حاولت الصحافة المحلية على مدى سنوات ما بعد الحرب اللبنانية أن تستمد من ميزات طرابلس سببا للبقاء وان تواكب المواسم أعيادا وصوما (رمضان وأيام الصوم المسيحية) فلم تسقط لا تلك المطبوعة التي تعود لمسيحي ولا الأخرى التي تعود لمسلم رسائل المطارنة وزياحاتهم وقداديسهم ولا ظاهرة الزامبو التي اجتهد كل من المؤرخ الكبير دكتور عمر تدمري والدكتور جان توما في كل موسم في شرحها ، والتأكيد انه لم يحصل يوما في تاريخ ميناء طرابلس أن كانت مأوى أو مستقرا للهنود وليتكرر الكلام كل عام معها ومع صورها .
وكذلك سعت صحف طرابلس لإعطاء أنشطة أقيمت في طرابلس والميناء حقها من الاهتمام والمتابعة أكثر مما كانت تقوم به صحف العاصمة، التي ، وان نشرت عن رمضان في طرابلس او اي عيد لفعلت ضمن لعبة المساحات والتنفيذ المنضبط الأمر الذي لاقته صحف طرابلس باهتمام بديهي ونشر الصفحات التي تتضمن تفاصيل مرضية عن رمضان وخصاله وعاداته وعباداته وما يقلد به أهلها اليوم أهل الامس أو ما خرجوا به عليهم .
ويحدث انه مع تطور الأزمنة وهمة الجمعيات والمؤسسات والأشخاص في المجتمع الطرابلسي، تترك كل مؤسسة وراءها ذاكرة، كما حصل مع من سبق . وفي كتاب الذكريات القريبة ما قام به "مركز العزم الثقافي بيت الفن" في الميناء على مدى سنوات من إحياء لمناسبات البلد على اختلافها لكنه في رمضان زخر لسنوات جهودا عظيمة جميلة كست البيت مودة وعطرا. واحيا المركز ، بعد تحضير لأشهر ، شهر رمضان بامسيات منوعة بالاناشيد والقدود والسلوك الملتزم الجميل . وقد جسد في كل عام مجسمات تحاكي أحياء المدينة القديمة في انحاء المركز اعدها ونفذها الأستاذ عبد الناصر ياسين في مشهد استدعى من كل من دخل باحة المركز حيث نفذت المجسمات وقفة تأمل وأعجاب .
وقد نفذ مركز العزم تلك الليالي بجهد كوكبة من الشباب والشابات والسيدات لا سيما قطاع المرأة في تيار العزم الذي أعطى لليالي الرمضانية بحسن التدبير قيمة ولونا طرابلسيا محببا . وقد خصصت الليالي للعائلات والشخصيات ، في جو عائلي جميل جعل من النشاط الوقور، جزءا مهما من حضور طرابلسي بين جدران رملية تكاد تنطق بعبق التاريخ. وكما يقول كثيرون فإن جدران مركز العزم تحكي وحدها عما كان في زمن مضى وعما حصل في زماننا فيها .
وقد انعكست جائحة كورونا تراجعا لتلك الليالي الرمضانية كما حصل مع الكثير من المناسبات التي احيتها جمعيات ومؤسسات محلية اقامت امسيات رمضانية وانشطة متعددة .