بعنوان "ما الآتي لسوريا بعد القمّة الروسية الأميركية؟ ترامب وبوتين وجدا أرضيّة مشتركة"، نشرت صحيفة "نيوزويك" الأميركيّة مقالاً لفتت فيه الى أنّ الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين ناقشا قضايا عالميّة رئيسيّة خلال لقائهما في هلسنكي، فنلندا.
وعلى الرغم من أنّ التدخّل الروسي في الإنتخابات الأميركية التي جاءت بترامب الى البيت الأبيض قد سيطر على ما نشرته الصحف، إلا أنّ "نيوزويك" أوضحت أنّ مسألة الحرب السورية المندلعة منذ 7 أعوام كانت من أبرز الملفات التي تطرّق لها الرجلان، وسيكون للقمّة تداعيات كبيرة على سوريا، لا سيما وأنّ ترامب شدّد على التعاون والتنسيق مع روسيا بخصوص سوريا ودولٍ أخرى.
وعلّق كمال علّام، المتخصص في التاريخ العسكري المعاصر للعالم العربي والشؤون السورية بمعهد السياسة الملكي في بريطانيا، على القمّة قائلاً "إنّ سوريا كانت النقطة الأكثر أهميّة في المحادثات على الرغم من عدم التقارب في وجهات النظر"، مسلطًا الضوء على عدم رغبة ترامب بالإنخراط في سوريا، مع الإنتصارات الكاسحة التي يحققها حليف روسيا الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان يعدّ الهدف الرئيسي بالحملة الأميركية في سوريا.
وتأتي القمة بعد 7 سنوات من قول الرئيس السابق باراك أوباما للعالم إنّ "الوقت قد حان لكي ينتحّى الأسد جانبًا" (آب 2011)، وقد انتقد ترامب سياسة أوباما في الشأن السوري عبر سلسلة من التغريدات عبر حسابه على "تويتر" حتّى جاء الوقت ليُظهر للعالم سياسة أميركية جديدة. فما كان من روسيا إلا أن تدخّلت عسكريًا في سوريا في أيلول 2015 مع اقتراب طموحات ترامب السياسية أكثر إلى الواقع، الأمر الذي تكشّف منذ بدء حملته الإنتخابية الرئاسية.
وقد خطّ ترامب بفوزه المفاجئ نهاية الدعم للمعارضة السورية، كما أنّه أبعدَ نفسه عن بوتين، مع تجديده التأكيد غير مرة على الأهداف المشتركة مع روسيا لإعادة الإستقرار في سوريا، حيثُ دعمَت الولايات المتحدة فصيلاً كرديًا عُرف بـ"قوات سوريا الديمقراطيّة" بشكل رئيسي. وبعد فترة وجيزة، أعلن مسؤولون رفيعو المستوى مقرّبون من ترامب نهاية مقولة أوباما "الأسد يجب أن يرحل"، وفي نيسان الماضي كشف ترامب عن نيّته سحب القوات الأميركية من سوريا".
وذكرت الصحيفة أنّ إسرائيل نفّذت عددًا من الغارات التي استهدفت مواقع لإيران وحزب الله في سوريا، في ظلّ تخوّف أميركي من أنّ وجود الحزب في سوريا يمكن أن يفجّر معركة أوسع نطاقًا.
وأوضح علام أنّ الإتفاقات الأخيرة تنصّ على أنّ الأسد يمكنه استعادة السيطرة على كلّ الجنوب السوري، على أن تخرج القوات الإيرانية منه، وإسرائيل ستكون راضية على هذا البند، فبذلك تكون الحدود الأردنيّة والإسرائيلية بقبضة الجيش السوري.
وأوضحت الصحيفة أنّ القوات الأميركية ستنسحب من سوريا في وقتٍ ما، وحتى لو عقد بوتين وترامب الإتفاقات في الملف السوري الإثنين، فإنّهما لن يكشفاها في العلن.
وبحسب علّام، فإنّ الأميركيين والروس سيعملون معًا على ملف النازحين السوريين، خصوصًا وأنّهم يدركون أنّ تركيا ولبنان والأردن لا يمكنها استقبال المزيد.
وختم بالإشارة الى أنّ بوتين وترامب أكدا ما أصبح معروفًا عن مستقبل سوريا منذ حوالى السنة، خصوصًا أنّ الأسد أقنع الأميركيين أنّ لديه دعمًا محليًا كبيرًا، إضافةً الى الدعم الروسي والإيراني.
(نيوزويك - لبنان 24)