لأن أصل الشهوات هي شهوة البطن، فإذا كبح الانسان هذه الشهوة فقد صار متمكنا من كبح سائر الشهوات.
 وأما أن أصل الشهوات هي شهوة البطن، فلأن  الانسان إذا شبع وأتخم مالت نفسه بعد التخمة الى شهوة الفرج، ومن هنا نفهم وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشاب الذي لا  يستطيع الزواج بالصيام، لأن الجوع يكسر عنده شهوة الفرج والشبع يزيد في ايقادها.

  والانسان اذا تملى من شهوة البطن والفرج تاقت نفسه الى شهوة أخرى وهي شهوة جمع المال، إذ بالمال تدوم له هاتان الشهوتان.
  ثم إذا تملى من شهوة المال تاقت نفسه الى شهوة الجاه، لأن الجاه يحفظ عليه ماله وينميه الى جانب ما في الجاه من  إشباع شهوة العظمة والغرور  عند الانسان.
  اذا الصوم هو أعظم وسيلة لكبح شهوة البطن التي هي أصل الشهوات ومنبعها.
وبقي السؤال: كيف يكبح الصوم شهوة البطن؟

لأن الصوم يحدد للانسان وقت طعامه بحيث لا  يتقدم عنه، كما يحدد قدر طعامه بحيث لا يزيد فيه، فيضبط عنده استرساله بالأكل متى وكيف شاء.
وإذا تعودت النفس على عدم التوسع في المآكل والمشارب انتفت عندها التخمة التي توقد  أوار سائر الشهوات.
فالصيام مدرسة تعلم الناس  ضبط شهوة البطن التي اذا ضبطت، ضبطت معها سائر الشهوات.
ومن هنا ذم الاسلام التخمة لأنها تفتح الباب واسعا لسائر الشهوات.

  فقد روى الترمذي وحسنه عن  المقدام بن معد يكرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ماملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن، بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" )، فترك التملي من الطعام  يوجب انكسار النفس وضعف داعي الهوى، كما يولد رقة في القلب وقوّة في الفهم الى جانب فوائده في صحة الجسد وعافيته، وأما التخمة فتوجب عكس ذلك كله.

 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك