تثار العديد من التساؤلات حول تصريحات وزير الخارجية في الحكومة اليمنية خالد اليماني، من محاولة إحياء مبادرة "كيري"، التي تنص على نزع صلاحيات الرئيس عبدربه منصور هادي، وأسباب عودة الحديث عن الخطة، التي وصفها بـ"المدفونة"، إلى الواجهة من جديد.
وكان الوزير اليمني حذر من إعادة إحياء مبادرة وزير الخارجية الأميركي الأسبق، جون كيري، التي وصفها بـ"المدفونة"، وذلك استباقا لتحركات أممية في ملف المحادثات اليمنية. اللافت في الأمر، أن تصريحات وزير خارجية اليمن، السبت، أعقبها في اليوم التالي، الأحد، إعلان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، عن وقف حملة بلاده على مدينة الحديدة مؤقتا، لإتاحة الوقت الكافي للمبعوث الأممي مارتن غريفيث؛ للوصول إلى انسحاب غير مشروط للحوثيين من المدينة والميناء.
وهذا ما يقود للتساؤل أيضًا عن سر تزامن تحذير اليماني مع إعلان قرقاش، وعن علاقة أبوظبي بمبادرة كيري، التي أطلقها في تشرين الثاني 2016 من أراضيها، وحظيت بتأييدها.
خطة كيري قائمة
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبد الرقيب الهدياني، إن الأمم المتحدة ظهرت في الحديدة بشكل واضح وجلي بأنها تدعم سلطة الحوثي، وبشكل سافر، حسب قوله. وأضاف في حديث لـ"عربي 21" أن معركة الحديدة ستتكرر في صنعاء؛ ولذلك سارعت المنظمة الدولية إلى الضغط القوي، وإدراج التحالف الذي تقوده السعودية في "القائمة السوداء"، الذي كان بمثابة هراوة أو عصا غليظة في وجهه، وكذا الشرعية، في آن واحد.
ووفقا للهدياني، فإن المقترحات التي تجري الآن طرحها تعيد "إحياء خطة كيري"، و"ابقاء الحوثي كجزء من المعادلة"، مشيرا إلى أن تحركات المبعوث الدولي تصب في هذا الاتجاه، وخطة وزير خارجية أميركا الأسبق، ما زالت الوصفة القائمة حتى اللحظة، والمتاحة أمام المجتمع الدولي".
ولفت إلى أن الحكومة اليمنية استشعرت ملامح التحركات؛ لذلك حاول هادي التقارب مع الإمارات، والمسارعة بالعودة إلى عدن، ودعوته المسؤولين التابعين له للعودة إلى مدينة مأرب (شمال شرق)، وإلى عدن، المدينة التي يقيم فيها. وهذا النشاط من قبل حكومة هادي هو محاولة لتدارك الأمر، والصمود في المناطق المحررة؛ للتأكيد على شرعيتها، بحسب السياسي الهدياني.
وفيما يخص إعلان قرقاش توقيف المعارك في الساحل الغربي والحديدة، قال الكاتب الهدياني: "أن يأتي الإعلان من هناك (أبوظبي) يعكس أن لا جديد في علاقتها مع الحكومة الشرعية، بل تكشف عن حقيقة وجهة النظر الإماراتية بأن هادي لم يعد محل إجماع، ولا بد من البحث عن صيغة أخرى".
تنفيذ عملي لخطة كيري
من جانبه، يرى الكاتب والصحافي اليمني، محمد اللطيفي، أن تصريحات وزير الخارجية اليمني تأتي في سياق أن الشرعية تدرك مرامي الإمارات. وقال في حديث لـ"عربي21" إن إعلان قرقاش محاولة لإبراز أن معركة الحديدة تحت عهدة الإمارات، وأن قرار حسم أو وقف العمليات القتالية فيها مرهون بموافقة بلاده من عدمه. ووفقا للطيفي، فإن التوقيف المؤقت للمعارك في الحديدة من قبل "أبوظبي" يؤكد أن الحديدة هي من ضمن أوراقها.
(عربي 21)