كشفت صحيفة "اندبندنت" البريطانية أن تنظيم "داعش" بدأ يعيد تجميع صفوفه ويعاود الظهور بهدوء في سوريا من خلال شن هجمات عسكرية وإقامة قواعد له.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أتراك وغربيين ومصادر قوات في شمال سوريا قولها، إن "داعش يملك الآن ما بين 8000 و10000 مقاتل في سوريا والعراق، وإن الهجمات الأخيرة في البلدين تظهر أن التنظيم يحاول تجميع صفوفه من جديد.
وقالت المصادر إن "أبو بكر البغدادي قد يكون متواجدًا في مدينة القائم بالعراق وأن مساعديه مع مقاتليهم يحاولون الآن الانتشار في المناطق التي طردوا منها في العراق وسوريا بعد هزيمة التنظيم في كلا البلدين العربيين".
وقال سامي عبدالله عبدو، وهو مقاتل في "أحرار الشام" شارك في الحملة العسكرية ضد "داعش" في مدينة الرقة السورية: "لا تزال الدول الغربية تقول لنا، إن داعش هزم كليًا وانتهى، لكننا نحن المقاتلين على الأرض نرى بأن هذا غير صحيح؛ لأن عددًا كبيرًا منهم نجح في الفرار بسياراتهم وأسلحتهم.. والآن يعودون".
وأضاف: "الحقيقة أن داعش عاد وهو هنا الآن.. الظروف تغيّرت كثيرًا ومقاتلو التنظيم يعرفون ذلك ويستغلون تلك الظروف للعودة وتعزيز قوتهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك نزاعات ومنافسات حادة بين مختلف الفصائل في الرقة ومناطق أخرى، وأن تلك المنافسات ستشتد مع احتمال بدء وصول أموال إعادة الإعمار من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لافتة إلى الخلافات بين القوات الحليفة للرئيس السوري بشار الأسد ورغبة روسيا في حل معظم تلك القوات".
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى الخسائر المادية والبشرية التي منيت بها القوات الروسية على أيدي "داعش" في الآونة الأخيرة خاصة في مدينتي الميادين ودير الزور الغنية بالنفط.
وقال مسؤول أمني غربي: "استخدم تنظيم داعش عددًا كبيرًا من السيارات التي تعمل في مختلف الأماكن والتضاريس، والتي حصل عليها أخيرًا في هجوم بدير الزور استمر لأكثر من ساعة خسر فيه أكثر من 40 مقاتلًا.. والحقيقة أن استعداد داعش لتحمل هذه الخسائر البشرية يعني أنه لا يعاني من أي نقص بالقوة البشرية".
وجه آخر للمأساة
من جهته قال "عصام"، وهو طالب هندسة من مدينة الرقة: "اضطررت لمغادرة المدينة مرة أخرى؛ هذه المرة لأن القوات فيها تقوم بتجنيد الشباب بالقوة.. كما أن الأهالي غاضبون كثيرًا من هذه القوات لفرضها ضرائب، فيما يقوم البعض بدفع رشاوى للمسؤولين لتجنب التجنيد".
وأضاف: "نحن نعلم بأن داعش عاد للمدينة بشكل سري وهو خطير جدًا.. المشكلة أن بعض الناس تقول إن الحياة أفضل بوجود داعش لكن هذا القول هو في غاية الغباء".
واعتبرت الناشطة في المعارضة السورية، نورة الجزاوي، أن سبب عودة داعش للظهور في بعض المدن السورية يتمثل في تغير الأوضاع السياسية والعسكرية.
وقالت: "الحقيقة أن داعش لم يتم تدميره كما يدعي الكثير من المسؤولين.. وها هم مقاتلو داعش يستغلون تغير المشهد السياسي والعسكري للعودة بقوة".
وأضافت: "هؤلاء المقاتلون أثبتوا مهارة في استغلال الموقف على كلا الجانبين: فهم نجحوا في استغلال غضب الأهالي تجاه المعارضة وتوصلوا إلى إبرام بعض الصفقات مع النظام.. والحقيقة أن داعش أبدى كثيرًا من الصبر لتحقيق أهدافه، في حين لم تبد الدول الغربية هذا القدر من الصبر، ولذلك ما نحتاجه الآن هو تسوية سياسية حقيقية تتيح للجميع مواجهة داعش، قبل أن يستعيد كامل قوته ويصبح قوة مدمرة مرة أخرى".
(اندبندنت- إرم)