نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية مقالاً بعنوان "التحدّي في سوريا: كيف سيتصّرف نتنياهو؟"، أعدّه الكاتب سيث فرانتزمان، وقال فيه إنّ التهديد الرئيسي في سوريا بالنسبة لإسرائيل يتمثّل بالتدخّل الإيراني، وهذا الأمر بدأ منذ سنوات.
ولفت الكاتب الى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زار موسكو في أيلول 2015 لعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في الوقت الذي زادت روسيا من انخراطها في الساحة السورية، لا سيما مع إرسالها مقاتلات حربية لمساعدة النظام السوري، فحينذاك كانت إسرائيل قلقة، فاتفقت مع روسيا على عمليّة تحول دون صدامات غير مقصودة في سوريا، بما في ذلك أي حادث مفاجئ بين الطائرات المحلّقة في الأجواء السورية.
ومنذ ذلك الحين، يتصاعد القلق الإسرائيلي من بناء إيران قاعدات عسكرية دائمة في سوريا وتدريب آلاف المقاتلين، ولمواجهة التهديد الإيراني وتدفق الأسلحة، خاضت إسرائيل "حرب ظلّ"، نقلتها وسائل الإعلام الغربية. وفي آب 2017، أعلن قائد القوات الجوية الإسرائيلية السابق عمير أشيل أنّ إسرائيل نفّذت حوالى 100 غارة خلال 5 سنوات في سوريا.
وأكّد الكاتب أنّ الغارات الجويّة هي واحدة من السياسة الإسرائيلية، خصوصًا وأنّ نتنياهو لطالما حذّر المجتمع الدولي من نقل إيران أسلحة متطوّرة لـ"حزب الله"، مشيرًا الى أنّ نتنياهو أبلغ الأمم المتحدة في العام 2015 أنّ "حزب الله هرّب صواريخ SA-22 المضادة للطائرات وصواريخ ياخونت المضادة للسفن إلى لبنان".
وكان سفير تل أبيب الأسبق لدى واشنطن مايكل أورين قال لـ"جيروزاليم بوست": "دائمًا نريد أن يغادر الرئيس بشار الأسد السلطة".
وفي السياق السوري، اعتبر الكاتب أنّ أبرز ما توصّلت اليه إسرائيل كان إتفاق تفاهم في الجولان، حيثُ حصلت مساعدة لجرحى سوريين، ومع حلول آذار 2018، نقل تقرير أعدّه موقع "غلوبز" أنّ أكثر من 5000 سوري عولجوا في مستشفيات داخل إسرائيل.
وخلال التطورات الأخيرة للحرب السورية، نزح آلاف السوريين الى الحدود مع إسرائيل لضمان سلامتهم، إلا أنّ إسرائيل لا تريد السماح لهم باجتياز الحدود. الى ذلك، فقد حذّر نتنياهو النظام السوري من أجل إبعاد إيران كليًا عن سوريا، وتريد إسرائيل أن تضغط واشنطن وموسكو على دمشق، بحسب الكاتب الذي ختم قائلاً إنّ نتنياهو أدار الأزمة السورية بشكل استراتيجي جيد بالنسبة لإسرائيل، والإختبار الحالي يتمثّل بالنازحين على الحدود.
(جيروزاليم بوست - لبنان 24)