نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقريراً سلّطت فيه الضوء على تعاظم الدور الروسي في الشرق الأوسط عامةً وسوريا خاصةً، مستشهدةً بالاجتماعات التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع مسؤولين إسرائيليين وإيرانيين مؤخراً في موسكو.
وقبل يوم من القمة المرتقبة بين بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب في هلسنكي، نبّهت الصحيفة من أنّ حلفاء الولايات المتحدة الأميركية وخصومها يتجهون إلى "القيصر" ليطمئنهم ويحيطيهم علماً بشأن كيف يمكن للمفاجآت التي وعد بها سيّد البيت الأبيض أن تؤثر عليهم، لافتةً إلى أنّ بعض حلفاء واشنطن يتخوّفون مما حضره ترامب لعرضه على بوتين مقابل مساعدته على طرد إيران من سوريا.
وكشفت الصحيفة أنّ كلاً من موافقة ترامب على سحب جزئي أو كامل للقوات الأميركية من سوريا (يبلغ عددها 2200 عنصر)، أي تلبية مطلب سوريا وروسيا، أو الاعتراف بتبعية القرم لروسيا ورفع العقوبات الأميركية عنها، يندرج في خانة الاحتمالات التي طرحها عدد من المسؤولين الكبار في عدد من حكومات المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أنّ المسؤولين العسكريين الأميركيين يعتبرون التحولات التي طرأت على الساحة السورية، مع تعزيز الرئيس السوري بشار الأسد قبضته على ما تبقى من أراضي المعارضة، مؤشراً إلى الواقع السوري الجديد؛ وهو واقع سيبقى الأسد بموجبه في السلطة، بمساعدة روسيا وإيران.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الشرق الأوسط قولهم إنّ إسرائيل والأردن والسعودية، وغيرهما من البلدان، يعتبران أنّ إقدام واشنطن على سحب جنودها سيكون قراراً كارثياً، لافتةً إلى أنّ حلفاء واشنطن في المنطقة يخشون من أنّ ترامب قد يبدي استعداداً كبيراً للقبول بضمانات لا يرغب بوتين في الإيفاء بها ولا يتمتع بالقدرة على ذلك، وذلك من أجل منع إيران من شق ممر يربط طهران بدمشق وبيروت.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين في المنطقة تشكيكهم في قدرة الروس على إجبار إيران على الانسحاب من سوريا، وإن رغبوا في ذلك، إذ قال أحدهم: "الأسد مدين بكل شيء لإيران"، ملمحاً إلى أنّه يتلاعب بالروس والإيرانيين على السواء. في المقابل، نقلت عن مسؤول إقليمي كبير آخر قوله: "يجيد الروس لعب الشطرنج، ولن يقدم بوتين على خطوة قبل التفكير مسبقاً بـ10 خطوات إلى الأمام".
ختاماً، ذكّرت الصحيفة باستعادة الجيش السوري سيطرته تدريجياً على جنوب غربي سوريا والمطالبات الإسرائيلية بانسحاب القوات الإيرانية من المناطق المحاذية للجولان المحتل، ناقلةً عن ديبلوماسي دولي كبير يعمل بشكل وثيق على الملف السوري خلاصته إلى أنّ الأميركيين يعتبرون سوريا شأناً روسياً.
(ترجمة "لبنان 24" - WP)