لطالما عرف "تويتر" بانه المنصة الأكثر صدقية والاكثر استخداما من قبل السياسيين حول العالم، لا بل تم اعتباره كأداة فعالة في مجال الدعاية السياسية، لاسيما بعدما اعتمده الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب كأداة اعلامية ودعائية اساسية في خلال حملته الرئاسية الشهيرة.
لكن الخطوة الاخيرة التي أقدم عليها "تويتر" والمتمثلة في امكان الحصول على العلامة الزرقاء في مقابل 8 دولارات شهرياً بشرط امتلاك رقم هاتف محمول وبطاقة ائتمانية، ادت الى خروج الموقع الازرق عن خط الصدقية المرسوم له والى تفشي موجة كبيرة من انتحال الصفة طالت رجال اعمال وشركات وسياسيين.
وفي هذا الاطار، أكد اكثر من خبير بمواقع تواصل اجتماعي، ان السياسيين والشركات التجارية الكبرى كادوا ان يستغنوا عن "تويتر" لولا استدراك الموضوع وعودة "تويتر" عن قراره بنشرر العلامة الزرقاء في مقابل بدل مادي.
وفي التالي، نقدم لكم سردا سريعا لأكثر المتضررين من خطوة "تويتر" المذكورة" في عالم السياسة والاعمال والرياضة:
في عالم السياسة:
كان السياسيون أكثر الشخصيات العامة استهدافاً بمحاولات انتحال الشخصية عبر استخدام أسمائهم لتوثيق حسابات على تويتر، فقد خرج حساب يحمل اسم الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الابن، ليغرد بأنه يشتاق إلى "قتل العراقيين"، قبل أن يرفق تغريدته الأولى بتغريدتين يوضح خلالهما أن دفّع 8 دولارات مقابل "تويتر بلو" يعتبر ثمناً زهيداً لنشر الشائعات على تويتر.
لم يتوقف أمر التغريدة هنا، إذ زاد الطين بلة، إعادة نشرها عبر حساب مزيَّف آخر لرئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، مرفقاً بها: Same tbh، وهى العبارة التي تعني: "لأكون صادقاً، فأنا لدي نفس الشعور".
وفي إحدى الحالات، أقدم حساب باسم المرشحة الجمهورية لحاكمة ولاية أريزونا كاري ليك على إعلان التنازل لخصمها الديمقراطي، رغم عدم صحة ذلك، قبل أن يحذف تويتر التغريدة بعد ساعات من كتابتها.
في عالم الرياضة:
ومن السياسة إلى الرياضة، خرج من العدم حساب موثق ينتحل شخصية لاعب كرة السلة في دوري المحترفين الأميركي "ليبرون جيمس"، ليعلن رغبته في الرحيل عن فريقه "لايكرز".
في عالم الاعمال
موجة الفوضى طالت حساب تويتر ومالكها الجديد نفسه إيلون ماسك، إذ خرجت العديد من الحسابات التي تنتحل صفتهما، ولكن تلك الحسابات كان يتم حظرها بشكل أسرع من غيرها.
وقال ماسك إن أي حساب على الموقع يقوم مستخدمه بـ"انتحال" شخصية شخص آخر، دون إيضاح أنه حساب "ساخر"، سيتم وقفه بشكل دائم، ودون تحذيرمسبق.
ومع كل هذا، جاءت الضربة الكبرى من نصيب شركة صناعة العقاقير الدوائية Eil Lilly and Company التي فقدت حوالي 20 مليار دولار من قيمة أسهمها بعد أن شارك حساب موثق ينتحل اسمها تغريدة تعلن بيع عقار الأنسولين مجاناً.
شكوى عربية
تغريد الملياردير الأميركي باللغة العربية، للمرة الأولى، الأحد، سلّط الضوء على شكوى أحد المتابعين من انتشار الحسابات المزيفة خلال البحث في الوسوم العربية على تويتر، ومطالبته بضرورة توجيه جهود المنصة بشكل أكبر نحو التخلص من محتوى الحسابات المزيفة والروبوتية، ليرد عليه ماسك باللغة العربية: "سوف تفعل".
وفي إطار مساعيها لمواجهة موجة انتحال الصفة، أطلقت تويتر تحديثاً جديداً خاصاً بتوثيق حسابات الشركات والمؤسسات الرسمية، يتمثل في وضع علامة نصيّة Official وبجانبها علامة "صح" باللون الأسود، أسفل اسم الحساب.
التحديث الجديد سيميّز تلك الحسابات بعلامتيّ توثيق، الأولى العلامة الزرقاء التقليدية بجوار اسم الحساب، والأخرى "سوداء" لتظهر أن الحساب الذي يحملها يعبّر بشكل رسمي عن كيان ما.
فترة مضطربة
وتواجه منصة تويتر، فترة مضطربة، مع إجراء تغييرات عدّة والتراجع عنها، خاصة في ظل تحذير ماسك موظفي الشركة، في أول خطاب له عقب شراء المنصة بنحو 44 مليار دولار، من "خطر الإفلاس" حال عدم تحقيق عائدات مالية أكبر للشركة، وذلك وسط موجة استقالات لكبار الموظفين.
ونقلت "بلومبرغ" عن شخص مطلع، قوله إن ماسك دعا موظفي الشركة إلى الاستعداد للعمل لمدة 80 ساعة في الأسبوع، كما ألغى العديد من الامتيازات في المكاتب، على غرار الأكل المجاني، كما منع العمل عن بعد. وقال ماسك للموظفين: "إذا كنتم لا تريدون القدوم، فاستقالتكم مقبولة".
وجاء ذلك ليعزز اضطراب أوضاع الشركة، إذ أقدم ماسك خلال أسبوعين من توليه القيادة، على فصل نصف موظفي المنصة، وإقالة معظم كبار المديرين التنفيذيين. "مواقع تواصل اجتماعي+ الشرق"