تحت عنوان "ماذا ينتظر سوريا بعد قمة هلسنكي؟"، تناول موقع "المونيتور" الأميركي القمة "التاريخية" التي جمعت الرئيسيْن الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين الإثنين، ملمحاً إلى أنّهما ركزا على العلاقات الثنائية ولم يحققا تقدماً كبيراً في ملف الوجود الإيراني في سوريا.
وفي تقريره، كشف الموقع أنّ لقاءً أكثر أهمية عُقد بالتوزاي مع لقاء ترامب ببوتين، إذ اجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سراً بنظيره الأميركي مايك بومبيو، وهي خلوة لم يُعرف الكثير عن تفاصيلها.
واستناداً إلى التصريحات التي صدرت عن ترامب وبوتين، رأى الموقع أنّهما رسما خطوط خارطة الطريق العريضة في سوريا، معدّداً مكوناتها على الشكل التالي:
- التنسيق العسكري بين روسيا والولايات المتحدة، إذ أثنى الرئيسان على تواصلهما العسكري في سوريا وشددا على مهنية التي يتميّز بها كل منهما.
- التعاون المؤسساتي، إذ أعلن بوتين أنّ روسيا ستواصل تعاونها في إطار أستانة مع تركيا وإيران، واستعدادها للعمل مع "المجموعة الصغيرة" التي تقودها فرنسا والولايات المتحدة وتضم المملكة المتحدة والأردن والسعودية.
- إعلان روسيا انفتاحها للعمل مع القوى الغربية، لا سيّما فرنسا والولايات المتحدة على صعيد المسائل الإنسانية وجهود الإغاثة.
إلى ذلك، اعتبر الموقع أنّه يمكن قراءة تصريح بوتين الداعي إلى ضرورة "إحالة الأوضاع في هضبة الجولان بما ينسجم مع اتفاقية العام 1974" بعد "هزيمة الإرهابيين في جنوب سوريا"، لما ذلك تأثير على "إعادة الهدوء" و"إحياء نظام وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل" "وحماية أمن إسرائيل"، على أنّه رسالة أخرى لإيران لسحب قواتها والمقاتلين الذين تدعمهم من المنطقة المحاذية للجولان المحتل.
في المقابل، نبّه الموقع إلى أنّ مسألة الانسحاب الإيراني، التي قال بوتين إنّ ترامب أولاها أهمية، لا تمثّل سوى جزء بسيط من جوانب الاتفاق الذي أبرمه الرئيس الروسي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي خلال زياتهما موسكو.
وبالعودة إلى التصريحات التي أُطلقت عقب القمة، سلّط الموقع الضوء على تعليق لافروف القائل إنّ المحادثات كانت "أفضل من ممتازة"، منبّهاً إلى أنّه استخدم العبارة نفسها في شباط العام 2015 وذلك بعد محادثات تناولت "اتفاقات مينسك" لتعليق النزاع في شرق أوكرانيا؛ علماً أنّ روسيا فاوضت آنذاك على اتفاق يفيدها ويفيد المقاتلين المتحالفين معها، وأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه ما زال يمثل عبئاً ثقيلاً على كاهل السياسة الخارجية الروسية.
وعلى الرغم من رضا موسكو على نتائج القمة بشكل عام، أكّد مسؤول في الكرملين أنّ بلاده غير متوهمة بعملية ضبط جديدة للعلاقات مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنّ واشنطن أكثر عدائية إزاء روسيا من السابق.
(ترجمة "لبنان 24" - Al-Monitor)