لعب البرازيلي كارلوس هنريك رابوسو في الأندية الكبرى في أميركا الجنوبية والولايات المتحدة وأوروبا لمدة 26 عاماً، حتى أنه أطلق عليه لقب "القيصر" في مقارنة مع الأسطورة الألمانية فرانز بيكنباور، لكن الفرق الوحيد أن كارلوس لم يلمس الكرة أبدا.
فقد سلط فيلم وثائقي جديد الضوء على صاحب أكبر عملية احتيال في تاريخ كرة القدم، اللاعب الذي لم يلعب مباراة أو يسجل هدفا أو يساهم في صنع هدف ليكون الرقم "صفر" هو نتاج مسيرته الكروية الطويلة.
ويكشف الفيلم الذي جاء بعنوان: " القيصر: أعظم لاعب كرة قدم لكنه لم يلعب كرة القدم أبدًا"، الأساليب المضحكة التي استخدمها رابوسو، البالغ من العمر 55 عامًا حاليا، حتى يتمكن من تجنب لعب كرة القدم.
واعتمد رابوسو على أسلوب أساسي وهو التوقيع على عقد الانضمام إلى أحد الأندية، ثم ادعاء الإصابة في أول تدريب له، ليتجنب بذلك اللعب لأسابيع أو شهور حتى يعرضه النادي للبيع.
واستطاع رابوسو أن يرتدي قمصان الأندية الكبرى في البرازيل مثل فلامينغو وبوتافوغو وبانغو وفلومينينسي وفاسكو دا غاما، بالإضافة إلى الفريق الفرنسي غازيليك أجاكسيو وإلباسو سيكسشوترز في تكساس.
مخادع خطير
لكن القيصر كان ماهرًا أيضا في خداع المشاهير، بما في ذلك نجوم كرة القدم البرازيليين، مثل روماريو وكارلوس ألبرتو وبيبيتو وزيكو، إضافة إلى التلاعب بالصحفيين.
فقد كان يرسل مقاطع فيديو تظهر أهدافه للصحفيين والتي كان يتم تصويرها في الواقع عبر شخص يشبهه، وإقناعهم بكتابة مقالات متوهجة عنه.
وبالطبع فإن اللاعب الذي يستطيع أن يخدع مالك فريق من أجل التعاقد معه خلال جلسة تدريب، فسيكون من السهل أن يملك معجبين ليهتفوا باسمه.
ويقول رابوسو في الفيلم إنه كان يدفع بعض لاعبي الفريق للقيام بالتحامات وأخطاء ضده حتى يصاب ويتجنب الكشف عن موهبته غير الموجودة.
وفي إحدى المرات "عندما تم إخباري بأنني سأخرج من مقاعد البدلاء وأنزل الملعب عندما كان فريقي بانغو مهزوما 0-2، قفزت إلى السياج وشتمت المشجعين، وعلى الفور حصلت على بطاقة حمراء من الحكم وتجنبت التعرض للإحراج في الملعب.
وفي أربع مناسبات منفصلة، ادعى "القيصر" أنه لا يستطيع اللعب لأن جدته ماتت.
بيبيتو يتحدث عن "الصديق المحتال"
وفي كتاب للكاتب روب سميث عن رابوسو، والذي تم إصداره مع الفيلم الوثائقي، أوضح النجم البرازيلي الحقيقي بيبيتو كيف تمكن صديقه في ذلك الوقت من خداع الناس.
وقال بيبيتو "كانت محادثته جيدة لدرجة أنك إذا سمحت له بفتح فمه، فسيكون الأمر كذلك.. لقد سحر الناس ولا يمكن أبدا تجنب ذلك"
وقيل أن القيصر كان زير نساء، حيث يدعي أن لديه ألف عشيقة.
وعلى الرغم من أن العديد من الناس يعتبرونه شخصية خسيسة، يعتبر رابوسو نفسه "ضحية"، حيث قال لصحيفة ميرور البريطانية: "اكتشفت عبر ابن عمي أن والدتي بالتبني سرقتني من والدتي عندما كنت في السابعة من عمري.. أمي الحقيقية تعتقد أنني ميت. كانت لينا شخصية قاسية، عندما كنت في العاشرة من عمري، وضعتني في مدرسة لكرة القدم وأجبرتني على اللعب لجعلها غنية، لكن من تلك اللحظة، كرهت كرة القدم".
وتابع: "فعلت كل شيء لكي اتجنب اللعب، منذ سن العاشرة حتى اليوم.. لقد أخبرني الأطباء النفسيون أن هذا هو سبب فعلي لكل ذلك.. لم أكن شخصًا سيئًا أبدًا. لقد نجوت فقط".
ومما ساعد رابوسو على إتقان احتياله هو أن مستواه في الكرة لم يكن سيئا جدا، ففي سن السادسة عشرة، خضع لاختبارات في نادي بويبلا لكرة القدم في المكسيك بعد أن أثار إعجاب الكشافة، لكن تم رفضه في النهاية لأنه مستواه لم يكن كاف للانضمام إلى النادي، مما اضطره إلى الاحتيال على تسعة أندية أخرى.
ويعيش القيصر الآن في مدينة ريو دي جانيرو، حيث يدرب النساء على رياضة كمال الأجسام.
وعبر رابوسو عن ندمه على الاحتيال الذي مارسه، قائلا إنه كان من الممكن أن يصبح لاعبا عظيما مثلما ظن الجميع، إذا بذل كثيرا من الجهد في التدريب لا في الاحتيال من أجل تجنب اللعب.
(سكاي نيوز)