مع صياغة الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وإسرائيل اتفاقاً يحتفظ بموجبه الرئيس السوري بشار الأسد بالسلطة مقابل تعهدات روسية بردع النفوذ الإيراني، تساءل المحلل الأميركي ديفيد إغناتيوس عما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسلّم نظيره الروسي فلاديمير بوتين نصراً في سوريا.
وأوضح إغناتيوس أنّ المحادثات الديبلوماسية بشأن سوريا تأتي مع تحضير ترامب لقمّته مع بوتين في 16 تموز المقبل، كاشفاً أنّ ديبلوماسيين ومسؤولين حكوميين أجانب رجحوا مناقشة "الحزمة السورية" على الرغم من عدم تأكدهم من البنود المدرجة على جدول أعمال الزعيميْن.
وبيّن إغناتيوس أنّ خبراء إسرائيليين وأوروبيين وأميركيين حدّدوا بعضاً من العناصر التي يُرجح أن يتضمّنها إطار العمل، معدّداً تدابير ستدعمها روسيا لاحتواء النفوذ الإيراني مقابل تراجع الولايات المتحدة عن مطلبها بحصول عملية انتقال سياسية في سوريا على النحو الآتي:
- بقاء القوات المدعومة إيرانياً بعيدة مسافة 80 كيلومتراً على الأقل من الجولان المحتل.
- حصول إسرائيل على إذن روسي صريح بضرب الأهداف الإيرانية التي تعتبر أنّها تمثّل تهديداً لها في سوريا، على ألا تلحق الضرر بالقوات الروسية.
- تعزيز الجيش السوري، بدعم من سلاح الجو الروسي، سيطرته في جنوب غربي سوريا واستعادته المواقع المحاذية للحدود الأردنية (يفضّل الأردن سيطرة الأسد على الحدود إذ يُحتمل أن يسمح لحركة الشاحنات أن تعود وبالتالي إنعاش الاقتصاد الأردني).
- تنفيذ الشرطة العسكرية الروسية دوريات في مناطق في جنوب غربي سوريا وربما في مناطق أخرى، في إطار جهودها الهادفة إلى تثبيت الاستقرار، علماً أنّ الولايات المتحدة ستحافظ حتى اليوم على وجودها في التنف في جنوب سوريا لعرقلة كل تقدّم إيراني هناك.
- توسيع الروس والجيش السوري سيطرتهم حتى شمال شرقي البلاد، أي في المناطق التي قامت فيها شراكة ناجحة بين الأكراد والقوات الأميركية الخاصة لهزيمة "داعش".
في المقابل، نقل إغناتيوس عن أحد قياديي المعارضة، الذين تركوا للدفاع عن أنفسهم بمفردهم، تحذيره من أنّ "الخيانة" الأميركية ستؤدي إلى ولادة تيارات جهادية جديدة، كاشفاً أنّ البلدان الأوروبية تشكّك في إمكانية نجاح هذه الخطة.
وفي ما يتعلّق بدور روسيا، رأى إغناتيوس أنّ بوتين، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات الروسية الـKGB، نجح في جعل الأمور تصب في صالحه بحذاقة، خالصاً إلى أن روسيا أصبحت لاعباً أساسياً لإرساء التوازن الإقليمي، إذ تبني موسكو علاقات جيدة مع إيران وإسرائيل، وتحافظ على علاقات نامية مع السعودية والإمارات وتجري محادثات مع الأكراد السوريين وخصومهم الأتراك.
(ترجمة "لبنان 24" - WP)