خرج لاعب وسط المنتخب الألماني لكرة القدم مسعود أوزيل عن صمته بعد الحملات الكبيرة التي تعرض لها بسبب صورته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكّداً أنه غير نادم على التقاطه صورة مع الرئيس التركي، مع تقديمه اعتزاله اللعب مع المنتخب الألماني بشكلٍ نهائي.
وأضاف في بيان نشره في صفحته على تويتر، أنه مخلص لكل من أصوله التركية والألمانية، ومصرّ في الوقت ذاته على أنه لا يريد الإدلاء ببيان سياسي.
وكان أوزيل ومواطنه إلكاي غوندوغان، صاحبا الأصول التركية، التقيا مع أردوغان في لندن في أيار الماضي والتقطا معه صورة وسلماه قميصين موقعين، كتب الأول على قميصه "إلى رئيسي".
ومضى لاعب أرسنال الإنكليزي يقول: "على غرار العديد من الناس، جذور أسلافي تعود إلى أكثر من بلد واحد. بينما نشأت وترعرت في ألمانيا، تملك عائلتي جذورا راسخة في تركيا. لديّ قلبان: أحدهما ألماني والآخر تركي".
وأكد أوزيل أنه التقى للمرة الأولى أردوغان عام 2010، بعد أن شاهد الرئيس التركي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مباراة جمعت بين ألمانيا وتركيا. ومذاك تقاطعت علاقة اللاعب بالرئيس التركي مرات عدة في مختلف أنحاء العالم.
وتابع "أعلم أن صورتنا معا تسببت بانتقادات شديدة في الصحف الألمانية، وفي وقت يمكن لبعض الناس اتهامي بالكذب أو بالخداع، فإن الصورة التي التقطناها معا لا تحمل أي نوايا سياسية".
وأقر أن التقاط الصورة مع الرئيس التركي هو ومواطنه وزميله في المنتخب غوندوغان، قبل أيام قليلة من إعادة انتخاب أردوغان رئيسا لتركيا: "لا علاقة له بالسياسة أو بالانتخابات، بل الأمر عبارة عن احترام أعلى منصب في موطن عائلتي".
وشدد مرة أخرى على أن "وظيفتي هي لاعب كرة قدم ولست بسياسي، ولم يكن اجتماعنا بهدف الترويج لغايات سياسية".
وختم أوزيل قائلا: "أعلم أنه من الصعب فهم الأمر، كما الحال في معظم الثقافات إذ لا يمكن فصل السياسي عن شخصه. مهما كانت ستكون النتيجة في هذه الانتخابات أو نتائج الانتخابات السابقة، كنت سألتقط الصورة".
وبعد هذا البيان أعلن أوزيل اعتزاله اللعب الدولي قائلاً: "بعد تفكير طويل، قررت التوقف عن اللعب للمنتخب الألماني بسبب ما حدث في الفترة الأخيرة"، حسبما نقل موقع الفيفا الرسمي.
وأخذت المسألة بعدا آخر وأعمق بعد الأداء المخيب للآمال لأوزيل في المباراة الافتتاحية "للمانشافات" التي خسرتها أمام المكسيك (0-1) في مونديال روسيا 2018، مما دفع المدرب يواكيم لوف لاستبعاده عن المباراة الثانية أمام السويد (2-1).
لكنه عاد إلى صفوف التشكيلة أساسيا في المباراة الثالثة أمام كوريا الجنوبية التي خرج على أثرها حامل اللقب، وهو يجر خلفه أذيال الخيبة بعد الخسارة (0-2).
يشار إلى أن مدير المنتخب الألماني أوليفر بيرهوف صرح أنه كان ينبغي الاستغناء عن خدمات أوزيل بسبب موقفه من مسألة اتخاذه صورة مع الرئيس التركي أردوغان، قبل أن يبدي أسفه لما أدلى به.
وبعد هذه الأزمة وردات الفعل، انتشر هاشتاغ تضامني مع اللاعب التركي - الألماني على مواقع التواصل الاجتماعي "#Standwithozil" مع هاشتاغ آخر مناهض للعنصرية "#Saynotoracism"، عبر من خلالهما المتابعون عن سخطهم على المعاملة التي تلقاها النجم الذي كان سبباً في إحراز مونديال 2014 والعنصرية الشديدة التي قوبِل بها.