كتب حسن المستكاوي في صحيفة "الشروق": هناك عدة تفسيرات لنتائج المنتخبات العربية في كأس العالم، مثل فروق التدريب، والعلوم الرياضية، والانتقاء، واللياقة، والاحتراف بكل معانيه. لكنني تلقيت رسالة تفسر سبب خسارة منتخبات عربية في الدقيقة 90 من مباريات مونديال روسيا، والرسالة من الصديق علاء جبر نائب رئيس اللجنة الأولمبية، ورئيس اتحاد القوس والسهم المصري والإفريقي، وبطل العرب ومصر وإفريقيا في السباحة الحرة.
وقال علاء إنّ رسالته منقولة ولكنه أضاف إليها القليل:
**لماذا نخسر في اللحظات الأخيرة؟
الأمر لا علاقة له بلعنة ما ولا بالحظ الذي يعاندنا ويصادق الآخرين، بل ويتعدى إشكالية اللياقة البدنية، والامر مرتبط بطبيعة لياقتنا الذهنية وفهمنا للامور، أسلوب حياة وثقافة.
شاهدنا في الرياضة خسائر عربية عديدة في اللحظات الأخيرة لأننا لا نتعلم احترام الوقت كاملا.
الدقائق الأخيرة من العمل عندنا تعتبر دقائق انتظار للنهاية.. تململ وملل ونظر في الساعة. راقب كيف نتعامل مع آخر 10 دقائق في العمل في أي جهة. ستدرك المعنى. وتذكر كيف كنا نتعامل مع الحصة الأخيرة في المدرسة، والدقائق الأخيرة من تلك الحصة تحديدا. إنها لحظات ترقب للمغادرة.
** حاول أن تنهي أي مصلحة في الوقت الأخير من يوم العمل وسترى رفضا ومقاومة ودهشة لأن "اليوم خلص" رغم أن موعد العمل لم ينته.
هل تذكر كيف كان المدرسون في المدارس يمرون مرار الكرام على الصفحات الأخيرة من الكتاب لأن العام أوشك على الانتهاء.
هل رأيت عندما تهبط الطائرة على الأرض فيبدأ الكثيرون في مغادرة مقاعدهم والوقوف والمضيفة تصرخ لأن الرحلة لم تنته.
** نحن لا نحترم خواتيم أي شيء منذ الطفولة.. ويستمر الأمر معنا في جميع مراحل العمر.. بينما أطفال وشباب ورجال العالم الآخر يتعلمون أن وقت العمل هو وقت العمل، والاستعداد للمغادرة لا يبدأ إلا بعد انتهاء الدقيقة الأخيرة من الوقت. لذلك يفوزون في الدقائق الأخيرة، بينما نتحسر نحن على هذا الفوز ونعتبر حدوثه لعنة وسوء حظ لنا وحظ حسن وجميل ولهم. بينما هم يرونها مجرد دقائق عادية مثلها مثل ما سبقها من دقائق كلها تعتبر وقتا مناسبا للفوز!
(حسن المستكاوي - الشروق)