استقال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الاثنين، اعتراضاً على خطة رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، والتي تتضمن بقاء بريطانيا على صلة وثيقة بقواعد الاتحاد.
وقال جونسون في رسالة استقالته: "أكثر من عامين، منذ أن صوَّت الشعب البريطاني مع مغادرة الاتحاد الأوروبي بناءً على وعد واضح لا لبس فيه، أنه إذا فعلوا ذلك فسيستعيدون السيطرة على ديمقراطيته.
وقيل لهم، إنهم سيكونون قادرين على إدارة سياسة الهجرة الخاصة بهم، وإعادة الأموال التي ينفقها الاتحاد الأوروبي، وسيكونون قادرين على تمرير القوانين بشكل مستقل. بلد يجب أن يكون الخروج البريطاني يمثل الفرص والأمل".
وأردف جونسون: "لقد أجلنا اتخاذ قرارات حاسمة بما في ذلك الاستعدادات لعدم التوصل إلى اتفاق، ونتيجة لذلك يبدو أننا نتجه نحو نصف بريكستBrexit ، في الواقع يبدو أننا عدنا إلى الوراء.
وواصل جونسون قائلا "نحن الآن في موقف مثير للسخرية من التأكيد على أنه يجب علينا قبول كميات ضخمة من قانون الاتحاد الأوروبي بصرامة، من دون تغيير ذرة وإن كان ضرورياً لصحة اقتصادنا - وعندما لم يعد لدينا أي قدرة على التأثير في هذه القوانين، كما هي فنحن نتجه حقا إلى وضع المستعمرة".
ماي تردّ
من جانبها، ردت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قائلة "عزيزي بوريس، أشكرك على رسالتك التي تخليت فيها عن منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث. أنا آسفة - ومتفاجئة بعض الشيء - أن أتلقاها بعد المناقشات المثلى التي أجريناها، والاقتراح الشامل والمفصلي الذي اتفقنا عليه كحكومة. إنه اقتراح سيحترم نتيجة الاستفتاء والالتزامات التي قطعناها في بياننا الانتخابي العام بترك السوق الموحدة والاتحاد الجمركي".
وأوضحت ماي "سيعني ذلك أننا نستعيد السيطرة على حدودنا، وقوانيننا، وأموالنا - لإنهاء حرية الحركة، وإنهاء ولاية محكمة العدل الأوروبية في المملكة المتحدة، وإنهاء ذلك الزمن الذي نحول مبالغ ضخمة من دافعي الضرائب المال إلى الاتحاد الأوروبي. سنكون قادرين على إنفاق هذه الأموال على أولوياتنا بدلاً من ذلك - مثل الزيادة البالغة 20 مليار جنيه إسترليني التي أعلنا عنها لميزانية هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وهو ما يعني أننا سننفق قريبًا 394 مليون جنيه إسترليني إضافية في الأسبوع على خدمة الصحة الوطنية".
من هو الوزير الجديد؟
وكانت ماي عينت وزير الصحة جيريمي هانت، وزيرا للخارجية خلفاً لجونسون.
وهانت، هو عضو في حزب المحافظين البريطاني، ولد في لندن في العام 1966، متزوج منذ العام 2009 ولديه 3 أولاد.
ويعد جيرمي هانت، من بين المسؤولين البريطانيين الداعين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، على خلاف بوريس جونسون، الذي كان يدعم فكرة الخروج.
ورغم موقفه المبدئي المعارض لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذا الموقف تغير في الفترة الأخيرة بسبب الإجراءات المتشددة، التي يفرضها الاتحاد للسماح لبريطانيا باستكمال إجراءات خروجها منه، وأصبح من الداعمين لنظرية الـ"بريكست"، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقالت الصحيفة إن هانت كان يريد إجراء استفتاء ثان على خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، لكن غير رأيه بعدما أظهرت تقارير أن حالة التشكك في خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي يمكن أن يكن لها تبعات سلبية على الوظائف.
وذاع صيت جيرمي هانت بعدما تولى رئاسة "الهيئة الوطنية للخدمات الصحية"، التي كانت تعاني من أزمات كبيرة، واستمر في هذا المنصب لمدة 6 سنوات.
وذكرت "الغارديان" أن هانت هو صاحب أطول فترة خدمة بوزارة الصحة البريطانية منذ عام 1948، مشيرة إلى أنه رفض ترك منصبه في كانون الثاني الماضي عندما طلبت منه تريزا ماي ذلك خلال إعادة تشكيل الحكومة، واستطاع إقناعها بأنه مازال لديه الكثير لفعله داخل الوزارة.
وذكر موقع "فرانس — 24" أن وزير الخارجية البريطاني الجديد متزوج من صينية ويتحدث اللغة اليابانية.
وقال مكتب رئيسة الوزراء البريطانية على "تويتر" إن الملكة إليزابيت الثانية، وافقت على تعيين جيريمي هانت وزيرا للخارجية.
(وكالات)