نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريراً للمحلل زفي برئيل سلّط فيه الضوء على قدرة مصر في التأثير في "صفقة القرن"، مشيراً إلى أنّ القاهرة لا تعتبر خطة غزة الاقتصادية المزعومة بديلةً لخطة ديبلوماسية يوافق الفلسطينيون عليها.
وشرح برئيل أنّ الخطة الأميركية تقضي بإنشاء منطقة تجارية حرة بين قطاع غزة والعريش في سيناء، حيث تمت إقامة 5 مشاريع صناعية كبرى، مبيناً أنّ إسرائيل طلبت إقامة هذه المشاريع في مصر التي ستشرف على العمليات ومرور العمال من غزة إلى سيناء، وكاشفاً أنّه سيتم بناء مرفأ مصري-فلسطيني ومحطة طاقة شمسية، ومطار، إذ سار كل شيء وفق المخطط. أمّا سياسياً، فقال برئيل إنّ الحكومة في غزة ستظل خاضعة لـ"حماس"، على أن يتم التنسيق معها مع مصر بشكل كامل.
في هذا الإطار، أوضح برئيل أنّ مصر تعارض الرغبات الإسرائيلية بفتحها معبر رفح أمام البضائع ومواد البناء وتهدّد بفتحه إلى أجل غير مسمى، معتبراً أنّ القاهرة توضح لتل أبيب بخطوتها هذه أنّ سياسة الحظر الإسرائيلية المفروضة على غزة قد تنهار ما لم توافق إسرائيل على تسهيل الأمور بشكل ملحوظ بالنسبة إلى الغزاويين.
كما رأى برئيل أنّ الخطوة المصرية هذه تمثّل رسالة للسلطة الفلسطينية تفيد بأنّه من شأن مواصلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس عرقلة المصالحة بين "حماس" و"فتح" إلى فصل غزة عن الضفة الغربية ووضع حد لعملية توحيدهما.
وتابع برئيل بأنّ الموقف المصري القائل إنّ "مصر تؤيد كل الجهود والمبادرات التي تسعى إلى التوصل إلى اتفاق شامل وفقاً للقرارات الدولية التي اتُخذت سابقاً ومبدأ دولتين لشعبين في حدود 1967 بحيث تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين" يدل إلى أنّ القاهرة لا تؤيد الفكرة السعودية الداعية إلى جعل أبو ديس عاصمة لفلسطين من جهة، ولا تعتبر الخطة الاقتصادية بديلة لحل ديبلوماسي يوافق عليه الفلسطينيون من جهة ثانية.
وعليه، بيّن برئيل أنّ مصر تقسم عملية إكمال التحضيرات لصفقة القرن إلى اثنيْن: مساعدة غزة وتطوير اقتصادها أولاً، ومفاوضات ديبلوماسية شاملة ثانياً.
في ما يتعلّق بالأردن، كشف برئيل أنّ الملك عبدالله، الذي يخشى سيطرة إسرائيل على غور الأردن ويعارض الفصل بين غزة والضفة، يتخوّف من أنّ السعودية تريد سحب وصايته عن الأماكن المقدسة.
على صعيد السعودية، نقل برئيل عن مصادر عربية قولها إنّ الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز ونجله وولي عهده الأمير محمد بن سلمان مختلفان في ما يختص بصفقة القرن، ففيما يؤيد الثاني الخطة الأميركية وفصل غزة عن الضفة، يخشى الأوّل الانتقادت التي قد يتعرّض لها في حال تراجع عن مبادئ مبادرة السلام العربية.
واستناداً إلى هذه المعطيات، شدّد برئيل على حاجة إسرائيل إلى اتخاذ قرارها بشأن غزة، مؤكداً أنّ تطبيق الخطة الاقتصادية يصب في مصلحتها.
(ترجمة "لبنان 24" - Haaretz)