توسعت رقع الاحتجاجات في العراق، حيث امتدت إلى معظم المحافظات الجنوبية وسط تصاعد المواجهات بين المتظاهرين ورجال الأمن الذين أطلقوا الرصاص على العشرات، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى في صفوف المحتجين.
وقالت مصادر في الشرطة العراقية إن "قواتها أطلقت النار في الهواء لتفريق مئات المحتجين لدى محاولتهم اقتحام مبنى محافظة البصرة، اليوم الأحد، فيما تظاهر آخرون قرب حقل نفطي، مما أسفر عن إصابة 48 شخصاً في سابع يوم من الاضطرابات التي تشهدها مدن جنوب العراق بسبب تردي مستوى الخدمات".
وقال اللواء ثامر الحسيني، قائد قوات الرد السريع في وزارة الداخلية، إن "بعض المحتجين حاولوا اقتحام المبنى لكن قوات الأمن منعتهم"، مشيراً إلى أنه تم "الطلب من المحتجين تجنب المواجهات مع قوات الأمن"، معلناً عن "إصابة 28 فرداً من قوات الأمن في اشتباكات مع المتظاهرين".
ويضع هذا الغضب المتنامي رئيس الوزراء حيدر العبادي في موقف صعب، في وقت يأمل فيه بولاية ثانية عندما يشكل الساسة العراقيون حكومة ائتلافية جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت يوم 12 أيار وشابتها اتهامات بالتزوير.
وانتقد محتجون حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي والذي هيمن على المشهد السياسي العراقي منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 وأطاح بصدام حسين.
وكانت قوات الأمن العراقية، تصدت لاحتجاجات على بعد نحو أربعة كيلومترات من حقل الزبير النفطي الذي تديره شركة إيني قرب البصرة. وقالت مصادر في الشرطة إن "40 شخصاً أصيبوا، 3 منهم برصاص حي".
وفي بلدة قرب مدينة العمارة بجنوب البلاد، أطلقت الشرطة النار في الهواء لتفريق محتجين بعد أن أضرم متظاهرون النار في مبنى البلدية. وأصيب 13 شخصاً من المحتجين وسبعة من رجال الشرطة في الاشتباكات.
وعبّر المرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني عن تضامنه مع المحتجين، وقال إنهم يواجهون "نقصاً حاداً في الخدمات العامة“.
وكان محتجون قد اقتحموا، يوم الجمعة، المطار الدولي في مدينة النجف التي تضم مزارات شيعية وأوقفوا مؤقتاً حركة الملاحة الجوية.
وذكرت شركة الخطوط الملكية الأردنية في بيان، اليوم الأحد، أنها علقت أربع رحلات أسبوعياً إلى مدينة النجف العراقية بسبب الوضع الأمني في مطارها. وحذت شركة فلاي دبي حذوها.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني، اليوم الأحد، أنه "سيجرى تحويل مسار الرحلات الإيرانية المقررة لمدينة النجف العراقية إلى بغداد".
وأعلن العبادي أن "حكومة تصريف الأعمال التي يترأسها ستقدم تمويلاً للبصرة لتوفير خدمات الكهرباء والمياه والرعاية الصحية".
(رويترز)