يعمل تنظيم "داعش" على توجيه مناصريه لمغادرة سوريا بعد انهياره العسكري هناك وطرده من شمال شرقي سوريا على يد قوات مدعومة أميركياً، وفق ما ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية.
وأفادت "دير شبيغل" استناداً إلى بيانات لأجهزة الأمن الألمانية، اليوم الأربعاء، أن التنظيم أنشأ موقعاً على الإنترنت موجهاً بالخصوص لمقاتليه الأجانب الذين يستعدون للعودة لبلدانهم الأصلية والذين يقدر عددهم بـ 40 ألف مقاتل.
ويحذر الموقع، وبلغات مختلفة، المقاتلين الذين يسعون للعودة إلى أوروبا، من استعمال جوازات سفر مزورة، ويطلب إليهم استعمال وثائق هوية حقيقية، أو التخلي عن كل أنواع الوثائق، مع ترك كل الأغراض التي قد تشي بمقامهم في سوريا، كما ينصح الموقع بعدم الخوض في موضوع "داعش" مع الغرباء.
وحسب خبراء أمنيين ألمان، فإن الموقع يظهر بشكل واضح أن "داعمي داعش في سوريا يُقرون بالوضع العسكري الهش للتنظيم، وأن أعداداً مطردة من المقاتلين يفرّون من ساحة المعركة".
وكانت الحكومة الألمانية أعلنت أن ما يزيد على ألف مقاتل سافروا من ألمانيا إلى سوريا والعراق، خلال الأعوام الماضية من أجل الانضمام لجماعات تصنفها برلين "إرهابية" هناك.
وتصنف السلطات الألمانية المقاتلين العائدين من سوريا والعراق إلى ثلاث فئات، الفئة الأولى تتكون من الذين خابت آمالهم من تجربتهم "الجهادية"، والثانية المصابون بالصدمة، والثالثة تتكون من "المؤدلجين" المتشبعين بالأيديولوجية "الجهادية" وهم الفئة الأكثر خطورة، حسب أجهزة الاستخبارات الألمانية.
يشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت، بدعم من الولايات المتحدة، في منتصف تشرين الأول 2017، من السيطرة على مدينة الرقة، بعد أكثر من 4 أشهر من المعارك والقصف على المدينة، والتي كان يتخذها "داعش" عاصمة لدولته المزعومة، وبحلول نهاية العام الماضي تمكنت من دحره نهائياً صوب الحدود العراقية - السورية.
(دير شبيغل-الخليج أونلاين)