ترأس البابا فرنسيس بابا الفاتيكان السبت، قمة لزعماء الطوائف المسيحية من أجل السلام في الشرق الأوسط وقال إن تشييد الجدران واحتلال الأراضي والتعصب الديني لن يحل الصراع في المنطقة.
وكرر البابا أيضا وجهة نظره بشأن احترام "الوضع الراهن" لمدينة القدس ودعم حل الدولتين لتسوية الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وعقد البابا فرنسيس هذه القمة في مدينة باري الإيطالية التي تعد منذ قرون بوابة للشرق الأوسط وموطنا لرفات القديس نيكولاس أحد الشخصيات المبجلة لدى الطوائف المسيحية في الشرق والغرب.
وقال في ثاني خطاب يلقيه يوم السبت بعد اجتماع خاص بين القادة الدينيين "الحفاظ على الهدنة ببناء الجدران واستعراض القوة لن يؤدي إلى السلام... لكن وحدها الرغبة الملموسة في الإنصات وبدء الحوار" هي التي ستأتي به.
وأضاف البابا "فلنضع حدا لاستفادة قلة من معاناة الكثيرين. لا لاحتلال المزيد من الأراضي والتفريق بين الناس".
وتقول إسرائيل إنها شيدت الجدار المؤلف من سياج وكتل أسمنتية حول الضفة الغربية لاتقاء خطر الهجمات الفلسطينية فيما يقول الفلسطينيون إنه استيلاء على الأراضي ويحرمهم من دولتهم.
وقال البابا إنه يتعين حماية كل المجتمعات في الشرق الأوسط "وليس الأغلبية فقط".
"التطرف والتعصب"
أدان البابا أيضا التطرف الديني وقال إن العديد من الصراعات في المنطقة أججتها "أشكال من التطرف والتعصب تدنس اسم الرب، وهو السلام، تحت ستار الدين".
وتحدث البابا مرتين عن القدس التي تمثل جوهر الصراع إذ تقول إسرائيل إنها عاصمتها الموحدة والأبدية فيما يريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وقال البابا إن "الوضع الراهن" للقدس يجب احترامه بصفتها مدينة مقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين.
ودعا البابا من قبل كل الأطراف لاحترام قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالمدينة وعبر الفاتيكان عن قلقه العام الماضي عندما أعلنت واشنطن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وأدان "المعاناة الرهيبة" التي تشهدها سوريا خاصة الأطفال. وقتلت الحرب الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات مئات الآلاف وشردت 11 مليونا من بينهم ستة ملايين لاجئ فروا إلى الخارج.
ويحظى القديس نيكولاس، الذي عاش قبل نحو 1700 عام فيما أصبح الآن تركيا، بالتبجيل في كنائس أرثوذكسية في دول بالشرق الأوسط مثل سوريا والعراق ومصر ولبنان. ويوقره أيضا المسيحيون الأرثوذكس في روسيا. وأرسلت الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية ثاني أكبر قادتها لاجتماع باري.
وأدان البابا "اللا مبالاة الفتاكة" و"تواطؤ كثيرين بالصمت" بما يؤجج العنف منتقدا بحدة شراء الأسلحة حيث قال "لا يمكنك الحديث عن السلام فيما تسارع سرا إلى تكديس أسلحة جديدة".
وقال البابا فرنسيس إن الخروج الجماعي لمسيحيين بسبب الصراعات وصعوبة الأحوال المعيشية يخاطر "بتشويه وجه المنطقة. الشرق الأسط بدون مسيحيين لن يكون الشرق الأوسط كما نعرفه".
(رويترز)