يزداد الضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل اجتماعه يوم غد الإثنين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الرجل الذي تُلبي مديرية الاستخبارات الرئيسية (GRU) -أحد أفرع الجيش الروسي- وجنرالاتها في نهاية المطاف أوامره.
وبعد عامين على دخوله إلى البيت الأبيض، ظل ترامب يراوغ في مواجهة السؤال البسيط: هل اخترقت موسكو الانتخابات الأميركية لمساعدته حتى يُصبح رئيساً ولتدمير هيلاري كلينتون؟ لكن قائمة الاتهام الأخيرة التي أصدرها المحقق الخاص روبرت مولر تسرد الحقائق بتفاصيل دقيقة، إذ تصف كيف تمكنت مجموعة من الجواسيس الروس من اختراق نظام اللجنة الوطنية الديمقراطية.
وفي أثناء لقائه مع بوتين، قد يطلب ترامب تسليم ضباط جهاز الاستخبارات الذين ذكرهم مولر والبالغ عددهم 12 ضابطاً، بعدما أصبحت أسماؤهم معروفة الآن.
وتشير كل الأدلة إلى أن ترامب سيستمر في إنكار تدخل موسكو، ففي أثناء انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل، أثنى ترامب عليه.
لا يمكن استبعاد وجود واشٍ داخل مقار جهاز الاستخبارات في موسكو
وتثير لائحة الاتهام تلك المزيد من الأسئلة المثيرة للاهتمام فيما يتعلق بكيفية اكتشاف الولايات المتحدة الهويات والرتب الدقيقة لضباط مديرية الاستخبارات الرئيسية البالغ عددهم 12 ضابطاً. ولا يمكن استبعاد وجود واشٍ داخل مقار جهاز الاستخبارات في موسكو -التي زارها مايكل فلين في عام 2013، وهو أول من اختاره ترامب لشغل منصب مستشار الأمن القومي، لكن يبدو ذلك احتمالاً ضعيفاً.
في المقابل، يعتبر الأمر الأكثر ترجيحاً هو أن وكالات الاستخبارات الأميركية قد اتخذت بدورها تدابير واسعة مضادة للقرصنة لاعتراض هذا الاختراق، بالإضافة إلى اعتمادها على معلومات حصلت عليها من الحلفاء الأوروبيين وضمن ذلك بريطانيا.
وذكرت تقارير أن جهاز المخابرات الهولندي اخترق في صيف عام 2014 إحدى الخلايا السرية التابعة لمديرية الاستخبارات الرئيسية الروسية، والتي تعمل داخل مبنى إحدى الجامعات بالقرب من الساحة الحمراء في موسكو. وتمكنت هولندا من الوصول إلى الحواسيب التي استخدمتها مجموعة (Cozy Bear). وتمكن الهولنديون حتى من التجسس على الاستخبارات الروسية عن طريق منظومة كاميرات المراقبة، وشاهدوا أنشطتهم مباشرة آنذاك.
ولن يسمح بوتين بمحاكمة ضباط الاستخبارات الروس بالولايات المتحدة في أي وقت قريب. ولكن إذا طلب ترامب تسليمهم، فقد يخفف ذلك من الانطباع بأنَّه مَدين لبوتين، وأنَّ فريق حملته الانتخابية قد تواطأ مع الكرملين في أثناء رحلته إلى البيت الأبيض.
(عربي بوست)