أعلنت السلطات في إيران اعتقال "أعداد كبيرة" وصفتهم بأنهم من "مثيري أعمال الشغب"، وذلك مع استمرار الاحتجاجات ضد الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وتقول التقارير إن الاحتجاجات مستمرة لليوم الثالث على التوالي في طهران، حيث يطالب المتظاهرون بحل لتدهور الحالة الاقتصادية للبلاد.
وليس واضحاً إلى أي مدى قد تتوسع تلك الاحتجاجات، لكن جزءاً كبيراً من السوق الكبير الرئيسي في طهران مغلق.
وأعلن النائب العام عباس جعفري دولت آبادي، عن اعتقال من وصفهم بمثيري أعمال الشغب ممن خرجوا في احتجاجات السوق الكبير (البازار) في طهران الاثنين بحسب ما جاء في وكالة أنباء الطلبة الاخبارية شبه الرسمية.
وأضاف:" سيبقى هؤلاء رهن الاعتقال لحين محاكمتهم، ولن يتم الافراج عنهم".
وخرج المئات من التجار وأصحاب المحلات التجارية الذين أغلقوا محالهم في السوق الكبير احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وهبوط قيمة الريال الإيراني.
وقامت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين أثناء مسيرتهم نحو البرلمان، بحسب تقارير.
وتعد تلك المظاهرات الأكبر في إيران منذ عام 2012، عندما فُرضت العقوبات الدولية المتعلقة بنشاط إيران النووي.
ويبلغ سعر الدولار حالياً ما يقارب 90 ألف ريال، مقارنة بـ 65 ألف ريال قبل إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني.
وحاولت السلطات الإيرانية في نيسان الماضي، وقف تراجع قيمة الريال الإيراني من خلال توحيد أسعار الصرف الرسمية وفي السوق السوداء، كما حظرت التداول بأي شيء آخر غير السعر الرسمي البالغ الذي بلغ 42 ألف ريال مقابل الدولار. لكن التجار قالوا إن السلطات فشلت في مواكبة الطلب على العملة الصعبة منذ ذلك الحين.
وبحسب وكالة أنباء الطلبة، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن بلاده تقدمت بشكوى رسمية ضد واشنطن لدى محكمة العدل الدولية بشأن أصول إيران المجمدة، وستعقد المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها جلسات استماع علنية في القضية في تشرين الأول المقبل.
وقال قاسمي:" بالنظر في الوضع، لا يمكننا أن نتوقع من واشنطن تلبية مطالب إيران وظروفها وتغيير سلوكها تجاه طهران. وبعبارة أخرى، الولايات المتحدة ليست بلدًا يمكننا التحدث إليه، والآن يبدو أن التفاوض والحوار معها أمر مستحيل".
(BBC)